الشعبونية.. عادة نابلسية تغيب للعام الثاني بحكم كورونا!! 05.04.2021 نابلس - رقية سماحنة- مدار للصحافة والإعلام– للعام الثاني على التوالي، وبحكم الانتشار الواسع لفيرس كورنا وما اقتضاه ذلك من إغلاقات وبروتوكولات صحية، باتت "الشعبونية" وهي تقليد اجتماعي وديني، خاصة لدى العائلات النابلسية، في حكم المؤجل حتى إشعار آخر.و"الشعبونية" كانت أصلاً في ظل حالة من التراجع والتلاشي، حيث تخلى الكثيرون عنها لعوامل عدة، منها: الظروف الاقتصادية الصعبة، والتوسع الكبير في حجم العائلات وتشعبها، وأخيراً جاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلة.وقد استمدت "الشعبونية" اسمها من شهر (شعبان)، وهو الشهر الهجري الذي يسبق شهر رمضان المبارك. وتُعدّ من أقدم العادات التي يتفرد بها سكان نابلس على وجه الخصوص، حيث جرت العادة أن يقوم كبير العائلة بدعوة قريباته كبناته المتزوجات وأخواته وعماته وبناتهن، وبنات أعمامه للإقامة في منزله يومين أو ثلاثة، تتخللها إقامة الطعام وتناول الحلويات في طقوس احتفالية.وفي هذا الشأن، يقول أبو رامي القصص من سكان مدينة نابلس: "الشعبونية من العادات التي تختص فيها عائلات منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتحديداً بلاد الشام التي تُعدّ فلسطين جزءاً منها. وهي جزء من تقاليد تؤكد أهمية صلة الرحم التي هي واجب ديني من ناحية، وتقليد توارثه الأهالي من ناحية أُخرى، وهي لا تزال حتى يومنا تعبر عن التقارب والتكافل الاجتماعي".ويكمل أبو رامي: إنّ هذا التقليد هو في حالة من التراجع والانحسار، نظراً للامتداد الكبير للعائلات، وارتفاع تكاليف الحياة، ولم يعد بإمكان رب العائلة اقامة مثل هذه المناسبات ذات التكلفة المادية الكبيرة.وبحسب طقوس الشعبونية، يتم تقديم أطباق متعددة من الطعام كاللخنة الخضراء، والكوسا المحشي، وورق العنب، والمسخن، والمنسف، إلى جانب الحلويات، وعلى رأسها الكنافة النابلسية:بدورها، أوضحت المواطنة سبيلة الصغير من بلدة نابلس القديمة أن هناك أسباباً أُخرى للدعوة للشعبونية، من بينها انتقاء العرائس من بنات القريبات والتعرف عليهن عن قرب.وأضافت أنه يتم بهذه المناسبة أيضاً تقديم الهدايا للأطفال. وتؤكد أن الشعبونية ليست عادة يتم تقديم الطعام فيها فحسب، إنما هي لمّه للأهل والاقارب.وتتابع: إننا قد خسرنا لمّة الأهل هذا العام والعام الماضي بفعل انتشار الكورونا، ولكن صحة الجميع تبقى هي الأهم.ومن الملاحظ أن الكثير من العائلات استبدلت طقوس العزائم في"الشعبونية" بتقديم الهدايا والنقود لبنات العائلة وقريباتها، فيما قفزت عائلات أُخرى عن هذه الطقوس كافة، وباتت "الشعبونية" بالنسبة لها في حكم المؤجل إلى إشعارٍ آخر.
*المصدر : القدس دوت كوم
www.deyaralnagab.com
|