صحافة : باحث أمريكي: هل يكون آبي أحمد أول فائز بجائزة نوبل يخضع للمحاكمة في “الجنائية الدولية”؟!
26.02.2021
أعلنت لجنة نوبل النرويجية في 11 تشرين أول/ أكتوبر 2019 فوز رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام في ذلك العام، وذلك ” لجهوده لتحقيق السلام والتعاون الدولي”.يقول مايكل روبين، الباحث في معهد أمريكا إنتربرايز، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن اللجنة كانت ترغب في إبراز مبادرة آبي لإنهاء الصراع الحدودي بين إثيوبيا وإريتريا ” وتقدير جميع المشاركين في تحقيق السلام والمصالحة في إثيوبيا وفي المناطق الواقعة بشرق وشمال شرق أفريقيا”. ولكن اللجنة اختارت الشخص الخطأ.وأضاف روبين أنه في حزيران/ يونيو 2020، قام آبي بصورة غير دستورية بإرجاء الانتخابات. ورفضت منطقة تيغراي، الواقعة بشمال إثيوبيا ذلك، وأجرت في التاسع من أيلول/سبتمبر 2020، انتخاباتها البرلمانية، التي شهدت مشاركة كبيرة من المواطنين، وفوز جبهة تحرير شعب تيغراي المعارضة.رد آبي على ذلك بعد شهرين بقطع خدمات الإنترنت وخطوط الهواتف في تيغراي، كما أرسل الجيش الإثيوبي للإطاحة بالحكومة المحلية في ميكيلي، عاصمة المنطقة. وأكدت عدة تقارير أن جيش إريتريا دخل المنطقة أيضا، وعمل جنبا إلى جنب مع جيش إثيوبيا، حيث قاما بطرد سكان البلدات والقرى بالمنطقة ونهبها.وقال روبين إن إثيوبيا أعلنت في 13 كانون ثاني/ يناير 2021 أن قواتها قتلت سيوم مسفين، وزير خارجية البلاد الأسبق، أثناء القتال. وأظهرت صور لاحقة أن رجال آبي قاموا بإعدام مسفين.وعلى الرغم من تأكيد إثيوبيا أن الوضع في تيغراي هادئ، استمر ظهور التقارير التي تفيد بأن القوات الإثيوبية تقوم بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان. وبعد استعادة خدمة الاتصالات في المنطقة، بدا الآن أن هذه التقارير كانت صحيحة.وأشار روبين إلى أن المواطنين في إثيوبيا الآن يتداولون مقاطع فيديوعن أعمال إعدام بدون محاكمة. ويظهر أحد مقاطع الفيديو إعدام شخصين في سوق في بلدة أدوا في تيغراي.
ومع ذلك، تظهر أكبر جريمة حرب في تنفيذ مذبحة بحق أكثر من 800 مواطن في تيغراي في كنيسة سانت ماري أوف زيون في اكوم، التي يعتقد أنها مقر تابوت العهد، وذلك بعد فترة قصيرة من دخول القوات الإثيوبية المنطقة.وروى ناجون من هذه المذبحة التي شهدتها الكنيسة ما قام به الجنود بعد اقتحامها من أعمال احتجاز وسحل لمن كانوا فيها وإطلاق النار على من حاولوا الفرار. وذكروا أنهم شاهدوا بعد نجاحهم في الهروب من الكنيسة الكثير من القتلى والجرحى في الشوارع. وقالوا إن معظم مئات الضحايا قتلوا في ذلك اليوم، لكن إطلاق النار وأعمال السلب والنهب استمرت في اليوم التالي.ومثلما كانت لجنة نوبل النرويجية قد منحت السياسية الميانمارية أون سان سو تشي جائزة من قبل، لتعلم بعد ذلك أنها مدافعة عن أعمال إبادة جماعية، عليها أن تواجه سجل آبي الدموي المتزايد.ويشير روبين إلى أن أنصار آبي ينتقدون النظام الاتحادي الدستوري في إثيوبيا، ومازالوا يصفون آبي بالإصلاحي. وكان تعليق الانتخابات وتغيير القانون بصورة أحادية بدون الاخذ في الاعتبار أي عملية دستورية دلالة على الديكتاتورية وليس الإصلاح.وأضاف روبين أن المشاركة في عمليات التطهير العرقي والاغتصاب والقتل ضد المعارضة الاقليمية تضع آبي في نفس فئة الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي جرى إدانته أثناء توليه منصبه بسبب حملة الإبادة الجماعية في دارفور.ومازال آبي وأتباعه يمنعون الصحافيين من زيارة تيغراي وأقاليم أخرى، حيث يقول السكان المحليون إن أفراد من القوات الإثيوبية أوالإريترية أو من الاثنين قاموا بتنفيذ مذابح بحق المدنيين. وربما ينكر آبي وقوع مثل هذه الأعمال، ولكن الأطراف البريئة نادرا ما تحظر دخول الصحافيين الذين يمكن أن يؤكدوا حقيقة أقوالها.وبدلا من ذلك، من المرجح أن يكون الهدف من وراء حظر السفر لتيغراي وقطع الاتصالات بها هو مساعدة آبي في الهروب من المحاسبة على أفعاله.وأوضح روبين أنه مع ذلك، فإن العزل عن العالم الخارجي لن يفيد، ولن تختفي الحقيقة من ذاكرة الضحايا الذين نجوا من أعمال الابادة الجماعية أو أفراد أسر الذين قتلوا في تيغراي.واختتم روبين تقريره بأن آبي ربما يريد أن يعتمد على أمجاد جائزة نوبل، ولكن في الواقع، ربما يجد نفسه سريعا أول حائز على جائزة نوبل للسلام يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي!!
www.deyaralnagab.com
|