logo
1 2 3 41058
صحافة : فايننشال تايمز: سيجد بايدن الكثير من العداء في الشرق الأوسط!!
21.01.2021

أشار المعلق ديفيد غاردنر في صحيفة “فايننشال تايمز” إلى أن الرئيس الأمريكي المقبل جوزيف بايدن سيجد الكثير من المرارة في الشرق الأوسط.
وقال إن بايدن عندما كان نائبا للرئيس وصل في آذار/مارس 2010 إلى القدس حاملا معه إيجازا من باراك أوباما لإحياء العملية السلمية الساكنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو أعلنت مع وصوله عن خطط توسيع استيطانية واسعة، مع أنها وافقت سابقا وإن بتردد على وقف مؤقت لها. وحدث هذا قبل أن يعبر بايدن المعروف بدعمه الحماسي لإسرائيل عن موقف بلاده الداعم وبشكل مطلق لها.
حتى لا ينسى بايدن ما حصل معه عام 2010 قام نتنياهو بإنعاش ذاكرته ووافق على خطط استيطانية واسعة.
وبدلا من إعادة عجلة المفاوضات حصل بايدن على لكمة في أسنانه ولن ينساها أبدا. وجاء الحديث هذا وسط النقاش الدائر حول الكيفية التي سينقذ فيها بايدن الاتفاقية النووية مع إيران والتي خرج منها دونالد ترامب في 2018. لكن الرئيس الجديد قد يجد مشاكل أكبر مع حلفاء بلاده التقليديين في الشرق الأوسط أكثر من أعدائها. فإلى جانب إسرائيل هناك منظور واسع من العداء مع السعودية وتركيا اللتان حصل زعيمها على الحماية من ترامب. وحتى لا ينسى بايدن ما حصل معه عام 2010 قام نتنياهو بإنعاش ذاكرته ووافق على خطط استيطانية واسعة. وقد حصل اليمين المتطرف في إسرائيل الساعي لزيادة عدد المستوطنين واستعمار الضفة الغربية على ما يريده من ترامب. وبالمقارنة يرى اليمين في فريق بايدن نسخة معدلة من إدارة باراك أوباما والتي ستتسم العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية في ظلها بالتوتر. ولا يتوقع أن يلغي بايدن سياسات ترامب مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ومن المحتمل أن يعيد الرئيس الجديد القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية لكي تعمل كسفارة للفلسطينيين التي سيعيد إليهم المساعدات.
وفي العام الماضي أعطت إدارة ترامب ضمن “صفقة القرن” إسرائيل الضوء الأخضر لضم كل المستوطنات اليهودية. وهو ما يزيد من الضغط على نتنياهو الذي يواجه الجولة الرابعة من الانتخابات في عامين وتلاحقه قضايا فساد لتنفيذ تعهداته للمستوطنين وتوسيع حدود إسرائيل. لكن رئيس الوزراء المخضرم الذي يحبذ تجنب المخاطر أكثر مما يقترحه خطابه الناري، يفضل عملية استعمار تدريجية للضفة الغربية على مصادرة الأرض العلنية والتي قد تضر بسمعة إسرائيل الدولية وشرعيتها. إلا أنه يخوض انتخابات ستقرر مستقبله السياسي.
ويعارض فريق بايدن الضم من طرف واحد، ولكن الموضوع ليس على أولويات أجندة بايدن المزدحمة. ولكنه موضوع معقد وخطير كاف لأن يمتص الكثير من الجهود الدبلوماسية ويعرض عمليات التطبيع الإسرائيلية مع دول عربية للخطر.
ويقول غاردنر إن السعودية، كبرى دول الخليج لم تعبر عن استعداد واضح لفتح علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة مع إسرائيل. وسيكون قرارا محفوفا بالمخاطر لأن فيه اعترافا بسيادة إسرائيل على القدس المقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين يعرف بايدن منذ وقت طويل لكن الرئيس الأمريكي الجديد يعرف نتنياهو منذ 40 عاما مما يدفعه ألا يغض الطرف.
لكن الموضوع الرئيسي للإدارة الجديدة ربما كان سلوك ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان، القاسي والمتهور. فقد هدد بايدن أثناء الحملة الانتخابية بمراجعة التحالف الأمريكي- السعودي الذي مضى عليه 79 عاما.
ويقوم الأمير محمد الذي صعق من هزيمة ترامب بعدة تحركات تظهره كرجل دولة في الوقت الذي يتحرك فيه بايدن نحو مركز المسرح. لكن المراجعة الواقعية لمصالح الولايات المتحدة في الخليج وتأخذ بعين الاعتبار نمو صناعة النفط الصخري والاهتمام بقضايا البيئة تعني أن علاقات أمريكا سيتم تخفيضها مع المنطقة على أي حال. ثم هناك الحليف المتقلب للناتو رجب طيب أردوغان الذي يشتري الصواريخ الروسية ويساعد إيران على خرق العقوبات وينشر قواته بالمنطقة، في محاولة لتوسيع قاعدته الإسلامية في تركيا وشراء ولاء الجماعات القومية المتشددة هناك. ولكن على الولايات المتحدة وأوروبا التي ترى في سلوك تركيا معاديا ولا يمكن التكهن به عليها الاعتراف بأن الأشكال القديمة التي تعاملت مع أنقرة كحليف تابع قد انتهت. فالرغبة للتعامل مع تركيا كلاعب مستقل ولديه مصالح مشروعة تجد الدعم أبعد من معسكر أردوغان.
وفي الوقت الحالي يقوم رجل السعودية القوي مثل محمد بن سلمان ونتنياهو بتقديم الوجه الودي لبايدن. وبالتأكيد عندما أرسل نتنياهو تغريدة لبايدن ذكره بالعلاقات الطويلة والدافئة بينهما. وعلق مارتن إنديك الذي عمل مع إدارة كلينتون وأوباما ساخر أن رئيس الوزراء يعرف بايدن منذ وقت طويل لكن الرئيس الجديد يعرف نتنياهو منذ 40 عاما مما يدفعه ألا يغض الطرف!!


www.deyaralnagab.com