6.4 مليون لاجئ فلسطيني يحلمون بالعودة.. والفلسطينيون يشكلون 49.9% من سكان فلسطين التاريخية !! 20.06.2022 غزة: أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عن وصول عدد اللاجئين الفلسطينيين، الذين هجروا من أراضيهم على أيدي الاحتلال الإسرائيلي إلى 6.4 مليون لاجئ. وذكر الجهاز في إحصائية قدمها بمناسبة “اليوم العالمي للاجئين” الذي يصادف 20 يونيو/ حزيران من كل عام، أنه لا يزال هناك أكثر من 6.4 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، يعانون اللجوء، نتيجة تهجيرهم من أراضيهم قسرا إبان نكبة عام 1948. وهذا اليوم الخاص باللاجئين، أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000، بهدف التعريف بقضية اللاجئين، وتسليط الضوء على معاناتهم واحتياجاتهم، وبحث سبل دعمهم ومساعدتهم في ظل تزايد الأزمات وأعداد اللاجئين.
*النكبة والتطهير العرقي
ويؤكد التقرير الفلسطيني، أن أحداث “نكبة” فلسطين، وما تلاها من تهجير، شكلت مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت من “عملية تطهير عرقي”، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية. وانتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة، إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة، وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم. وخلال تلك الفترة سيطر الاحتلال الإسرائيلي على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه. والمعروف أن تلك الهجمات الدامية، التي نفذت ضد الشعب الفلسطيني، ترافقت مع اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.
*واقع اللاجئين الفلسطينيين
وحين تطرق التقرير إلى واقع اللاجئين، أشار إلى سجلات وكالة “الأونروا”، التي ذكرت أن عدد اللاجئين المسجلين، وصل في كانون الأول لعام 2020، حوالي 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيما رسميا تابعا لوكالة الغوث، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949، حتى عشية حرب حزيران 1967 “حسب تعريف الأونروا”. ويوضح الإحصاء الفلسطيني، أن هذا العدد لا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
*الواقع الديمغرافي: بعد 74 عاما على النكبة
وتوضح الأرقام، أن عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914، كان نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وأنه في عام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون حوالي 31.5% منهم من اليهود، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، فيما تدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، كما تدفق من عام 1948 وحتى عام 1975 أكثر من 540 ألف يهودي. وتبين الأرقام، أنه على الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية عام 2021 حوالي 14 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948، حوالي نصفهم (7 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948). وتشير التقديرات السكانية أن عدد السكان بلغ نهاية 2021 في الضفة الغربية بما فيها القدس 3.2 مليون نسمة، وحوالي 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة. وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 477 ألف نسمة في نهاية عام 2021، منهم حوالي 65% (حوالي 308 آلاف نسمة) يقيمون في مناطق القدس، التي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967. وتشير الأرقام الواردة في تقرير جهاز الإحصاء الفلسطيني، الى أن الفلسطينيين يشكلون 49.9% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كيلومتر مربع). يشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في مناطق العمليات الخمس التي تشرف عليها “الأونروا” يعانون من أوضاع خطيرة، بسبب العجز المالي التي تعاني منه هذه المنظمة الأممية، وهو ما يهدد مستقبل خدماتها التعليمية والصحية والاجتماعية. وتؤكد “الأونروا” أن الدعم الذي تتلقاه من الدول المانحة لا يكفي احتياجاتها، في ظل تزايد عدد اللاجئين وتردي أوضاعهم المعيشية. وتوضح أن هناك عددا من الدول أوقفت أو قلصت الدعم المقدم لها: وفي هذا السياق، كان عضو اللجنة التنفيذية لـمُنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، قد قال إن الرئيس محمود عباس أعطى توجيهاته بتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الدعم لهم في لبنان. وقال أبو هولي “إن الموقفين الرسمي والشعبي الفلسطينيين مُوحّدان حيال التأكيد على حق العودة، عبر الفعاليات الاحتجاجية والمواجهات شبه اليومية التي تؤكد دائما التمسُّك بالوكالة إلى أن يتم تطبيق القرار 194”.
ولفت إلى اجتماع اللجنة الاستشارية لـ”الأونروا” الذي يضم الدول العربية المُضيفة، وعقد في لبنان مؤخرا صاحب الموقف الداعم للموقف الفلسطيني والرافض المساس بوكالة “الأونروا”، بعد تعرضها لمحاولات إفشال وهدم من الولايات المُتّحدة التي قطعت التمويل عنها ورفضت التجديد لها. وطالب أبو هولي الدول المانحة التي أوقفت دعمها المالي عن “الأونروا”، باستئناف تقديم الدعم لسد عجز الوكالة، وترجمة دعمها السياسي من خلال الدعم المالي، كردٍّ قوي على مَنْ يُريد إفشال عمل “الأونروا”.
www.deyaralnagab.com
|