logo
1 2 3 47737
آثار خطيرة للعدوان الإسرائيلي على غزة.. ثلث السكان بحاجة لدعم نفسي والأطفال يروون قصصا مأساوية!!
22.08.2022

غزة-: تؤكد الأمم المتحدة، أن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قطاع غزة قبل أسبوعين، أدى إلى استفحال مستويات الصدمات والاضطرابات النفسية التي كانت قائمة من قبل، خاصة في صفوف الأطفال، الذين استشهد عدد منهم خلال ذلك العدوان.وحسب تقرير نشره موقع الأمم المتحدة، واستند إلى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة “أوتشا” عقب انتهاء العدوان، فقد أشار إلى استفحال المستويات المرتفعة للصدمات والضغوط والاضطرابات النفسية التي كانت قائمة من قبل، وخاصة في أوساط الأطفال في المناطق المتضررة، والذين كانوا في حاجة أصلا إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.وخلال العدوان، قضى 49 فلسطينيا، بينهم 17 طفلا وأربع نساء، حسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة.وتقول أديل خضر، المديرة الإقليمية لمنظمة “اليونيسف” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه بعد ثلاثة أيام من العنف الشديد “يتكبّد الأطفال خسائر فادحة”.ونقل تقرير الأمم المتحدة عن هذه المسؤولة الدولية قولها: “بالنسبة للعديد من الأطفال، كان هذا النزاع الخامس الذي يعيشونه خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية”، لافتا إلى أن العديد من الأطفال يعيشون بالفعل مع الآثار النفسية طويلة الأمد نتيجة التعرض المستمر للعنف.وروى التقرير الدولي قصصا مأساوية لأطفال من غزة، أصيبوا جراء الغارات الإسرائيلية، ومنهم الطفلة لين مطر (11 عاما) التي ترقد في مستشفى مدينة رفح جنوب قطاع غزة.هذه الطفلة تحدثت عن اللحظات الصعبة التي عاشتها عقب تعرض أحد المنازل الملاصقة لمنزل جدها في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين لغارة جوية إسرائيلية.وتقول هذه الطفلة: “بينما كنا في منزل جدي، تساقط علينا الركام وأخذنا نبكي بعد أن علقنا بين الأنقاض لعشر دقائق وكنا نستنجد ونطلب إنقاذنا”، وخلال فترة احتجازها تحت الركام كانت لين تردد الشهادتين، بعد أن حاصرها الركام، وقد ظنت أنها لن تنجو وستفارق الحياة.هذه الطفلة عايشت ثلاثة حروب سابقة، وتتذكر عوائل علقت تحت ركام القصف، واستشهدت قبل أن تتمكن طواقم الإنقاذ من انتشال الضحايا بينهم أطفال كثر.وكان من بين من تعرضوا للإصابة والصدمة خلال التصعيد العسكري الأخير ضد غزة، الطفلة لميس أبو قايدة “10 أعوام، والتي أصيبت بجروح مختلفة، خلال غارة على شمال غزة”.
قصص أطفال مؤلمة
وتروي هذه الطفلة قصة الإصابة، حيث كانت تلهو أمام منزل عائلتها قبل أن يسقط وبشكل مفاجئ صاروخ على تلك المنطقة.جدير بالذكر أن سرائيل اعترفت بغارة جوية راح ضحيتها خمسة أطفال، غالبيتهم أقارب، خلال لهوهم في مقبرة تقع أمام منازلهم في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة، خلال العدوان الأخير.وكان من بين الأطفال الذين استُشهدوا في جولة التصعيد الأخيرة الطفلة ليان الشاعر (11 عاما) من مدينة خانيونس جنوبي القطاع، وكانت واحدة من فريق أطفال يشارك في برنامج دعم نفسي تنفذه جمعية أهلية، للتخفيف عن الأطفال نفسيا، جراء ما تعرضوا له من مشاكل سببها الحصار والحروب السابقة، وكانت هذه الطفلة تشارك في فعاليات مسرحية وأخرى تهتم بالرسم والتلوين، وهذه الطفلة سقطت جريحة في أول أيام التصعيد، وظلت تعاني من إصابة خطيرة إلى أن فارقت الحياة بعد يومين من انتهاء الغارات، وكانت لحظة الإصابة متجهه مع عائلتها إلى شاطئ بحر خانيونس للاستجمام.وعرضت جمعية الثقافة والفكر الحر، صورة تظهر فيها ليان في آخر عرض مسرحي شاركت فيه، قبل أن تُستشهد خلال العدوان. وذكرت الجمعية التي كانت ترعى نشاطات الترفيه لليان والعديد من أطفال خانيونس، إن تلك الطفلة التي ظهرت وهي مبتسمة وتلوح بذراعيها أرادت أن تقول إنها وكلّ الأطفال “يُحبون الحرية، يحبون أن يُحلّقوا ويطيرو كعصفور صغير يستطيع أن يهرب بسهولة من رصاصة الصياد”.وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، في بيان صدر عقب زيارتها لغزة، وتفقدها عائلة تعرض منزلها لأضرار جسيمة: “الوضع الإنساني في غزة متردّ في الأصل، وليس من شأن هذا التصعيد الأخير إلا أن يزيد الأمور سوءا”.وأكدت أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الأطراف كافة لضمان الوفاء بالاحتياجات الإنسانية.
*الثلث بحاجة لدعم نفسي
وحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن أطباء ومختصين أجمعوا خلال ندوة نظمتها وكالة “الأونروا” بالشراكة مع “اليونسيف” على أن ثلث سكان القطاع بحاجة لدعم نفسي واجتماعي نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.وبسبب الواقع المرير، تخصص “الأونروا” برنامجا للصحة النفسية والدعم النفسي داخل عياداتها المنتشرة في القطاع، حيث يقول الطبيب يوسف شاهين رئيس برنامج وقاية ورقابة الأمراض في الوكالة، إن برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي من أهم البرامج لمتابعة وعلاج ما يزيد عن 87 ألف حالة في قطاع غزة.ويشير إلى أن الأعراض التي تظهر على المرضى، تتمثل في الاكتئاب والصرع، وقال: “هناك حالات أخرى لها علاقة بالأمراض المزمنة والأمراض الجسدية التي لا نجد لها تفسيرا، تكون ذات منشأ نفسي”.وتقول الدكتورة غادة الجدبة، رئيسة برنامج الصحة في “الأونروا” إن “الناس في غزة يعيشون في حالة من الإحباط والتدهور النفسي نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السياسية”.وتضيف: “الحرب في مايو 2021 أدت لصدمة نفسية إضافة إلى الأوضاع الحياتية من انقطاع للكهرباء والمياه وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. كلها عوامل أدت إلى تدهور الوضع الصحي والنفسي المتدهور أصلا لسكان غزة”.وقد عزا الطبيب سامي عويضة من برنامج غزة للصحة النفسية، أسباب تردي الواقع النفسي لدى سكان القطاع إلى وجود الاحتلال والحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما وما له من تبعات مختلفة.ونقل التقرير الصادر عن الأمم المتحدة عن عويضة قوله: “هناك أكثر من 65 في المئة من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من 60 في المئة عاطلون عن العمل إضافة إلى وجود حالات مأساوية لا تستطيع العمل أو توفير أبسط احتياجات المنزل”.ورغم وجود أكثر من مليوني شخص يعيشون في قطاع غزة، إلا أنه لا يوجد سوى مستشفى واحد للصحة النفسية بسعة خمسين سريرا فقط لخدمة هذا العدد الكبير من الناس.


www.deyaralnagab.com