logo
1 2 3 41057
صحافة : فايننشال تايمز: مقاطعة الماركات الغربية بسبب حرب غزة تكلف الشركات المتعددة الجنسيات خسائر كبيرة!!
05.08.2024

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا أعده مراسلوها في عدد من العواصم والمدن العربية والإسلامية رصدوا فيه أثر المقاطعة في الدول الإسلامية على الماركات الغربية وسلاسل الطعام السريع.وجاء فيه أن المقاطعة للماركات الغربية من الطعام والشراب في الدول الإسلامية تركت أثرها على موارد الشركات المتعددة الجنسيات والشركات ذات الامتياز الخاص لتشغيل ماركاتها، بطريقة تفاقم تأثيرات البطء الاستهلاكي المالي العالمي على مواردها المالية.فمن مصر إلى إندونيسيا والسعودية وباكستان، يرفض المستهلكون البضائع التي تنتجها شركات مثل كوكا كولا، ستارباكس، مونديلز وبيتزا هات وذلك احتجاجا على ما ينظر إليه كدعم الشركات الأم لإسرائيل في حربها ضد غزة. ونقلت الصحيفة عن أماربال ساندهو، المدير التنفيذي لشركة مطاعم أمريكانا التي تدير امتيازات كيرسبي كريم وبيتزا هات وكي أف سي في الشرق الأوسط وقازخستان، قوله: “هذه الحادثة غير مسبوقة وطول أمد الحادثة غير مسبوق وكذا كثافتها غير مسبوقة”. فالمقاطعة هي الأكثر انتشارا ولم يمر شيء على الذاكرة الحديثة مثلها، ويتم نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي وتحفزها الحكومات وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات أو بي دي اس، بشكل يؤكد عى أهمية حملات التواصل الاجتماعي التي تظهر فجأة وتؤلم الشركات العملاقة.
وقد ترددت شركات متعددة الجنسيات خلال البيانات الجديدة التطرق للأرباح في الربع الثاني من العام الحالي للإشارة إلى الموضوع مباشرة واكتفى بعضها بالحديث عن تحديات جيوسياسية، فيما اعترفت شركات أخرى بأثر الحرب عليها مباشرة.
وقال لوكا زاماريلا، الرئيس المالي لشركة الوجبات السريعة مونداليز إن المقاطعة لا تزال تشكل “ريحا معاكسة” وأثرت على نمو المبيعات البطيء خلال الربعية الثانية من العام، في الشرق الأوسط بنسبة 2%. وقالت شركة صناعات التجميل لوريل إن المقاطعة أدت لتراجع في النمو خلال النصف الأول من العام الحالي وبنسبة 2%. وقال دانيلو غارغويلو، المحلل في شركة بيرنشتاين: “إن الاستراتيجية الشاملة التي تبنتها العديد من هذه الشركات تتمثل في تخفيف الضجيج حول المقاطعة و”آخر شيء تريد القيام به هو الكشف عن التأثير، واحتمال اتخاذ إجراءات أخرى ضد علاماتهم التجارية”.
وفي الوقت الذي استطاعت الشركات متعددة الجنسيات امتصاص الضربة في المبيعات نتيجة لتوزعها الجغرافي والفئوي إلا أن أصحاب الامتيازات الذين يشغلون ماركاتها في أسواق تنتشر فيها المقاطعة بشكل واسع لم يستطيعوا الإفلات من الضربة بسهولة. وقالت شركة مطاعم أمريكانا التي يملكها الصندوق السيادي السعودي ومحمد العبار ومقره في دبي إن أرباحها تراجعت في الربع الثاني من العام بنسبة 40% مع أنها افتتحت 80 فرعا في النصف الأول من هذا العام.
ويقول المحلل ساندهو إن “الأثر متفاوت بناء على الجغرافيا ولكننا نستطيع القول إن المقاطعة لا تزال هنا”.
وتقول الصحيفة إن كلا من كي أف سي وبيتزا هات لم تردان مباشرة للتعليق.
ورفضت الماركات الغربية التي علقت مباشرة على المقاطعة، وبشدة، أنها دعمت طرفا في النزاع. وقال المدير التنفيذي لماكدونالدز كريس كميبزنسكي معلقا على موارد النصف الأول من العام الحالي إن الحرب لا تزال “تؤثر سلبيا” على التجارة، ولكنه شجب “التضليل المعلوماتي” الذي يؤثر على الفروع المحلية.
وفي باكستان التي تعتبر ثاني أكبر دولة مسلمة تعدادا للسكان بعد أندونيسيا، وعدت الحكومة بتشكيل لجنة لتحديد ومقاطعة البضائع والشركات التي تدعم “مباشرة أو غير مباشرة” الجيش الإسرائيلي.
وجاء التحرك الحكومي بعدما قام آلاف الناشطين في حزب إسلامي الشهر الماضي بإغلاق طريق رئيسي إلى مدينة إسلام أباد مطالبين الحكومة بمنع المنتجات المرتبطة بإسرائيل.
وقالت الشركة المعبئة لقناني كوكا كولا في باكستان إجيسيك إن حجم المبيعات في البلاد انخفض بنحو ربع سنة على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وألقت الشركة باللوم في ذلك على “الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي” دون الإشارة إلى تداعيات الحرب في غزة. وعندما سئل كريم يحيى المدير التنفيذي للمجموعة في تركيا في لقاء مع المحللين، اعترف قائلا إن “في الجغرافيا التي نعيش فيها هناك حساسيات وهناك ضغوط بسبب الحرب في الشرق الأوسط”.
وقال شخص مطلع على قرارات الشركة الأمريكية كوكا كولا في باكستان: “لقد منعنا من الدعاية لمدة خمسة أشهر” و”هذه أزمة، ولهذا قررنا أن نبقى هادئين”. وقال الشخص إن بعض المخازن استبدلت كوكا كولا ببديل عنه، والمحلات التي ظلت تبيع كوكا كولا تعرضت للتحرش. وقال أكبر مستثمر من 20 مستثمرا في شركة كوكا كولا اجيسيك إن شركته تراقب عن كثب المقاطعة، مع أنه لا يمكن فصل الوضع عن الأزمة الاقتصادية العميقة في باكستان. وتوقع أن يكون أي تأثير على الشركة قصير الأمد. ولم ترد الشركة ولا بيبسي كولا في باكستان على أسئلة الصحيفة.
وفي ماليزيا أعلنت صاحبة امتياز ستارباكس “بيرجايا فود” وللمرة الثانية عن تواصل خسائر ربعية في أيار/مايو بسبب المقاطعة. وأعلنت عن خسارة بـ 30 مليون رينغيت (6.7 مليون دولار) في الربعية التي انتهت في 31 آذار/مارس وتراجعت الموارد بنسبة 48%.
وأكدت ستارباكس في أندونيسيا مرارا أنها ليست مرتبطة وبأي شكل في الحرب بالشرق الأوسط. وفي العاصمة جاكرتا، وضعت الشركة إعلانات على أبوابها وطاولاتها توضح فيها موقفها من النزاع. وجاء في إعلان الشركة بأندونيسيا: “ليس لستارباكس أجندة سياسية. ولا نستخدم أرباحنا لتمويل أي حكومة ولا عمليات عسكرية. ولا تمول ستارباكس ولا هاوارد شولتز إسرائيل بأي شكل من الأشكال”، في إشارة لمديرها السابق والمعروف.
وتحولت المشاعر المعادية للغرب أحيانا إلى عنف، فمثلا قام أشخاص بالهجوم على فروع ستارباكس في جنوب- شرق تركيا بعد اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.
وفي الوقت نفسه، واجهت بيبسي كولا في مصر ردة فعل سلبية عندما قامت في أيار/مايو بنشر إعلان “خليك عطشان”، والذي بدا وكأنه سخرية من المقاطعين لمنتجاتها. وانتقد الناشطون على منصات التواصل الاجتماعي إعلانات بيبسي التي يظهر فيها المغني عمرو دياب ولاعب الكرة ونجم ليفربول، محمد صلاح. ولم ترد بيبسي مباشرة على أسئلة الصحيفة.
وقال علاء هاشم، الرئيس المشارك للجنة الصناعة والتجارة بغرفة التجارة الأمريكية في مصر، لصحيفة فايننشال تايمز: “أعتقد أن العديد من الشركات العالمية خفضت من حضورها، وخففت من نبرة اتصالاتها لتجنب إثارة حملات مضادة”.
وتتزامن الحرب في غزة مع ارتفاع كبير لمعدل التضخم في مصر التي تعاني من نقص حاد بالدولارات الذي قاد إلى تراجع قيمة الجنيه المصري. ويرى هاشم أن تراجع القدرة الشرائية ربما كان جزءا من تراجع موارد الشركات المقاطعة. وقال حازم تميمي، صاحب متجر في حي الزمالك بالقاهرة إن مبيعاته من كوكا كولا وبيبسي كولا وأرييل وبيرسيل وكادبيري ومنتجات نسلة تراجعت للنصف. وأضاف أن المواطنين قد يتصلون ويطلبون المياه المعدنية ولكنهم يطلبون الماركة المصرية بدلا من نسلة أو دساني التي تملك كوكا كولا.
وتأتي هذه المقاطعة في وقت تواجه فيه العلامات التجارية المملوكة للغرب ضغوطا فعلية في الخارج. وتواجه المجموعات التجارية العملاقة منافسة أشد من جانب المجموعات المحلية، وتخسر حصتها نتيجة لذلك. ويقول دانيلو غارغويلو: “نشهد منذ عشرة أعوام تحولا في السرد نحو الشركات الحمائية والتقليدية والوطنية والماركات المحلية” وتراجع “السرد الذي يقول إن الماركات الغربية هي الأفضل أما العلامات التجارية المحلية فهي الأقل سعرا وأقل جودة”.


www.deyaralnagab.com