إندبندنت: لو رحل ترامب فمن سيبقى لحماية ابن سلمان؟
16.10.2020
طرحت صحيفة "أندبندنت" البريطانية، تساؤلات، بشأن ما سيحدث لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لو لم يكن هناك دونالد ترامب "ليحمي مؤخرته" وفق وصفها.
وأشارت في تقرير ، إلى خسارة السعودية مقعدها في مجلس حقوق الإنسان. وتساءلت عن ردة فعل ولي العهد محمد بن سلمان عن خروج الرئيس دونالد ترامب من المشهد السياسي الأمريكي.
وقالت إن المدى الذي رفض فيه العالم الحاكم الفعلي للسعودية بدا واضحا، من فشل بلاده في الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وجاءت السعودية في المؤخرة بعد نيبال وأزبكستان، بشكل مهين وكـ "صفعة لديكتاتورها الذي لعبت آلة العلاقات العامة ما بوسعها، للقيام بمهمة سيدها. لكن لم يكن هناك أي جهد في الغرف الخلفية، ليمنع أرقام التصويت التي كشفت عن الضرر الذي أحدثه محمد بن سلمان لسمعة بلده".
وأضافت: "ومنذ أن أصبح وليا للعهد. 2016 وقبل عام من وصوله إلى السلطة، حصلت السعودية على 152 صوتا عندما انتخبت في مجلس حقوق الإنسان".
وبعد أربعة أعوام كشفت عملية الإقتراع تراجع نسبة الدعم للسعودية بنسبة 40% إلى 90 صوتا، وأقل مما يجب الحصول عليه للفوز بمقعد. فالسنوات ما بين هذين العامين شهدت انتهاكات لحقوق الإنسان، كانت بمثابة سخرية من أي عملية اقتراع تعطي السعودية عضوية في مجلس حقوق الإنسان.
وتابعت الصحيفة "مع أن العملية لم تمنع روسيا والصين من الحصول على العضوية. وكما قال ناشطون إن انتخاب هؤلاء الديكتاتوريين ليكونوا قضاة الأمم المتحدة في حقوق الإنسان، مثل تجميع عصابة من المخربين وجعلهم رجال إطفائية".
وقالت: "قائمة العار لمحمد بن سلمان معروفة، ففي ظله اغتيل صحافي واشنطن بوست جمال خاشقجي، وقطع جسده عندما زار القنصلية السعودية في إسطنبول. وهي جريمة أكدت المخابرات الأمريكية سي آي إيه، أنها لم تكن لتتم بدون موافقته".وفي الوقت الذي ينكر فيه حاكم السعودية دورا في وفاة خاشقجي البشعة إلا أنه لا يستطيع التظاهر وإنكار الناشطات السعوديات اللاتي يقبعن في السجن منذ عامين تقريبا وتعرضن للتعذيب وتهديد بالإنتهاك الجنسي. ولا أحد يمكنه إنكار أن الحرب التي شنها كوزير للدفاع عام 2015 على اليمن حولته وبسبب أكثر من 257.000 غارة جوية إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وقالت إن البرلمان الأوروبي، مرر الأسبوع الماضي قرارا شجب فيه انتهاكات حقوق الإنسان السعودية، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى مقاطعة قمة العشرين المقرر عقدها في الرياض الشهر المقبل. وبالإضافة للقرار الذي شجب الحرب في اليمن وسجن الناشطات طالب بإلغاء حكم الإعدام ضد القاصرين وإلغاء قانون الكفالة الذي ينتهك حقوق العمالة الأجنبية والذي يوصف بأنه عبودية حديثة.
أشارت الصحيفة إلى أن الأكثر قلقا لمحمد بن سلمان هو منظور خسارة ترامب الإنتخابات الشهر المقبل. وهذا يعني خسارة دعم البيت الأبيض والذي وقف معه حتى في تصرفاته السامة. وفعل البيت الأبيض هذا لأن السعودية أنفقت مليارات الدولارات على استثمارات خلقت "وظائف، وظائف، وظائف" حسب ترامب.
وفي ظل بايدن سيتم تحدي كل هذا. ووعد المرشح الديمقراطي بوقف مبيعات السلاح للسعودية والعودة للإتفاقية النووية مع إيران التي تخلى عنها ترامب. وبدلا من إيران تعهد بايدن بجعل السعودية "منبوذة كما يستحقون".
ولم يتردد بايدن بالقول عن خاشقجي "أعتقد أنه في الحقيقة قتل وقطع وأعتقد أن هذا حصل بناء على أمر من ولي العهد. ولا توجد قيمة تدعو لعتق الحكومة السعودية الحالية". وفي موضوع المحادثات السلمية هناك تعارض بين ترامب وبايدن. والسؤال أين يقف محمد بن سلمان من كل هذا؟
وقال ترامب إن عدم بيع الولايات المتحدة السلاح للرياض، يعني أنها ستشتريه من الصين وروسيا. وقد يكون هذا صحيحا مع أن كوفيد-19 ترك الإقتصاد السعودي في حالة رثة بالإضافة لانهيار أسعار النفط.وطرحت تساؤلا بشأن ما إذا كانت تستطيع السعودية مواصلة شراء الأسلحة بهذا الحجم الكبير؟ وما هو واضح هو أن محمد بن سلمان ولأول مرة سيحكم بدون دعم من البيت الأبيض. ولن يكون هناك رئيس أمريكي مستعد للتحرك و"حماية مؤخرته".
وقالت إن هذا ربما أدى إلى تحول محمد بن سلمان لزعيم مدجن، لا تعطي سياساته منطقا لإنضمامه إلى مجلس حقوق الإنسان وتجعله مصدرا للسخرية والضحك. وربما عنى رحيل ترامب نهاية حرب اليمن، وإطلاق سراح الناشطات وتحقيق العدالة لجمال.
www.deyaralnagab.com
|