انطلقت فعاليات الكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في فلسطين، اليوم الجمعة، احتفالا بعيد الميلاد المجيد، وهي: الروم الأرثوذكس، ومطرانية السريان والأقباط والأحباش الأرثوذكس، وسط تزايد في تدفق النشاط السياحي على مدينة بيت لحم بحسب وزير السياحة الفلسطينية رولا معايعة.ومع ساعات الصباح الماطر تحولت ساحة المهد إلى مسرح لذروة الاحتفالات مع وصول المواكب الأربعة، بدءا من الساعة الثامنة والنصف لموكب السريان، وبعده الأقباط، وعند الظهيرة موكب بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفلوس الثالث، ختاما بموكب الأحباش عصرا.وقال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا: “بيت لحم والأرض المقدسة أحوج ما يكون إلى نعمة السلام التي لا تأتي بأي ثمن، فثمنها الأسمى هو العدل، حيث لا يمكن أن يتحقق السلام دون عدل ومحبة بين البشر”.وأعرب حنانيا عن سعادته بالأجواء العامة التي تمر بها المدينة من مظاهر بهجة وفرح، مؤكدا حرص الجميع على إدخال السعادة إلى قلوب الأطفال وتفويت الفرصة على المحتل للنيل من هذه المناسبة الدينية الوطنية.وقال الناطق الرسمي باسم بطريركية الروم الأرثوذكسية المقدسية الأب عيسى مصلح إن رسالتهم في هذه المناسبة الدينية الوطنية هي السلام وإحقاق الحق والعدل، “حيث لا يعقل أن نبقى الشعب الوحيد تحت الاحتلال”.وقال النائب البطريركي لأقباط الارثوذكس، رئيس الاساقفة الانبا انطونيوس “أتضرع إلى المولى عز وجل أن يمن على الشعب الفلسطيني بتحقيق أهدافه التي يناضل من أجلها، وهي الحرية والاستقلال، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة”.وأضاف انطونيوس “في عيد الميلاد والسلام مولد ملك السلام نطلب السلام لكل العالم، وأتمنى من كل العرب أن يكونوا يدا واحدة، ففي الاتحاد قوة، وعندما نكون كذلك سنصل إلى ما نصبو إليه”.ووصف مدينة بيت لحم بعروس العالم، وهي تستقبل زوارها وتحتضنهم بالمحبة وتعيش أجواء الفرح والبهجة.وكان موكب النائب البطريركي قد وصل اليوم الجمعة، الى ساحة المهد قادما من مدينة القدس، حيث جرى له استقبال رسمي حسب الستاتيكوس المتبع.وحرصت الشرطة الفلسطينية على تطبيق خطتها المرورية لتأمين الاحتفالات، وقامت بنشر عناصرها في الشوارع الرئيسية ومفترقات الطرق، وفي محيط ساحة المهد.وأكد مدير عام شرطة محافظة بيت لحم العميد ثابت السعدي أنه منذ مساء أمس تم استنفار كامل لصفوف شرطة المحافظة بكافة إداراتها، ومراكزها، وأقسامها، لتتولى مهمة توفير الأجواء الملائمة احتراما لقدسية هذه المناسبة الدينية الوطنية، وتسهيل وصول حجاج بيت لحم من جهة، وتنظيم حركة المواطنين المعتادة في مدن وبلدات المحافظة من جهة أخرى.وأشارت الشرطة في خطتها المرورية إلى أنه تم إغلاق جميع المداخل والطرق الفرعية المؤدية إلى ساحة المهد أمام حركة المركبات الخاصة والعمومية باستثناء مركبات الأمن، والمركبات التي تحمل التصاريح الخاصة، ومركبات الإسعاف، والطوارئ، كما ستمنع المركبات بكافة أنواعها من الوقوف على كلا الاتجاهين، من محيط مسجد بلال بن رباح وحتى مفترق محطة الباصات المركزية في منطقة باب الدير، كذلك من مفترق فندق الإنتركونتيننتال، وحتى مفترق الراضي في شارع القدس الخليل على كلا الاتجاهين.وفي تصريحات صحفية قالت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة إن الواقع السياحي الفلسطيني في تطور نحو الأفضل، وهو ما ظهر جليا نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري.وأضافت معايعة: “وصل خلال عيد الميلاد حسب التقويم الغربي 100 ألف سائح وزائر، لكن الأعداد مع بداية العام الجاري لم تكن كسابقه، مشيرة إلى أن نسبة الحجوزات في الفنادق هذه الليلة وصلت إلى 90%.وأعربت عن تفاؤلها بأن يكون العام الجاري أفضل وذلك حسب التوقعات، وأن يصل عدد السياح والزوار إلى فلسطين أكثر مما كان قبل فترة جائحة “كورونا”، في ظل الحجوزات بالفنادق والمكاتب السياحية.وأشارت معايعة إلى أن الوزارة تقوم بنشاطات ترويجية حول العالم للسياحة في فلسطين، وفي هذا السياق سيكون هناك مشاركة في مدريد خلال اجتماعات المنظمة العالمية للسياحة، إضافة إلى فتح أسواق جديدة بمشاركة القطاع الخاص في اليابان للترويج للسياحة بفلسطين.!!