logo
1 2 3 47735
«الأونروا» تؤكد نفاد الإمدادات الغذائية … وأزمة خبز خانقة في غزة!!
30.10.2023

غزة : أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن الإمدادات في السوق تنفد، في حين أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة على متن شاحنات من مصر، غير كافية، في وقت يعيش فيه شكان القطاع صعوبات في الحصول على الخبز.وقالت إن نظام قوافل المساعدات الحالي «مهيأ للفشل»، وذلك بعد أن تعرضت مخازنها لاقتحام من قبل مواطنين من غزة، وأخذ ما فيها من الدقيق والمواد الغذائية.وأعلنت، في بيان أصدرته، عن اقتحام آلاف الأشخاص العديد من مستودعاتها ومراكز التوزيع في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة، وقالت إنهم أخذوا دقيق القمح وغيره من مواد البقاء الأساسية مثل مستلزمات النظافة.وقالت إن أحد المستودعات في مدينة دير البلح وسط القطاع، يعد المكان الذي تقوم فيه «الأونروا» بتخزين الإمدادات من القوافل الإنسانية الآتية من مصر.وأشارت إلى أن ذلك يعد «علامة مثيرة للقلق» على أن النظام المدني بدأ في الانهيار بعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار المحكم على غزة.وأكدت في الوقت ذاته أن الناس خائفون ومحبطون ويائسون، في ظل تفاقم التوترات والخوف بسبب انقطاع خطوط الهواتف والاتصالات عبر الإنترنت.وبين توماس وايت، مدير شؤون «الأونروا» في قطاع غزة «إنهم يشعرون بأنهم بمفردهم، معزولون عن عائلاتهم داخل غزة وبقية العالم».وزاد «إن الإمدادات في السوق تنفد، في حين أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة على متن شاحنات من مصر غير كافية». فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، في حين أن المساعدات التي نتلقاها هزيلة وغير متسقة». ودعا المسؤول الدولي إلى تدفق منتظم وثابت للإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة للاستجابة للاحتياجات «خاصة مع تزايد التوترات والإحباطات».وفي الموازاة، يعيش القطاع أزمة خبر، فقبل شروق الشمس، تصل اعتدال المصري لتحجز لها دورا أمام مخبز في مخيم رفح بجنوب غزة أملا في الحصول على ربطة خبز لأفراد عائلتها الذين تركوا بيت حانون ولجأوا إلى مدرسة في ظل القصف الإسرائيلي على القطاع.وبعدما انتظرت ساعات طويلة أمام مخبز في رفح بجنوب القطاع، أصيبت المصري (60 عاما) بخيبة أمل بسبب نفاد الخبز من دون أن تتمكن من شراء أي رغيف.وصاحت السيدة «حرام عليكم، أنا هنا منذ الفجر، لم يأتِ دوري بسبب الفوضى»، مضيفة «منذ الخامسة صباحا وأنا انتظر في الطابور للحصول على خبز»نزحت المصري مع عائلتها بعدما دمّر الاحتلال منزلهم في بيت حانون في شمال القطاع.ووفق الأمم المتحدة، نزح نحو 1,4 مليون شخص عن منازلهم في غزة، بسبب العدوان الإسرائيلي.وشددت إسرائيل حصارها المفروض على قطاع غزة، وقطعت امدادات الكهرباء والمياه والوقود والمواد الغذائية، ما يؤدي الى أزمة انسانية متصاعدة.ويعاني مئات الآلاف من النازحين صعوبة في توفير الخبز وغيره من المواد الأساسية.وشاهد صحافي في وكالة «فرانس برس» مئات النساء والأطفال والرجال يصطفون في طابور طويل في انتظار دورهم خارج مخبز «القدس» في رفح.وقبل أسبوع، حصل المخبز من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على 400 كيس من دقيق القمح يزن كلّ منها 50 كلغ للمرة الأولى منذ بدء الحرب.وإلى العبء الذي تواجهه المخابز لتوفير الخبز، أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير 40 منها، وفقا لرئيس مكتب الإعلام الحكومي، سلامة معروف.ويشير رئيس جمعية أصحاب المخابز عبد الناصر العجرمي إلى أن «60 % من المخابز لا تعمل بسبب تعرضها للقصف والتدمير».ويضيف: «نعاني لتوفير الدقيق والغاز والكهرباء» ناهيك عن عدم تمكن الكثير من العاملين من «الوصول إلى المخابز بسبب القصف وخطر الموت». تنعكس كل هذه الصعوبات على يوميات سكان القطاع المكتظ لتوفير غذائهم.ويقول محمد القرناوي إن منزله في مخيم الشابورة وسط رفح يؤوي 25 شخصا.ويضيف «يمكن أن تقف في الدور لساعات وفي النهاية لا تحصل على الخبز».بالنسبة لسليمان الحوّلي (63 عاما) صاحب أحد المخابز في القطاع، فإن الحرب الدائرة حاليا «أقسى من النكبة التي عاشها أجدادنا» في عام 1948. ويضيف «أشعر بالضيق عندما لا أستطيع منح الخبز للجميع»، موضحا أن «المخبز يدوي وينتج 30 ربطة في الساعة. هذا أقل من حاجة الناس بكثير». وفي ظل هذه الصعوبات، يظل سكان القطاع يتنقلون من بين مخبز الى آخر أملا في الحصول على الخبز، في معاناة يومية تضاف الى القصف وانقطاع العديد من الخدمات الأساسية والاكتظاظ.وتؤكد عائشة إبراهيم (39 عاما) أنها أخذت دورا أمام المخبز عند الساعة الخامسة والنصف فجرا.وتقول السيدة التي نزحت من الأطراف الشرقية لقطاع غزة الى مدرسة في وسطه «هذا ليس أول مخبز، هذا الثالث».ووصف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأوضاع في قطاع غزة بأنها «بائسة بشكل لا يمكن تصوره» بعد أن أحكمت إسرائيل حصارها.وقالت المتحدثة باسم البرنامج شذى المغربي للصحافيين الجمعة «كان برنامج الأغذية العالمي يعتمد على 23 مخبزا، إنتاجها كافٍ لإطعام 220 ألف شخص يوميا»، مشيرة الى أن اثنين من هذه المخابز فقط يعملان حاليا.ويوضح سامي الحوّلي الذي يعمل في المخبز مع والده إن إمكانيات المخبز تكفي لتوفير الخبز لثلاثمئة شخص «بينما الناس (التي تنتظر) في الدور في الخارج أضعاف» ذلك.وفي حين يبدي الحوّلي قلقه من تعرض المخبز للقصف، يؤكد أنه يعمد الى تقنين الكميات التي يبيعها للزبائن.ويوضح «أحاول أن أعطي كل شخص ربطة خبز واحدة لتكفي الكمية أكبر عدد ممكن… نضطر أحيانا إلى إغلاق المخبز» بسبب الضغط ونفاد الكميات. ويبدي خشيته من تعرّض المخبز «للقصف كما قصفت مخابز في غزة وغيرها».!!


www.deyaralnagab.com