logo
1 2 3 47737
"الدهيشة".. حرب إسرائيلية لا تتوقف!!
20.08.2022

كتب - نجيب فراج – يستغرب سكان مخيم الدهيشة للاجئين جنوب بيت لحم، أن يستفيقوا في صباح فجر هادئ بدون توغل عسكري من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي ووحداته الخاصة وكلابهم البوليسية، فهذا يوم يشار له بالبنان، خاصة وأن معظم أيام الأسبوع تشهد أحداثًا دراماتيكية مع استمرار العمليات العسكرية في المخيم الذي لا تتعدى مساحته كيلو متر ونصف مربع، ويعيش فيه نحو 10 آلاف لاجئ.واعتاد المخيم على المواجهات في كل عملية عسكرية، حيث اعتاد "حراس المخيم" كما يُطلق عليهم من قبل سكانه، لمواجهة أي اقتحام، ودائمًا يكون هناك ثمن لمثل هذه المواجهات بوقوع شهداء وجرحى ومعتقلين.ولا ينفك ضباط المخابرات الإسرائيلية عن الاتصال بالشبان وعوائلهم وتهديدهم، في ممارسات هدفها الانتقام، وتنفذ واقعًا من خلال الاقتحامات لمنازل أولئك الشبان وتفجير مداخلها بشكل متعمد، خاصة ضد نشطاء الجبهة الشعبية.ويقول والد الشاب محمد الزغاري لـ "القدس" دوت كوم، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله أكثر من مرة آخرها منذ 3 أيام، بهدف التنكيل بالعائلة وتحطيم أثاث المنزل، دون اعتقال أي منهم، مشيرًا إلى أنه تم توزيع منشورات باللغة العربية تحذر من التعاطي مع نشطاء الجبهة الشعبية.وخلال تلك العملية، فجر جنود الاحتلال المدخل الرئيس لمؤسسة إبداع، وقال مديرها خالد الصيفي، إن تلك القوات عاثت خرابًا في المقر، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المؤسسة.وخلال العشرة أيام الأخيرة، أصابت قوات الاحتلال نحو 10 شبان بشكل متعمد في الأقدام، وخاصة منطقة الركبة، ويعاني بعضهم من تهتك في العظام والأعصاب، وسط مخاوف من إصابتهم بإعاقة دائمة، وهو أمر وقع لأكثر من 60 مصابًا خلال السنوات الخمس الأخيرة.الشاب محمود عياد ( 27 عامًا)، والذي أصيب برصاصة من نوع دمدم في الركبة اليسرى أثناء مواجهات وقعت عام 2016، وأدت إلى تهتك في العظم وإصابة في العصب والشريان أيضًا، وخضع لعدد من العمليات الجراحية تكللت ببتر ساقه اليمنى من الركبة، قال بإن جنود الاحتلال وبأوامر من ضابط المخابرات الإسرائيلية يتعمدون إصابة الشبان في أقدامهم، بهدف التسبب لهم بإعاقة، وسبق لأولئك الضباط بتهديد عدد من الشبان بذلك.ويؤكد عياد الذي سبق له أن اعتقل لمدة عام ونصف، قبيل إصابته بشهرين، أن جنود الاحتلال يستهدفون النشطاء عبر المنظار الخاص ببنادقهم، بهدف تحديد مكان الإصابة بشكل دقيق لإيقاع إصابة خطيرة به تؤدي في النهاية إلى تعرضه للإعاقة.منذ عام 2015، استشهد 9 شبان من سكان المخيم، من بينهم أطفال وفتية، وسط حرب من الاعتقالات لا تكاد تتوقف، منهم 50 اعتقلوا منذ بداية العام الجاري، إلا أن ذلك لم يمنع الشبان من رسم جداريات في المخيم وعلى أطرافه ومنها الشارع الرئيس القدس - الخليل، تشير إلى ضرورة الصمود والمقاومة والتمسك بحق العودة، ولعل أبرزها تلك التي كتب عليها عند المدخل الرئيسي للمخيم "وراء العدو في كل مكان" وهي المقولة المقتبسة من المناضل وديع حداد.
*المصدر : القدس دوت كوم


www.deyaralnagab.com