فلسطين: “الدقيقة” القرية المنسية الموغلة في الصحراء بأقصى جنوب الخليل!! 22.02.2022 الخليل- جهاد القواسمي – موغلة في الصحراء، وعلى خط الهدنة ( الخط الأخضر)، وعلى مشارف البحر الميت، وتحت مرمى إطلاق النار، وفي زمهرير البرد القارس، ولهيب الصيف الحار، تقع الدقيقة القرية العربية الفلسطينية البدوية، التي سكنها أهلها منذ عشرات القرون، على بعد 35 كم، إلى الجنوب الشرقي لمحافظة الخليل، تعاني ألم الحرمان وانعدام الخدمات، واستهداف الغزاة، وصعوبة التواصل مع المجتمع المحيط لعدم وجود طريق تليق بحياة الإنسان في القرن الواحد والعشرين.
*حياة بدائية
قال ابراهيم الهذالين، رئيس مجلس قروي خشم الدرج، إن الحياة في قرية الدقيقة، بدائية وظروفها قاسية، مشيرًا إلى أن الكهرباء معدومة، ومدرستها مكونة من غرف قديمة وصفائح الزينكو، والاتصالات الخلوية لا تصل، والمرضى يعانون، والأطفال يتألمون، والنساء تقطع مسافات طويلة بحثًا عن خدمة طبية هنا أو هناك، موضحًا أنه رغم ذلك تجد همة المواطنين تناطح السحاب، وصبرهم يتجاوز الخيال، وقوتهم تفوق التصور، وكرمهم يتحدر من كل مكان، وشهامتهم تُغذي أُمة بأكملها، وإيمانهم بقضيتهم دروسًا مهمة في الصبر والتحدي والصمود، ودليل ذلك انتزاعهم مخططًا لقريتهم من أنياب الاحتلال بعد صراع وجودي وقانوني وإنساني طويل دفعوا خلاله أثمانًا باهظة.
واقع مرير
وأضاف، إن واقع القرية مرير وأليم، فقدرها وقدر القرى والخرب المجاورة أن تكون على تخوم الوطن من الجهة الشرقية، لتمتطي صهوة الصحراء بجفافها المتواصل، ولهيبها اللاذع، وشح مواردها، كما قدرهم مواجهة صلف الاحتلال وإجرام مستوطنيه، وعربدة أدواته، موضحًا مع إيماننا بأنها مرحلة لا بد منها، ولا بديل عنها.وأوضح الهذالين، لكن ليس قدرنا أن نُحرم الخدمات التي هي إحدى عوامل صمودنا وثباتنا وتحدينا، وليس قدرنا أن نتلق وجبات الوعود ممن أراد أن يسخّر ألمنا ومعاناتنا لبرامجه الذاتية وأهدافه الآنية، موضحًا أن الثمن الذي يدفع كل يوم هي أرواح تُزهق، ودماء تُراق، وبيوت تُهدم، وأرض تُصادر، وأطفال تتألم، ومرضى يئنون، ووطن يتقزم.
أدنى مستوياتها
وتطرق الهذالين، أنه مع الحديث عن هذا الجرح النازف الطويل، إلى أهم جزئية فيه ألا وهي خدمات الصحة التي هي في أدنى مستوياتها، متسائلاً هل من المطلوب أن نقطع مسافة 30 كم من أجل الوصول إلى أقرب خدمة صحية حكومية؟، هل من المطلوب أن يموت الناس في السيارات المشطوبة قبل الوصول إلى أقرب نقطة إسعاف؟، هل من المطلوب أن تنجب نسائُنا في التراكتورات، والسيارات القديمة قبل أن تصل إلى أقرب مستشفى، في ظل الطرق الوعرة، والإغلاقات المتواصلة؟، والنتيجة موت الأطفال، أو إصابتهم بأمراض مزمنة، وكذلك تعرض الأمهات للآلام والأوجاع؟، هل من المطلوب أن ينتظر المريض الساعات الطوال وهو ينتظر انتهاء الأزمة في شوارع المدن المكتظة، وشوارعها الكئيبة؟، مشيرُا إلى أن هذه الاسئلة وغيرها الكثير تتردد على ألسنة المواطن صبح مساء.وأشار، إلى أن المطلوب لحل هذه المعضلة هو إقامة مستشفى تخصصي حكومي في أقرب نقطة لهذه المناطق المحرومة، إذ هو الحل الوحيد في الظرف الحالي، مؤكدًا أنهم على أتم الاستعداد بتوفير الأرض اللازمة من أجل إقامة هذا البناء، وأن هناك تشاور دائم مع كل الهيئات المحلية على أن يتم اختيار المكان الأنسب من أجل إقامة هذا الصرح، مناشدًا المسؤولين والغيورين زيارة هذه القرية وهذه المناطق وتحديد الاحتياجات وتقديم الخدمات الأساسية لها حتى تبقى شامخة عزيزة قوية في وجه الاحتلال.
www.deyaralnagab.com
|