logo
1 2 3 41062
صحافة : وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: سياسة العقلية المتطرفة بإسرائيل قائمة على التدمير!!
19.09.2024

أنقرة: صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأن العقلية المتطرفة في إسرائيل بعيدة عن المنطق، وأنها تنتهج سياسة قائمة على التدمير.
وقال فيدان، إن إسرائيل بدأت بتصعيد هجماتها تجاه لبنان بشكل تدريجي، مع تفجيرها أجهزة اتصالات لاسلكية.
والثلاثاء والأربعاء، استشهد 37 شخصا وأصيب أكثر من 3 آلاف و250، جراء موجة انفجارات ضربت أجهزة اتصالات لاسلكية من نوعي “أيكوم” و(ووكي توكي) بعدة مناطق في لبنان.
وأشار فيدان، إلى أن هذا النوع من الهجمات ليس مفهومًا جديدًا، وأن أجهزة الاستخبارات تستخدمه بشكل متكرر.
وأضاف: “طبعا هنا يكمن فرق حيث أنه كان (في لبنان) على نطاق واسع، ما أثر على آلاف الأشخاص”.
وشدد فيدان، على أن تركيا مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم الطبي للبنان.
وأعرب عن قلقه من التصعيد الحاصل في المنطقة.
وقال: “وصلنا الآن إلى نقطة أصبحت فيها هذه العمليات التي تنفذها إسرائيل استفزازية بشكل متزايد، وبالتالي لم يعد أمام حزب الله وإيران وعناصر أخرى قريبة منهم أي خيار سوى الرد”.
وذكر الوزير أن مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لسلب الأراضي الفلسطينية كافة بدعم غربي “ما زال مستمرًا”.
وشدد على وجود “مجزرة” و”إبادة جماعية” مستمرة في قطاع غزة، وعلى ضرورة بذل ما بالإمكان من أجل إيقافها.
ولفت فيدان، إلى أنهم أمام قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي (الفلسطينية) التي تحتلها في غضون عام.
والأربعاء، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية 124 صوتا مقابل 14 على أول قرار تقدمه فلسطين، يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهرا.
وقدمت البعثة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة، الثلاثاء، أول مشروع قرار لها إلى الجمعية العامة، وذلك في أعقاب الحقوق الإضافية التي اكتسبتها من خلال التصويت الذي أجري بالجمعية العامة في مايو/ أيار الماضي.
وذكر فيدان، أن “دولة فلسطين نُسيت”، مستدركًا أنه من الجيد إعادة طرح مسألة حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) مجددًا.
وأردف: “تشكل وعي كبير في المجتمع الدولي بهذا الصدد، والآن يعترف المجتمع الدولي بهذه الحقيقة ويقف خلفها، وكما تُمنح إسرائيل دولة يجب أن يُمنح الفلسطينيون دولة، وكما يسعى الإسرائيليون إلى السيادة والأمن، ينبغي للفلسطينيين أن يسعوا إلى السيادة والأمن”.
ولفت إلى أن إسرائيل من أجل تنفيذ ذلك حشدت كل إمكاناتها العسكرية وتنفذ استراتيجية تدريجية.
وقال: “بعد غزة، تتجه الآن إلى لبنان، وربما بعد ذلك ستتجه نحو أهداف أخرى”.
وشدد على أن إسرائيل تحظى بدعم الولايات المتحدة والدول الغربية في استمرارها بهجماتها.
وأكد على ضرورة توفر “إرادة وقوة لوقف الممارسات الإسرائيلية”.
واستطرد: “يجب على النظام الدولي أن يجتمع ويوقف هذا قبل فوات الأوان، أو يجب على العقلاء من داخل إسرائيل أن يظهروا ويوقفوا هذا الجنون، لماذا؟ لأن هذا الجنون لا يضر الفلسطينيين فحسب، بل يرهن مستقبل إسرائيل والإسرائيليين أيضًا”.
وأردف: “إذا قتلت هذا العدد الكبير من الأبرياء، وسرقت أراضيهم، وأهنتهم، فستظل لسنوات عديدة تحت رد الفعل الذي سينتج جراء ذلك، ولن تعرف متى وبأي شكل وأين سيظهر ذلك، ما سيضعك في دوامة من انعدام الأمن لعقود قادمة”.
وعلى صعيد آخر، أشار فيدان، إلى أن هناك وعيًا كبيرًا في المؤسسات التركية حول الأمن السيبراني.
وتابع أن هناك مديرية عامة ضمن وزارة النقل والبنية التحتية بهذا الخصوص.
وأوضح فيدان، أن جهاز الاستخبارات ومديرية الأمن لهما دور فعال بهذا الصدد.
وأردف أن الرئيس رجب طيب أردوغان، أيد ضرورة المضي بإنشاء جهاز مستقل للأمن السيبراني في تركيا، وأن هذه الخطوة ستتحقق قريبًا جدًا.
وبشأن الملف السوري، أعرب الوزير عن ثقته بأن “التوصل إلى حل بالصيغة التي تريدها تركيا سيجعل سوريا قادرة على حل مشاكلها الأخرى بسهولة”.
وتطرق فيدان، إلى تصريحات الرئيس أردوغان، حول الاستعداد للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيرًا إلى “وجود اجتماعات مع إدارة الأسد بأشكال مختلفة مثل العسكرية والاستخباراتية منذ فترة طويلة خاصة بحضور الروس والإيرانيين”.
ولفت إلى أن هناك “حرب مجمدة” ولا يوجد أي اشتباكات بين النظام والمعارضة نتيجة لصيغة أستانة والاتفاقيات العسكرية الأخرى بين تركيا وروسيا منذ عام 2017.
وأضاف: “هناك جو من الصمت والجميع يقف في مناطقه، ونعتقد أنه ينبغي اتخاذ خطوات لحل بعض القضايا بشكل دائم، وبالطبع يتعين على الأطراف اتخاذ هذه الخطوات”.
وأكد فيدان، أن تركيا ترغب في التوصل إلى إطار سياسي يمكن أن يتوافق فيه النظام والمعارضة فيما بينهما.
وقال: “عندما يحدث ذلك وفقا لقرارات الأمم المتحدة، فلا يبقى مشكلة بالنسبة لنا”.
وذكر فيدان، أن بعض نقاط الخلاف تحتاج إلى حلها قبل تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.
وأضاف: “لماذا هناك ملايين اللاجئين السوريين في الخارج؟ الحكومة التي لديها مشاكل مع شعبها والمعارضة أنتجت ملايين اللاجئين”.
وأضاف: “قدم أكثر من 3 ملايين لاجئ إلى تركيا، ويعيش 5 ملايين آخرين في مناطق خارج سيطرة النظام تنشط فيها تركيا وأصدقاؤها في سوريا، ولو لم نقم بذلك هناك لكان جاء 5 ملايين شخص إضافي إلى تركيا”.
وأردف: “إننا نحافظ بشكل منهجي على وجودنا في سوريا بعناصر صديقة، لأنه لا يزال هناك ما يقرب من 5 ملايين شخص لا يشعرون بالأمان فيما يخص بعلاقتهم مع النظام”.
وشدد فيدان، على أنه “لا يمكن تبديد مخاوف تركيا بشأن استقبال المزيد من المهاجرين ما لم يتم إقامة علاقات سلام وثقة بين هذه الكتلة والنظام”.
وأكد أنهم يبذلون الجهود من أجل عدم تفاقم المشكلة أكثر وعدم حدوث اشتباكات وعدم مقتل أناس أكثر أو خروجهم كلاجئين.
وأوضح أن ثلث أراضي سوريا محتلة من تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأردف أن هناك ثروات طبيعية في المناطق المحتلة ذات فائدة كبيرة لسوريا، وخاصة النفط.
وفيما يخص الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي انعقد نهاية آب/ أغسطس الماضي، ذكر فيدان أنه اجتماع مهم حضرته تركيا بعد فترة طويلة.
وأضاف بشأن سياسة الاتحاد حيال تركيا: “انتهج الاتحاد الأوروبي سياسته واضعًا بعين الاعتبار سؤالا: ماذا سيحدث إذا مضينا قدمًا في عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي وطرحنا الأجندة الإيجابية في علاقاتنا مع تركيا؟ سنخسر الأرضية لصالح اليمين المتطرف، لذلك دعونا نتجنب دفع القضايا الإيجابية المتعلقة بتركيا إلى الأمام، بل دعونا نعيدها إلى الوراء”.
وأشار فيدان، إلى أنه لن يتغير شيء بالنسبة لتركيا إذا اعتلى اليمين المتطرف السلطة في أوروبا.
وتابع أن تلك الدول تعاملت مع تركيا كما لو أن اليمين هو الحاكم في عواصمها.
وبشأن مساعي تركيا الانضمام إلى مجموعة “بريكس”، قال فيدان: “لو كان اندماجنا الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي توّج بالعضوية ربما لما كنا نلجأ لمثل هذه المساعي”.
الحرب الروسية الأوكرانية
وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، قال فيدان، إن “الحرب الباردة التي بدأت بين الغرب وتحالف روسيا التي تقع موسكو في مركز ثقلها، ستستمر في التعمق والتطور إلى بُعد آخر”.
وأكد أن “إرادة تركيا ودورها في الوساطة حاضران دائمًا، وهذه هي الأولوية الأولى لرئيسنا أردوغان”.
وأردف فيدان: “لكن الحرب نفسها بدأت تتخذ أشكالاً مختلفة أكثر فأكثر، وكما قلنا في البداية، منذ اللحظة التي تبدأ فيها الحرب، مثل الحرب في غزة، إذا لم تظهر هناك إرادة دولية) لوقفها، الأمر الذي يجعل الغموض يكتنف حول كيفية تطورها وقد تخرج عن نطاق السيطرة”.
ولفت إلى أن الحرب انتقلت الآن “داخل” روسيا في الوقت الراهن.
وبيّن أن الحرب الروسية الأوكرانية خلفت أكثر من 500 ألف قتيل، وأن الوضع هو حرب “تقليدية” كما هو الحال في الحربين العالمية الأولى (1914-1918) والثانية (1939-1945).
وأشار فيدان، إلى أن المصانع على الجانبين الروسي والأوكراني لا تتمكن من مواكبة إنتاج الذخيرة تلبية للحاجة.
ووصف الأضرار التي سببتها الهجمات على المدنيين والبنية التحتية للمدن بـ”المحزنة للغاية”.
وبيّن: “الأمر الأكثر غرابة الآن أن النظام الدولي، كما يحدث في حرب غزة، لا يشعر بأي شيء غير عادي هناك (الحرب الروسية الأوكرانية) وحقيقة الأمر أن مئات الآلاف من الناس يموتون. لا بد أن تكون لها عواقب.
وحول جهود وقف الحرب الروسية الأوكرانية توقع فيدان، إمكانية “فتح” آلية حوار بعد الانتخابات الأمريكية.
وأشار إلى أن هناك خطوات يمكن اتخاذها وأمور يجب مناقشتها قبل ذلك.
وشدد الوزير التركي على أن هناك معيارا آخر في الحرب الأوكرانية الروسية وهو العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا.
وقال: “هذه العقوبات ستطرح بالطبع على الطاولة كحزمة كبيرة. وسنرى كيف سيتم التفاوض على كل هذه العقوبات، وإذا لم يكن من الممكن التفاوض بشأنها، وفي حال فشلت فإنها إما أن تتحول إلى حرب واسعة النطاق أو إلى حرب مجمدة من نوع ما”.
وأوضح فيدان، أن أحد أشكال الحرب المجمدة أن تظل الخطوط الأمامية بين روسيا وأوكرانيا ثابتة ولا يستطيع الطرفان فعل أي شيء تجاه بعضهما.
وأضاف أن طرق التجارة تعطلت، وأن الحرب الأوكرانية الروسية ليست حربا ساخنة في أوكرانيا فحسب، بل لها تأثير عالمي هائل.
وقال الوزير فيدان إن تركيا لفتت الانتباه أيضًا إلى ذلك.
وردا على سؤال حول دور بلاده في التوتر بين صربيا وكوسوفو، قال فيدان، إن “تركيا تلعب بالطبع دورا استثنائيا هنا في العديد من النواحي”.
وذكر أنهم رأوا تأثير القيادة السياسية للرئيس أردوغان في المنطقة.
وأكد فيدان، أن تركيا دعمت تاريخيًا استقلال وسيادة وأمن البوسنة والهرسك وكذلك كوسوفو حتى النهاية.
وبيّن أن إقامة علاقات جيدة مع صربيا أمر ممكن من خلال “قيادة سياسية قوية”.
وأضاف أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، يثق بالرئيس أردوغان، وأن الأخير لديه رؤية حول “كيفية ضمان السلام والاستقرار في البلقان”.
وقال فيدان: “نحن نستخدم دائمًا لغة سلام نشطة، سواء في سوريا أو العراق أو البلقان أو البحر الأسود أو الشرق الأوسط، وعندما أقول لغة سلام نشطة، فأنا أعني أننا نريد أن نرى السلام في العالم من خلال تصريحاتنا الرسمية وبذل جهد مخلص لمعرفة ما يمكن القيام به لوقف الحروب وتحويلها إلى سلام”.
وتابع أن هذا الجهد نشأ مع معرفة القضايا والجهات الفاعلة، وجمع البيانات والتفاعل دون انقطاع.
فيدان، أكد أن تركيا جهة فاعلة يمكن الاعتماد عليها في هذا الصدد.
وأشار إلى أن تركيا واصلت طريقها بثبات رغم عدم الاستقرار الذي شهدته المنطقة بعد غزو العراق.
وقال فيدان: “من المعجزة بالأساس أن تظل تركيا مستقرة وآمنة في هذه المنطقة ويتصاعد باستمرار اقتصادها وأمنها خلال هذه الفترة”.
العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة
وقال الوزير فيدان إن أنقرة وواشنطن متفقتان على أن عقوبات كاتسا المفروضة على رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، تشكل عائقًا في العلاقات بين البلدين.
و”كاتسا”، اختصار لقانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة من خلال العقوبات، وفرضته واشنطن على تركيا أواخر عام 2020 بسبب شرائها منظومة صواريخ “إس-400” الدفاعية من روسيا.
وأشار فيدان، إلى أن النقطة التي تم التوصل إليها في اجتماعات تركيا مع مجلس الشيوخ، والسياسيين ومسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة، أن الأساليب التي لا تخدم أيًا من الجانبين لعبت دورًا في جعل العلاقات بين البلدين أكثر تأزما.
وأكد أن كلا الطرفين قدموا اقتراحات لحل المشكلة، وأن هدف بلاده الخروج من نطاق عقوبات كاتسا، التي تخضع حاليًا لها رئاسة الصناعات الدفاعية التركية.
وبخصوص شراء تركيا مقاتلات “إف 16” من الولايات المتحدة وتحديث أسطولها من تلك المقاتلات، بيّن فيدان، أن العقبة السياسية في مجلس الشيوخ الأمريكي بهذا الشأن أزيلت، والأمر في الوقت الراهن متعلق بالتفاوض الفني بين الشركة المصنعة ووزارة الدفاع التركية لإتمام الصفقة.


www.deyaralnagab.com