صحافة:التايمز: الإمارات قدمت انتصارا لنتنياهو وترامب بدون مقابل!!
15.08.2020
قالت صحيفة “التايمز” في تحليل لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، إن الاتفاق الذي وقعته إسرائيل والإمارات لتطبيع العلاقات بينهما يعد تحولا مهما ومسمارا آخر في نعش المقاومة العربية للمشروع الصهيوني، وهو بشكل متناقض ظاهريا، اتفاقٌ أو صفقة أقل مما يبدو.
فخلف مظهر عدم الاعتراف، تعود علاقات الإمارات مع إسرائيل لسنوات طويلة. فقد تعاون البلدان في مجال الاستخبارات ضد أعدائهما المشتركين مثل إيران والإسلاميين، بالإضافة لعلاقات تجارية خاصة في مجال التكنولوجيا.
ويقول سبنسر: “كانت الإمارات تقدم نفسها كأكبر داعم للقضية الفلسطينية، ولكنها تتعامل في الوقت نفسه كدولة تدفعها المصلحة التجارية، وبدأت تشعر بالملل من المفاوضات وما تمليه من شروط”. ويضيف: “كانت إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو جيدة في جرجرة المفاوضات حتى تحقق النتائج التي تريدها، وسواء كان يريد ضم الضفة الغربية أم لا، أبقاها قضية مفتوحة للنقاش، ولكن التخلي عن الفكرة كانت الجزرة التي حصل بها نتنياهو على ما يريد من الإمارات التي قالت إنها تعارض الضم”.
ورفض ترامب فكرة الضم أيضا، رغم قرب إدارته من نتنياهو، مما صعب على الأخير تحقيق ما يريد إن كان فعلا يريد الضم. ومن هنا بدا التهديد بالضم محاولة من نتنياهو للحصول على اعتراف من الإمارات بإسرائيل.
فقد انسحبت إسرائيل من سيناء للحصول على سلام مع مصر، ومن مناطق أردنية لتوقيع اتفاقية مع عمّان. ولكن الدولة العربية الثالثة تم إقناعها والفوز بها بسهولة.
وقال الكاتب إن الإمارات قدمت لنتنياهو وراعيه ترامب انتصارا في السياسة، حيث قال في تغريدته إن ما حصل تقديم عظيم وأنه يتوقع ذوبان الجليد مع عدد من الدول العربية والمسلمة الأخرى.
وأشار نتنياهو إلى أن الإمارات تتقارب مع إسرائيل منذ سنوات حتى قبل إعلان تطبيع العلاقات، حيث أقامت دبي علاقات تجارية تكتيكية مع الإسرائيليين بسبب الاهتمام بتجارة الألماس، وهو ما قاد إلى تعاون في مجال الاستخبارات الذي تعزز بسبب العداوة المشتركة مع إيران.
وقالت الصحيفة إن التطور الأخير سيقدم على أنه هدية لنتنياهو لعدم مضيّه في قرار الضم. مع أنه قال إن القرار بعدم تطبيق الضم والذي جاء بناء على طلب من البيت الأبيض قد يتم إلغاؤه.
وقال إن الإمارات العربية المتحدة عبّرت عن موقف متشدد من إيران والإسلاميين، ويفضلون استمرار سياسات ترامب، ويحمّلون إدارة باراك أوباما مسؤولية الوضع في الشرق الأوسط، حيث ستعود السياسات الأمريكية ذاتها لو فاز جوزيف بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وجرى الكشف عن العلاقات بين البلدين عام 2018، عندما ذكرت تقارير أن الإمارات اشترت برمجية تجسس من إسرائيل لمراقبة المعارضين. وسُمح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة في مسابقات رياضية في أبو ظبي، حتى أن “النشيد الوطني” الإسرائيلي عُزف في العاصمة الإماراتية.
ولعب الخلاف الخليجي- الخليجي بشكل واضح دورا في المسألة الفلسطينية. فقد دعمت قطر غزة التي تسيطر عليها حماس، فيما فضلت الإمارات السلطة الوطنية في رام الله. إلا أن أبو ظبي شعرت بالإحباط من محمود عباس وباتت تعتقد أنها تستطيع التعامل مباشرة مع نتنياهو.
www.deyaralnagab.com
|