logo
1 2 3 47735
جرائم الاحتلال : الأسير المحرر معزز عبيات.. مات تحت التعذيب ومن ثم عاد الى الحياة!!
10.07.2024

بيت لحم: “سجن.. قتل.. تعذيب” هي الكلمات الثلاث التي يرددها الأسير الفلسطيني معزز خليل عبيات (37 عاما) من منطقة “خلايل اللوز” في مدينة بيت لحم الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بعد أن أمضى 9 أشهر رهن الاعتقال الإداريّ، وهو بحالة صحية صعبة وصادمة.وعوضا عن فرح عائلته بخبر الإفراج عنه دخلت في موجة مضاعفة من الألم والوجع والصدمة لعدم تعرفها على ابنها لحظه خروجه من السجن من شدة التعذيب، ولعدم معرفة ابنها للعائلة، فيما يشبه نوعا من فقدان الذاكرة.وتقول العائلة إن ابنها بحاجة لعشرين طبيبا مجتمعين كي يعملوا معا من أجل الكشف عن حالة ابنها الرياضي الذي دخل السجن وهو يجيد رياضة الملاكمة وبناء الأجسام ورفع الأثقال وخرج بحالة مزرية ولا يمكن وصفها.ابنة عم الأسير المفرج عنه آية عبيات قالت إنه نقل من مستشفى الحسين إلى مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا على أمل أن ينال رعاية طبية خاصة. وأشارت إلى أنه قد ينقل إلى المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله.تقول آية: “معزز خرج وفيه الكثير من الأمراض من كسور وجلدية وفقدان الذاكرة.. إلى جانب حالته النفسية الصعبة وما يعانيه من سوء التغذية.. الخ”.وأوضحت آية التي تابعت حالة ابن عمها، الذي كان يعمل لحاما، أنه لا يمكن أن نطلق عليه أنه يعاني من فقدان كلي للذاكرة رغم عدم معرفته لزوجته وجدته وبناته، “إنما هي حالة من الصدمة التي يعيشها بفعل قوة التعذيب الذي تعرض له”.وأضافت “إنه لا يتذكر أحدا… لم يتعرف على جدته، ولا زوجته التي انهارت لحظة عدم تذكره إياها، وهو نفس الأمر من طفلته الغالية ميرال (5 سنوات) لكنه مع ذلك ما زال يتذكر الكثير من الصور مما تعرض له في السجن والكثير من ماضية القديم”.وتضيف: “حتى عندما دخل غرفة التصوير الإشعاعي قال للأطباء: “أنا ميت.. تريدون إدخالي للقبور”.وترى آية أن ابن عمها يتذكر أبرز ما حدث معه، حيث ذكر في أكثر من موضع أنه وفي إحدى المرات “ولشدة التعذيب دخل حالة من فقدان الوعي وتوقف عن التنفس، حتى ظن السجانون أنه توفي، وبالتالي وضعوه في كيس ونقلوه إلى الثلاجة، وفي وقت لاحق جاء المتطرف إيتمار بن غفير برفقة السجانين وفتحوا باب ثلاجة الموتى وداس على جسده فتحرك ليكتشف الجنود أنه حي”.وشددت آية أن ابن عمها الرياضي، قوي الجسم، وبحسب شهادات الأسرى الذين كانوا معه في السجن، كان يرفض الرضوخ للسجانين، وكان يرد عليهم، فرفض أن ينحني أو يقدم مظاهر الذلة أو أن يصمت على امتهان الكرامة، ليكون التعذيب المضاعف من نصيبه”.وأضافت أنه “لم يكن يرضى أن يعتدى عليه ويصمت.. كان يرد عليهم.. ويصرخ في وجوههم إنهم قتلة الأطفال”.ولم يذكر الاحتلال في سجل معزز عبيات أي تهمة، لكنه خرج من السجن وعلى جسده كل التهم التي توجه للاحتلال، تشير آية: “معزز يبدو مثل الشخص الذي تخرج روحه لباريها، عيناه شاخصتان للأعلى وفمه مفتوح على وسعه.. إنها صورة صادمة جدا تجعل كل من يراه من عائلته يغمى عليه”.وذكر نادي الأسير، في بيان صحافي، أنه تمّ الإفراج عن عبيات من سجن “النقب” الذي شكل ولا يزال عنوانا بارزا لجرائم التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة.وأضاف أنّ المعتقل عبيات تعرض للضرب المبرح أثناء عملية اعتقاله في أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحديدا على قدميه، ولاحقا واجه سلسلة من الاعتداءات بالضرب المبرح، إلى جانب جريمة التعذيب، وتعكس هيئته التي خرج عليها اليوم شهادة كافية لما تعرض له على مدار فترة اعتقاله، إلى جانب جريمة التجويع، والجرائم الطبية التي شكلت أسبابا مركزية لاستشهاد معتقلين بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.ولفت نادي الأسير إلى أنّ الكلمات الأولى للمعتقل عبيات بعد الإفراج عنه كانت أنه “تعرض لمحاولة قتل” أكثر من مرة.وأشار إلى أن عبيات تعرض للاعتقال مرّتين قبل اعتقاله الحالي، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء، ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحيّة قبل اعتقاله، علما أن آلاف المعتقلين يواجهون الموت في سجون الاحتلال ويتصاعد ذلك مع مرور الوقت وباستمرار عمليات التعذيب الراهنة وغير المسبوقة بمستواها وكثافتها.ووفقا لنادي الأسير، وصل عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية الشهر الجاري إلى ما لا يقل عن 3380 أسيرا، من بينهم نساء وأطفال، ويخضع جميعهم إلى محاكمات صورية وشكلية تحت ذريعة وجود “ملف سرّي”، علما أنّ المئات من الأسرى الإداريين هم من المرضى كما أنّ الغالبية العظمى منهم هم من الأسرى السابقين الذين أمضوا سنوات في سجون الاحتلال.وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الوضع الذي خرج به عبيات، مجددا مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية بأن تتحمل مسؤولياتها اللازمة أمام حرب الإبادة المستمرة والجرائم بحق المعتقلين كأحد أوجه هذه الإبادة.!!


www.deyaralnagab.com