logo
1 2 3 41069
صحافة : إندبندنت: سقوط الأسد جاء بعد أربع سنوات من تخطيط المعارضة والتحول من عقلية الميليشيا إلى عقلية الدولة!!
27.12.2024

نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا اعدته بيل ترو، أشارت فيه إلى الوسائل التي استخدمتها هيئة تحرير الشام لهزيمة جيش بشار الأسد.حافة : وقالت إن مسيّرات شاهين والمقذوفات الصاروخية وقناصة بالمناظير الليلية، كانت جميعا وراء انتصار المعارضة، وجاءت نتاجا لتخطيط دام سنوات أطاح في النهاية بنظام الأسد.
وكشف قادة المعارضة لترو، بأن الأسلحة المصنعة محليا والتي تشمل على مناظير ليلية وأنظمة صاروخية ومركبات مدرعة، كانت محورية في الإطاحة السريعة ببشار الأسد، حيث أعلنت الحكومة المؤقتة أن الفصائل المسلحة ستحل وتندمج لتشكيل وزارة دفاع جديدة.
وفي مقابلات مع صحيفة “إندبندنت”، أوضح كبار المسؤولين في هيئة تحرير الشام، كيف خططوا للهجوم لأكثر من أربع سنوات بعد الخسائر المدمرة على أيدي نظام الأسد في عام 2020 التي أجبرتهم على بناء “عقيدة عسكرية جديدة” من الصفر.
وقد شمل هذا التحول برنامج أسلحة جديدا، بما في ذلك أنظمة قناصة مصنعة محليا، سمحت لهم للمرة الأولى بالقتال في الليل، فضلا عن توحيد الجماعات المتفرقة في هيكل عسكري رسمي، وتشجيع الانشقاق عن النظام، والتخطيط الدقيق لـ”اليوم التالي” بعد الأسد.
وتقول ترو إنهم الآن يستعدون للكشف عن هيكلهم العسكري الجديد، حيث قال رئيس هيئة تحرير الشام الذي أصبح الزعيم الفعلي للبلاد، أحمد الشرع -المعروف أيضا باسم أبو محمد الجولاني- يوم الثلاثاء، إنهم توصلوا إلى اتفاق مع رؤساء الفصائل المتفرقة لتوحيد صفوفهم تحت إشراف وزارة الدفاع، وبناء جيش جديد مع أولئك الذين انشقوا عن قوات الأسد.
وأخبر قادة هيئة تحرير الشام صحيفة “اندبندنت” أنهم قاموا وعلى مدى أربعة أعوام بالتخلي عن “عقلية الميليشيا المعارضة” و”تبنوا عقلية الدولة”، وما يعنيه ذلك من إنشاء برامج تواصل لتشجيع الجنود على الهروب والانشقاق والانضمام إلى القوة العسكرية الجديدة. كما مُنع المقاتلون من شن هجمات انتقامية ودُربوا على الولاء لـ”مؤسسة وطنية واحدة وجيش وطني من خلال خطة واضحة ومدروسة”.
ونقلت الصحيفة عن أبو حسن الحموي، رئيس المجلس العسكري قوله: “أهم شيء تعلمناه هو إحياء العلوم داخل المؤسسة العسكرية”.
وتحدث الحموي للصحافية من اللاذقية التي كانت يوما معقلا للنظام السابق. وعقد الحموي في المدينة لقاءات مع قادة الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، بهدف بناء دولة جديدة.
وقال إن واحدا من الابتكارات العسكرية الأولى، كانت إنتاج معدات عسكرية سمحت لهم بالقتال ليلاً مما “سرع في انهيار النظام، وعطّل قدرة قواته على تجميع نفسها”.
وأوضح الحموي أنهم ركزوا أيضا على إنتاج العربات المدرعة القادرة على العمل في المناطق الجبلية. ثم قاموا بتصنيع قاذفات الهاون والذخيرة عيار 82 ملم و120 ملم لاستخدامها في العربات، “بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتطوير نظام مدفعية صاروخية، حيث قمنا بإنتاج صواريخ مماثلة لصواريخ الكاتيوشا عيار 114 ملم، كما قمنا بتطوير صواريخ عيار 220 ملم”.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ شريح الحمصي، أحد قادة الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام البارزين، قوله إنهم أنتجوا مسيّرات شاهين والذي قال إنها كانت متقدمة أكثر من مسيّرات النظام، وقادرة على “استهداف تجمعاته”.
وبعد أكثر من عقد من الحرب وخطوط القتال المتجمدة، نجحت قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام التي تحالفت يوما مع القاعدة، في الإطاحة المذهلة بالحكم الاستبدادي الطويل لبشار الأسد، بداية الشهر الحالي.
وقال رئيس الوزراء السوري المؤقت محمد البشير الأسبوع الماضي، إن وزارة الدفاع الجديدة سيتم إعادة هيكلتها وستضم ضباطا انشقوا عن جيش الأسد.
وعيّن حكام سوريا الجدد مرهف أبو قصرة، وهو شخصية بارزة في قوات المعارضة التي أطاحت بالأسد، وزيرا للدفاع في الحكومة المؤقتة.
ومع ذلك، تواجه الحكومة الجديدة مهمة شاقة تتمثل في تجنب الاشتباكات بين المجموعات العديدة والحفاظ على السلام في بلد ممزق ومصاب بصدمة شديدة.
وتشهد مناطق شمال- شرق البلاد، اشتباكات بين الجماعات الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد.
وقال الحموي إن التجنيد في القوات العسكرية وقوات الشرطة سيكون الخطوة الأولى لتعزيز الأمن، حيث من المقرر أن تبدأ حملة التجنيد بمختلف المدن في “الأيام المقبلة”. وأضاف أن هذا يعتمد على لم شمل المجتمع الممزق.
وقال: “أنا موجود حاليا في محافظة اللاذقية حيث التقيت بقادة علويين ورؤساء مؤسسات أغلبهم من العلويين”، مضيفا: “كان نهجنا العام هو الدخول إلى هذه المناطق سلميا وتجنب أي حديث عن الانتقام. نحن نهدف إلى إعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي مزقه النظام. وسوف يتم اتخاذ خطوات لاستعادة هذا التماسك الاجتماعي حتى تتمكن الأجهزة الأمنية والخدمات العامة من العمل بشكل فعال لتلبية احتياجات المواطنين”.
وتعلق الصحيفة أن خطوط القتال ظلت جامدة لعدة سنوات، حيث نجحت قوات الأسد بشل قوات المعارضة لأكثر من عقد بدعم من الإيرانيين والروس. وكانت هناك مخاوف من استمرار الحرب بدون نهاية حتى الهجوم السريع الذي شن بداية كانون الأول/ ديسمبر، مما أدى إلى انهيار صادم لعائلة الأسد التي حكمت البلاد لأكثر من نصف قرن.
واستغلت قوات المعارضة لحظة ضعف لنظام الأسد، حيث انخرط داعموه الروس في حرب مدمرة في أوكرانيا، وكانت الجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله تعاني من آثار الصراع الأخير مع إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يئس سكان البلاد من حدوث التغيير بعد سنوات من الحرب والاختفاء القسري والصعوبات الاقتصادية.
وأكد الحمصي أنهم لم يعتمدوا بشكل أساسي “على العوامل الخارجية”، بل ركزوا على قيادة موحدة، وتأكدوا من عدم حدوث عملية معزولة أو مظاهر فوضى “أثرت بشكل سلبي على المناطق المحررة”. وركزوا أيضا على الجهود المباشرة لبناء الدولة، بما في ذلك إنشاء المؤسسات والتواصل مع السكان المحليين وبخاصة الأقليات.
أما الخطوة المقبلة، فيقول قادة هيئة تحرير الشام، إنها إعادة سوريا إلى الحظيرة الدولية. ويضغط قادة الهيئة على الدول مثل الولايات المتحدة لشطبها عن قائمة الإرهاب، وهو تصنيف يصفه الحموي بأنه “ظالم”. وقال: “إذا تحدثنا عن الإرهاب، فإننا نراه فقط في نظام الأسد، نحن بحاجة إلى دعم دولي لإعادة بناء سوريا وإزالة القيود الاقتصادية والسياسية حتى تتمكن سوريا من إعادة بناء نفسها بشكل صحيح”.
وهناك قضية أخرى تتعلق بإسرائيل المجاورة، التي طالما كانت منخرطة في معارك مع الميليشيات المدعومة من إيران والتي دعمت نظام الأسد ذات يوم.
وقصفت إسرائيل بشكل مستمر البنى التحتية العسكرية في سوريا منذ الإطاحة بالأسد. وقال الحموي إن هذه الإجراءات “لم يكن لها مبرر سوى استغلال المرحلة الانتقالية في سوريا”، “كما ندعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي السورية. لقد عانت سوريا بشكل كبير على مدى السنوات الـ14 الماضية، والآن نسعى إلى الاستقرار والأمن وإعادة البناء” و”نريد أن نركز على تحسين الخدمات والاقتصاد وظروف معيشة الناس مع الحفاظ على كرامتهم وأمنهم”.


www.deyaralnagab.com