logo
1 2 3 47735
إعدامات داخل ثلاجات الموتى… ونازحون تعرضوا للإذلال والتعذيب!!
20.03.2024

حصلت “القدس العربي” على شهادات لمحاصرين داخل مجمع الشفاء الطبي، كشف أصحابها عن أهوال ما يعانونه، فيما تحدث بعض من أجبر عن النزوح عن مأساة تهجير جديدة.وأكد رضوان الخالدي، شاهد عيان من مجمع الشفاء المحاصر، بأنه شاهد قوات إسرائيلية تقتاد 11 مدنياً إلى مكان ثلاجات الموتى في مستشفى الشفاء، ثم سُمع دوي كثيف لإطلاق النيران، قبل أن تعود قوات الاحتلال مرة أخرى إلى مبنى إدارة المجمع دون هؤلاء المدنيين.شاهد عيان أكد إعدام الشباب الـ 11 ميدانياً داخل ثلاجات الموتى، وقال: “سمعت طلقات الرصاص تصطدم في أجسام صلبة وليست في الهواء وفي نفس مكان الشباب الذين اعتقلهم جيش الاحتلال”.في السياق ذاته، أبرز “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” شهادة “م. خ” (طلب عدم الإفصاح عن هويته)، الذي احتجز لأكثر من تسع ساعات قبل إخلاء سبيله، والذي أكد أن الجنود كانوا يقتادون محتجزين خلف منطقة ثلاجات الموتى في المستشفى، قبل أن تُسمع أصوات أعيرة نارية ويعود الجنود دون المحتجزين.وقال: “احتجزني الجنود وقيدوا يداي في ساحة المستشفى بعد تعريتي لأكثر من تسع ساعات. خلالها لاحظت تقريبا في أربع مرات أن الجنود اقتادوا مجموعات من المعتقلين أقلها ثلاثة أشخاص وأكثرها عشرة أشخاص، باتجاه مباني المشفى، خصوصاً جهة مبنى الثلاجات الذي كانت توضع فيه الجثامين سابقًا، وكانت تسمع أصوات أعيرة نارية (طلقان طلقان) ومن ثم يعود الجنود دونهم، ليأخذوا مجموعة جديدة إلى تلك المنطقة”.وأكد شاهد آخر طلب عدم ذكر اسمه من النازحين ممن تمكنوا من مغادرة مجمع الشفاء الطبي في الساعات الأخيرة لفريق الأورومتوسطي، أنه شاهد اقتياد قوات إسرائيلية 8 إلى 10 مدنيين فلسطينيين إلى منطقة مشرحة مجمع الشفاء (ثلاجات الموتى)، ثم سمعت أصوات إطلاق نار كثيف قبل أن تعود القوات الإسرائيلية أدراجها دونهم. الناشط الحقوقي الفلسطيني عادل عوض الموجود داخل المجمع، أكد استمرار الحصار، واعتقال عشرات النازحين وتنفيذ الإعدامات الميدانية بحق بعضهم.وأشار خلال حديثه لـ “القدس العربي” إلى أنه لا أحد يعلم “كيف سيعود معتقلو الشفاء إلى غزة ومتى، من شدة وقسوة تعامل قوات الاحتلال معهم أثناء عملية الاعتقال ووحشية الكلاب التي نهشت أجسادهم”.ويتساءل عن الهدف من الهجوم على المجمع “هل كان من أجل اغتيال قائد عمليات الشرطة في غزة، فائق المبحوح، وآخرين أم أنه من أجل الضغط على مسار المفاوضات. الهدف من عملية الشفاء هو الضغط على المفاوضات، وتعميق الأزمة الإنسانية في شمال القطاع وإدامة المجاعة”.وأوضح أن اغتيال المبحوح كان نتيجة لعملية الهجوم، إذ استغلت إسرائيل وجوده في المستشفى واغتياله لتبرير الهجوم، وتضخيم الحدث.ويرى أنه “لو كان المبحوح وآخرون هم المقصودون لانتهت العملية مع اغتياله، ولكنها مستمرة إلى الآن مع حصار المستشفى، وتنفيذ الإعدامات والاعتقالات مع تهجير أكثر من عشرين ألف نازح نحو الجنوب”. “كنت وأمي وزوجة أخي مرافقين لأخي المصاب في مجمع الشفاء الطبي قبل مداهمته من قوات الاحتلال في الساعة الثانية صباح الإثنين، لكن تفرقنا، وأجبرونا على النزوح إلى دير البلح”، هكذا بدأ صبحي البنا، (36 عاماً)، حديثه عما كابدوه من أهوال على يد جيش الاحتلال.النازح الذي التقت به “القدس العربي” داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، يؤكد استمرار حصار المجمع بعد أن قسّم الاحتلال النازحين إلى مجموعتين، واحدة للرجال، والأخرى للنساء، وقام بالتحقيق مع الجميع.ويقول “جيش الاحتلال أمر النساء بالتوجه إلى جنوب قطاع غزة، وفصلوني عن أمي وزوجة أخي، واعتقلوا أعداداً كبيرة من الرجال، والبقية أمروهم بالتوجه إلى دير البلح عبر الساحل (خط البحر، شارع الرشيد)”. ويتابع: “ونحن في الطريق استوقفنا كمين للاحتلال وأجبرونا على التجرد من ملابسنا ثم قيدونا واحتجزونا حتى الساعة الثالثة من صباح يوم الثلاثاء”.ويشير إلى تعرضهم للإذلال والتعذيب دون أي ذنب اقترفوه، قائلاً: “أجبرونا على الركوع عرايا أمام شاطئ البحر في عز البرد، ومن كان يتكلم أو يعترض كان يتعرض للضرب المبرح والتعذيب”.ويؤكد أن جنود الاحتلال أجبروهم على النزوح نحو جنوب قطاع غزة عبر (خط البحر) في عتمة الليل وسط الضباب، “طلبنا منهم أن نتحرك باتجاه الجنوب بعد الفجر لكنهم رفضوا، وأشهروا علينا بنادقهم، وألقوا قنابل صوتية على الأرض وأخرى ضوئية في السماء”.وصل النازحون إلى مخيم النصيرات في تمام الساعة الرابعة والنصف فجر الثلاثاء، وفق صبحي، الذي تواصل مع معارف له أحضروا له بعض الملابس، ارتداها وانطلق إلى مخيمات دير البلح، حيث تمكن من اللقاء بأمه وزوجة أخيه.وأردف قائلاً: “الآن نقيم جميعاً في مستشفى شهداء الأقصى مؤقتاً حتى يتم تدبير خيمة لنا، ولكننا قلقون عن مصير أخي المصاب داخل مستشفى الشفاء”.الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، قال إن “جيش الاحتلال ألقى بالمرضى والمصابين خارج مجمع الشفاء وحالتهم صعبة جداً”.وأشار إلى أن بعض الأهالي ينقلون المصابين والمرضى كبار السن عبر سياراتهم الخاصة وعربات يجرها حصان إلى المشفى الأهلي العربي المعمداني.وأكد لـ “القدس العربي” عجز طواقم الحماية المدنية عن الدخول إلى محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة رغم مناشدات أصحاب المنازل المحيطة بالمجمع بالدخول لنجدة المصابين وانتشال جثث الشهداء.وعزا ذلك إلى “عدم وجود تنسيق لدخول طواقم الحماية إلى تلك الأماكن، وعدم وجود ضمانات لحمايتنا، وخاصة أن الاحتلال قام بتهديدنا بشكل مباشر”.وقالت ألفت لبد الواصلة لتوها عبر شارع الرشيد وقد ظهر عليها التعب والعياء الشديد إن جيش الاحتلال أجبر مئات النساء والأطفال على النزوح من مجمع الشفاء إلى جنوب قطاع غزة، حيث أُرغم النساء والأطفال على الخروج سيراً على الأقدام”.وأشارت لـ “القدس العربي” إلى أن بعض الرجال تم إخراجهم من مجمع الشفاء قبل إجبارهم على النزوح إلى غرب مدينة غزة.وواصلت حديثها “ونحن في طريق الخروج من المجمع رأيت العشرات من الشباب محتجزين خلف الدبابات الإسرائيلية في محيط مجمع الشفاء، وسط قطع الاتصالات عن كل النازحين الموجودين داخل المجمع منذ ليلة أمس الأول”.
**المصدر : القدس العربي


www.deyaralnagab.com