logo
1 2 3 41060
صحافة : صاندي تايمز: ضغط ترامب ليس ضامنا لانفجار الجمهورية الإسلامية حتى لو فاز بولاية ثانية!!
07.12.2020

في إيران كان هناك من أبناء الطبقة المتوسطة من راهن على أربع سنوات أخرى من تنمر دونالد ترامب فحصلوا على جوزيف بايدن.
وتقول لويز كالاغان في تقرير لصحيفة “صاندي تايمز” إنها وفي محادثات أجرتها مع إيرانيين من أبناء الطبقة المتوسطة وأغنياء تحدثوا عن حس فقدان الأمل بعد عامين من سياسة أقصى ضغط التي دمرت الاقتصاد ورفعت مستوى التضخم إلى 40%.
وتعاني الطبقة المتوسطة التي تشكل نسبة 65% من عدد سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة من دمار واسع. ولهذا السبب كان مهدي أشرفي الذي يعيش في حي قديم من مدينة شيراز التي توفي فيه الشاعر حافظ يتابع أخبار الانتخابات الأمريكية متوقعا أربع سنوات أخرى لترامب.
وبعد عامين من إلغاء ترامب الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 وإعادة فرضه العقوبات على طهران أصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل فيما يعاني ملايين الإيرانيين من الفقر. ولكن سياسة ترامب المتشددة بالنسبة لأشخاص مثل أشرفي البالغ من العمر 38 عاما أحيت لديهم الآمال بقرب نهاية النظام رغم ما تسببت به من آلام عليهم.
ويرى الكثير من الإيرانيين أن الضغط الخارجي هو الأمل الوحيد المتوفر لهم لكسر سلطة آيات الله، وربما كانوا محقين أو كما يقول الخبراء يحلمون. وتقول كالاغان إنها قضت أسابيع هذا الربيع في إيران وتحدثت مع الفقراء والأغنياء حول ما يفكرون به، ولم يتحدث أي منهم عن حس بالمستقبل، سواء كانوا من المعارضين أو المؤيدين للنظام، فمن البيوت الراقية بالملايين في شمال طهران إلى المحلات التجارية بالبازار هناك فقدان للأمل، سواء كان اللوم على الأمريكيين أو المتشددين أو الإصلاحيين الذين يمثلهم الرئيس حسن روحاني.
وبالنسبة لأشرفي فقد كانت إدارة ترامب “هي الإدارة الوحيدة التي فرقت بين إيران فيما يتعلق بشعبها وتاريخها وجغرافيتها وبين الجمهورية الإسلامية كحكومة”، وأضاف: “ومن وجهة النظر هذه، لم تعد الجمهورية الإسلامية عصية على التغير ويمكن تغييرها”.
ويقارن أشرفي ترامب بدونالد ريغان الذي صعد الحرب الباردة وسباق التسلح مع الاتحاد السوفييتي وشجبها بإمبراطورية الشر. واتهم بأنه داعية للحرب لكن ثبتت رؤيته عندما انهار الاتحاد السوفييتي. وكان أشرفي يأمل بنفس السيناريو لو فاز ترامب بأربعة أعوام أخرى.
والمفارقة أن بعض الإيرانيين يشعرون بالراحة من خطاب ترامب الداعي للحرب وكذبه والذي يعكس خطاب قادة الجمهورية الإسلامية وعدم ولائهم. وقالت الصحافية الشابة التي تعيش في طهران أناهيتا: “يعتبر ترامب جذابا للناس مثل أبناء الطبقة المتوسطة لأنه يتنمر على الجميع، وفي إيران من يتنمر عليهم هي أو هو في السلطة”. وقالت إنها دهشت عندما كتبت مقالا عن الانتخابات الأمريكية وتلقت تعليقات مؤيدة لترامب من الناس الإيرانيين.
وقالت: “ما تلقيته من تعليقات يعطي صورة أن الناس كانوا يحبذون فوز ترامب وهو ما صدمني” و”أعرف أن الكثير من الناس يعتقدون أن هذا ليس جيدا لنا لأن بايدن سيتحدث مع الحكومة، وكل شيء يعود لما كان عليه وتنجو الجمهورية الإسلامية. وأعتقد أن في هذه السنوات من خروج ترامب في عام 2018 من الاتفاقية النووية فمن عانى كثيرا ليست الحكومة وكان أمرا صعبا علينا”.
ووعد بايدن بالعودة إلى الاتفاقية النووية والبدء بمفاوضات لو التزمت إيران بواجباتها منها. وبوجود زعيم ديمقراطي في الحكم يتوقع أشرفي تحسن الاقتصاد الإيراني وتخفيف العقوبات وبالتالي منح شرعية للنظام. و”سيرسل بايدن رسالة إلى الجمهورية الإسلامية وجيرانها وشركائها التجاريين أن القيادة في البلد لن تتغير” و”سيساعد الجمهورية الإسلامية على تحسين وضعها الاقتصادي”.
ورغم ما تسببت به العقوبات المستمرة على النظام ومنع إيران من بيع النفط واستيراد المواد الأساسية كالدواء إلا أن الخبراء يشككون في فكرة انفجار النظام لو بقي ترامب في الحكم.
ويقول إسفنديار باتمنغيلدج، مؤسس “بورز أند بازار” للأبحاث: “لو فاز ترامب لزاد التضخم وساء، وكان هذا التوجه طوال العام وتفاقم بسبب كوفيد-19″، و”ربما قاد إلى حالة عدم استقرار سياسي واضطرابات بسبب الوضع الذي دفع فيه الإيرانيون لحافة الفقر. وربما قاد إلى نزع الشرعية عن الحكومة ومشاركة متدنية في الانتخابات وهذا أمر مختلف عن انهيار النظام”.
وبلا شك هناك عدم ارتياح واسع من الحياة في ظل النظام، فعلى مدى 41 عاما منذ الثورة الإسلامية، عاش الإيرانيون في ظل نظام وضع الإسلام الشيعي في مركز الحياة العامة. ولكن دراسة مسحية شارك فيها أكثر من 40.000 شخص حول البلاد عبرت فيها نسبة 40% فقط بأنهم مسلمون وقال نسبة الثلث إنهم بلا دين.
ورغم تزايد نسبة الأشخاص الذين يقدمون نفسهم كعلمانيين إلا أن الغالبية منهم تعتمد على الحكومة في الوظائف وتوفير الاحتياجات الأساسية.
ويقول باتمنغيلدج: “هناك نوع من التبعية المضنة والتي تعني أن تخيل انهيار الحكومة هو وضع محفوف بالمخاطر للكثير من البيوت في إيران” و”سيكون وضعا خارقا للعادة ويعني زيادة في المتاعب لملايين الإيرانيين حتى لو اعتقدوا أنها مرحلة ضرورية”.
وشهدت إيران سلسلة من الاغتيالات بدأت بمقتل القائد العسكري قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير بغارة أمريكية في بغداد ثم جاءت عملية اغتيال محسن فخري زادة الذي ينظر إليه على أنه الأب الحقيقي للمشروع النووي الإيراني على يد من يعتقد أنهم عملاء للموساد. مما قاد لتكهنات بضعف الجهاز الأمني، لكن هذا لا يعني توقف القمع في البلاد.
وعندما اندلعت التظاهرات في العام الماضي أغلقت السلطات الإنترنت وأرسلت قوات الأمن للشوارع حيث اعتقل وقتل المئات حسب منظمة أمنستي إنترناشونال. وقالت إيلي جيرمانية من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “أرادت إدارة ترامب خلق موجة من الاحتجاجات لا تستطيع إيران التعامل معها” و”شاهدنا احتجاجات كبيرة لكنها تلاشت خاصة وسط كوفيد. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر كان من الواضح أن قوات الأمن الإيرانية استخدمت القوة المفرطة لسحق التظاهرات. ولم يكن هذا كافيا للحفاظ على زخم التظاهرات لمدة أطول بسبب غياب القيادة في داخل أو خارج البلاد”.
وقالت إن الكثير من الإيرانيين يفتقدون للبديل الحقيقي عن قادتهم الحاليين: “هناك الكثير من الإحباط من القيادة السياسية ولكن الكثير من الناس يركزون انتباههم على توفير معايشهم اليومية” و”لا يوجد مثال ينظرون إليه على أنه مثال لنجاح تغيير النظام”.


www.deyaralnagab.com