logo
1 2 3 47738
مفوض «الأونروا»: الأشهر المقبلة ستكون صعبة والوضع بات أكثر تعقيداً!!
31.03.2022

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، أن هناك عددا من الدول المانحة أبلغت منظمته الدولية أنها لن تكون قادرة على توفير المستوى نفسه من التمويل كما في العام الماضي، وأن دولا أخرى ستقوم بتأخير دفع الأموال التي تعهدت بها لوقت لاحق، وذلك مع استمرار الأزمة المالية لهذه المنظمة التي تهدد مستقبل خدماتها الصحية والتعليمية والاجتماعية المقدمة للاجئين.ورغم الأزمة المالية التي عاشتها «الأونروا» جراء شح الدعم المالي المقدم من الدول المانحة العام الماضي، قال لازاريني في بيان وجهه لموظفي منظمته الدولية «ان الوضع المالي للوكالة لهذا العام مليء بالتحديات على الرغم من الجهود الجماعية والمكثفة التي بذلت في جمع الأموال والتحكم في التكاليف في العام الماضي».وأوضح أن إدارة «الأونروا» اضطرت مع بداية هذا العام الى ترحيل مستحقات مالية بقيمة62 مليون دولار أمريكي، من العام الماضي، وقال «حتى اللحظة لم تتمكن الأونروا بعد من سداد التزاماتها بالكامل عن العام الماضي» مشيرا إلى أن ذلك كان بسبب إعطاء إدارة «الاونروا « الأولوية لضمان استمرارية الخدمات ودفع الرواتب عن الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام في موعدها.وأشار إلى أن التوقعات المالية للسنة الحالية تتطلب من الإدارة أن تتبنى «إجراءات مبكرة» بهدف التحكم في التكاليف وتخفيض الإنفاق لتجنب تعطل الخدمات أو التخلف عن سداد الدفعات المستحقة.وأعلن المفوض العام أنه يقوم حاليا بمراجعة التدابير الواجب تبنيها في هذا الخصوص، من ناحية أيها سيكون لها أقل تأثير على الموظفين وعلى الخدمات المقدمة للاجئين وسأبقيكم على اطلاع دائم فى هذا الخصوص.وتقدم «الأونروا» التي تعاني منذ عام 2018 من عجز مالي خطير، خدمات صحية واجتماعية وتعليمية لنحو ستة ملايين لاجئ يقيمون في مناطق العمليات الخمس الرئيسية وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.ورغم قيام الإدارة الأمريكية باستئناف تقديم الدعم لـ «الأونروا» العام الماضي بعد ثلاثة أعوام من التوقف، إلا أن ذلك لم يحل الأزمة المالية، بسبب اعتذار بلدان أخرى عن تقديم الدعم، أو تقليل المساعدات، حيث لم يفلح مؤتمر المانحين الذي نظم العام الماضي في عاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسل بحل الأزمة.وتأثرت في مرات سابقة هذه الخدمات جراء نقص التمويل المقدم لـ «الأونروا» ما دفع باللاجئين والموظفين لتنظيم فعاليات احتجاجية كبيرة.وبالعودة إلى رسالة لازاريني لموظفيه، فقد أكد أن الوضع العام لمنظمته التي تصنف «إنسانية» يعد «أكثر تعقيداً» مقارنة مع العام الماضي، لافتا إلى ان الأزمات في أفغانستان والتي أعقبتها الآن الأزمة في أوكرانيا، كان لها تأثير كبير على قيمة التمويل المقدم من المانحين وعلى تكلفة شراء سلع أساسية مثل القمح والوقود والتي تعتبر سلعا أساسية لـ «ألأونروا».وأضاف «لقد أبلغنا عدد من المانحين أنهم لن يكونوا قادرين على توفير المستوى نفسه من التمويل كما في العام الماضي، بينما أشار آخرون الى أنهم سيضطرون إلى تأخير دفع الأموال التي تعهدوا بها لوقت لاحق من هذا العام».وأوضح أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة بالنسبة للوكالة، لافتا إلى أنه سيشرع في «حوار استراتيجي رفيع المستوى» حول «الأونروا» بهدف الحفاظ على حقوق لاجئي فلسطين وضمان استمرار وصولهم لخدمات ذات جودة.وأشار إلى أن فرق العلاقات الخارجية والشؤون المالية التابعة لـ «الأونروا» تعمل على مدار الساعة لتأمين دفع مساهمات المانحين المالية التي تم التخطيط لها بأن تدفع في وقت لاحق من هذا العام مبكرا.وأوضح ان هذا الأمر جاء من أجل الحفاظ على استمرار الخدمات خلال «الأشهر الحرجة المقبلة». وقال «في غضون ذلك، تتواصل جهودنا لجمع التبرعات وبلا هوادة» لافتا إلى أنه في الأشهر الثلاثة الماضية تواصل ونائبه ومديرة العلاقات الخارجية، ومن خلال اجتماعات وجاهية وافتراضية، مع ممثلين عن النمسا وأستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وإسبانيا والصين والكويت والمملكة العربية السعودية واليابان وجمهورية كوريا وكذلك البنك الدولي ومنظمة الدول الإسلامية، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.وقال «كنت قد اجتمعت مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وألمانيا والنرويج وسويسرا، وأوجد حاليًا في الولايات المتحدة قبل السفر إلى السويد وهولندا في الأسابيع المقبلة» لافتا إلى أنه أطلع في وقت سابق الدول العربية في اجتماعها الذي عقدته جامعة الدول العربية في 9 آذار/ مارس على وضع «الأونروا» المالي ودعوتهم للتضامن مع لاجئي فلسطين.وأوضح أنه خلال كل هذه اللقاءات والاجتماعات، سلط الضوء على ضرورة التزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتزويد «الأونروا» بالأموال اللازمة للوفاء بولايتها، كما تطرق إلى المصاعب التي يمر بها لاجئو فلسطين وموظفوها في المنطقة، لافتا إلى أنه أطلع من اجتمع بهم على «مدى اليأس والضيق» السائد في المخيمات مع غياب أفق سياسي لمحنة اللاجئين، مشددا على تداعيات توقف خدمات «الأونروا» على لاجئي فلسطين وعلى المنطقة ككل.وأشار لازاريني إلى أنه ستتم خلال هذا العام مراجعة تفويض عمل «الأونروا» مؤكدا أنه خلال اتصالاته مع البعثات الدائمة لدى الأمم المتحدة، جرى التأكيد على أن التجديد يجب أن يمضي بسلاسة هذا العام.وخلال رسالته للموظفين، أعلن لازاريني أن قرار تجميد الزيادة السنوية على الراتب والذي تم اتخاذه في شهر مارس من العام المنصرم سيتم رفعه اعتبارًا من الشهر المقبل، لافتا إلى أنه اتخذ قرار تجميد الزيارة العام الماضي بسبب شحّ الموارد المالية.والجدير بالذكر ان «الأونروا» أسست في عام 1949، من قبل الأمم المتحدة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، وتقدم لهم خدمات تعليمية وطبية واجتماعية.


www.deyaralnagab.com