logo
1 2 3 47736
هكذا انتقم الاحتلال من المدنيين في مخيم جنين!!
08.07.2023

جنين - علي سمودي….القصف والقتل والتدمير والاعتقالات، لم توقف المواجهات العنيفة بين المقاومة والاحتلال على أرض مخيم جنين الذي صمد بمواجهة ألف جندي من الوحدات المختارة في قوات الاحتلال، لذلك ركز على استهداف المدنيين وعقابهم والانتقام منهم بكل الطرق، ومنها الاعتقال والتنكيل والتخريب والاستهداف للمدنيين العزل الذين دفعوا الثمن غالياً.ومن صور العقاب، ما تعرض له الشاب رياض محمد (24عاماً)، الذي قضى أكثر من 24 ساعة، مصلوباً ومحروماً من الطعام والنوم، خلال احتجازه والتحقيق معه في مركز سالم الإسرائيلي، بعدما اعتقلته قوات الاحتلال من منزله في حي "الغبس"، في مساء اليوم الثاني من انتهاء العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، وبعد 4 أيام من التحقيق والمعاناة أفرجت سلطات الاحتلال عنه بعدما عجزت المخابرات عن تقديم لائحة اتهام بحقه، والذي يؤكد كما يقول فرحاً بحريته، "إن الاحتلال كاذب وزيف الحقائق، وعندما فشل في الوصول للمقاومة، انتقم من المدنيين أمثالي واختطفنا ومارس بحقنا القمع والتعذيب للاعتراف بتهم وقضايا لم نقوم فيها".يروي رياض، أنه أثناء نومه بمنزله مع أسرته بعد ساعات طويلة من الرعب خلال القصف، فوجئت عائلته بجدران المنزل يتطاير في الهواء، ثم اقتحم الغرفة كلب بوليسي ضخم هاجمه وألقاه أرضاً، ثم تحولت الغرفة لثكنة عسكرية، أكثر من 20 جندي انتشروا في كل ركن وزاوية.وذكر رياض، أن الجنود تركوا الكلب ينهشه، ثم قيدوا يديه للخلف، واقتادوه للحمام بعدما جمعوا أفراد أسرته وأرهبوها، وقال: "عاملونا بوحشية، كان هدفهم الإرهاب ورغم الفحص والتدقيق بهويتي والتأكد من كوني عدم مطلوب، شدوا الكلبشات على يدي، وحققوا مع شقيقي، ثم اعتقلوني".ويضيف: "استخدمني الجنود كدرع بشري، وضعوني أمامهم خلال خروجهم من منزلنا، وألقوني في دورية دون أن أتمكن من رؤية شيء، ولم يتوقفوا عن ضربي طوال الطريق".
ويكمل: "اقتادوني لمعسكر سالم، ألقوني على الأرض واحتجزوني تحت الشمس الحارقة لساعتين حتى شعرت بالاختناق وبدأت بالصراخ".يروي رياض، أن الجنود نقلوه في دورية مقيد ومعصوب العينين لجهة مجهولة، وفجأة وجد نفسه في زنزانة صغيرة وقذرة وتفوح منها روائح نتنة.وأضاف: "من شدة التعب نمت واستيقظت على صرخ الجنود الذي اقتادوني نحو غرفة التحقيق، ساعتين حققوا معي دون إزالة العصبتان حول حياتي ونشاطي ودوري في المقاومة".ويكمل: "هددوني بحكمي 20 عاماً، واعتقال كل أسرتي إذا لم أعترف وأسلم سلاحي، فقلت لهم: احكموني مؤبد، فلا يوجد لي علاقة بأي تنظيم ولا نشاط سياسي".بعد ضغوط نفسية وحرمان حتى من الذهاب للحمام، واجه رشاد ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي تولى التحقيق معه، ويقول: "تعامل معي بوحشية، تهديد ووعيد وشتائم، ثم هددني بزجي في السجن طول عمري، فقلت له أنت مجنون، طب ليش شو تهمتي".ويضيف: "ضحك بصوت عالي، وقال احنا المخابرات الإسرائيلية بنوزع عليكم تهم جاهزة مثل ما بدنا، وبوعدك عمرك ما تشوف الشمس وأهلك".بعد هذه الجولة، قضى رياض 10 ساعات معزولاً، ولم يسمح له باستخدام الحمام أو الطعام، ويقول: "أعادوني للتحقيق مرة أخرى، وتكررت الجولات وسط ضغوط نفسية رهيبة، عرض علي صور من تدمير المخيم، وقال لي دمرناكم وقضينا على المقاومة، يسلم رأسك يا بطل خلصني اعترف".ويضيف: "قلت له لا يوجد عندي شيء، فغضب وتجمع حولي عدد من المحققين، واصلوا التحقيق معي واستجوابي وتهديدي حتى فقدت القدرة على التركيز ونمت خلال التحقيق".بعد 48 ساعة، نقل رياض مع 20 معتقلاً من المخيم لمحكمة سالم، وهناك يقول: "قررت المحكمة إطلاق سراحنا رغم مطالبة النيابة بتوقيفنا رهن التحقيق، لكن عجزها عن تقديم لائحة اتهام بحقنا أنقذنا".ويضيف: "كل الذين اعتقلوا مثلي ليسوا مطلوبين والدليل الإفراج عنا، وكل ما نشره الاحتلال محاولة لخداع وتضليل الرأي لعام الإسرائيلي، لتسويق الانتصار في معركة هزم فيها جنود الاحتلال بمخيم جنين"
**المصدر : "القدس" دوت كوم


www.deyaralnagab.com