الأسيرة ليان كايد.. في كل جلسة يُمدَّد اعتقالها ومحاكمتها المقبلة يوم عيد الأم!! 17.03.2021 كتب علي سمودي– خلف قضبان سجون الاحتلال، تواصل الأسيرة ليان نزار أحمد كايد استثمار وقتها في المطالعة والمشاركة في الدورات الثقافية والاجتماعية وغيرها، حيث حصدت عدة شهادات، كما تستمر في الكتابة كونها موهوبة في الشعر، فخطت القصائد التي تروي حكايات صمود وثبات الأسيرات بالرغم من المعاناة والوجع.وتقول والدتها الخمسينية "أُم نزار": "تأقلمت بسرعة مع واقع الأسر، وتعيش بصمود وتحدٍّ كباقي الأسيرات اللواتي لم ينل منهن ظلم السجان وظلمات السجون، وتمكنت من صنع عالمها الاعتقالي المليء بالصبر والعطاء. لم تقف مكتوفة الأيدي، على رغم ما تعرضت له من ظروف اعتقالية صعبة خاصة خلال التحقيق، وعاشت حياة مقاومة الاحتلال والثبات والصمود من خلال الحرص على تطوير قدراتها الأدبية والثقافية، واضافة لمشاركتها في عدة دورات. أطلقت العنان لقلمها ليعبر عن أفكارها ومشاعرها بالمقالات والقصص والقصائد الشعرية الملتزمة. نشعر بفخر واعتزاز بما تتمتع به ليان من معنويات وقوة شخصية، وقدرات مكنتها من ترجمة واقع الاعتقال بالعديد من الكتابات والقصائد".
وُلدت الأسيرة ليان في بلدة سبسطية بمحافظة نابلس قبل 22 عاماً. وتقول والدتها: "تربت ونشأت وعاشت في بلدتنا التي تعلمت بمدارسها، وتميزت بحبها الشديد للعلم وطموحها، وامتلكت مواهب كتابة الشعر والمقالات الأدبية والفكرية، وشاركت في العديد من النشاطات والفعاليات وحصلت على عدة شهادات تقدير لدورها وموهبتها. بعد نجاحها في الثانوية العامة بمعدل 96% بالفرع العلمي، انتسبت لجامعة بيرزيت تخصص علم اجتماع، وكانت ناشطة جداً في الجامعة، وتشارك في فعالياتها وندواتها وبرامجها والاعمال التطوعية وتدريب الطلبة".
*صدمة الاعتقال..
يروي والد الأسيرة ليان أن قوات الاحتلال اعتقلتها بتاريخ 8/ 6/ 2020 عن حاجز زعترة، ويقول: "كانت ليان برفقة والدتها في طريقهما للجامعة للتحضير للإجراءات اللازمة للمشاركة في حفل التخرج مع زملائها والفرح بشهادتها، لكن الاحتلال حرمنا وإياها تلك الفرحة التي انتظرناها طويلاً. عندما وصلت المركبة التي تقلها ووالدتها لحاجز زعترة، احتجزها الجنود دون معرفة الأسباب، فيما عاشت والدتها لحظات خوف وقلق خلال انتظارها الذي استمر أكثر من ساعة. فجأة، اعتقل الجنود ليان، وعادت والدتها في حالة صدمة كبيرة لمنزلها وسط مشاعر الحزن والقلق على ابنتها بعدما رفض الجنود إبلاغها عن سبب اعتقالها. كانت ليان قبل اعتقالها بأيام، حظيت بفرصة مقابلة للحصول على وظيفة، لكن الاحتلال قطع عليها الطريق ونغص فرحتها بالتخرج من الجامعة والوظيفة".على مدار أيام عدة، عانت والدة ليان في ظل انقطاع أخبارها، ويقول والدها: "تحوّلت حياتنا إلى معاناة كبيرة، والاحتلال يتكتم على مصير ليان التي تعرضت للتحقيق حتى نقلت إلى سجن هشارون، وبدأت رحلة المعاناة بين المحاكم. حالياً تقبع ليان في قسم الأسيرات الأمنيات في سجن الدامون، ولم نتمكن من زيارتها سوى مرتين، وآخر مرة قبل خمسة شهور. فقد ألغى الاحتلال الزيارات بسبب انتشار فيروس كورونا. كنا نعاني من وجع الفراق وألم السجن، واليوم أصبحت معاناتنا مضاعفة بسبب كورونا وقلقنا على أسيراتنا في ظل انقطاع أخبارهن، فإلى متى يستمر هذا الظلم والواقع الرهيب الذي ندفع ثمنه غالياً؟".منذ اعتقالها، جرى عرض ليان على المحكمة العسكرية 10 مرات. ويقول والدها: "في كل جلسة تمدد المحكمة توقيفها بذرائع مختلفة، ونعيش أوضاعاً مأساوية لقلقنا المستمر من التأجيل الذي لا ينتهي، والموعد المحدد للجلسة المقبلة 21-3-2021".وتضيف والدتها: "في يوم عيد الأم، ستكون ليان في قاعة المحكمة الظالمة، يؤلمني انها لن تكون معنا لتقدم لي هديتها التي اعتدت عليها كل عام. لن أتمكن من ضمها لصدري والفرح ككل الأمهات. فمنذ اعتقالها تخيم أجواء الحزن في منزلنا وحياتنا، وهديتي الأجمل التي أتمناها حريتها وعودتها إلى أحضاني".
*المصدر : القدس دوت كوم
www.deyaralnagab.com
|