logo
1 2 3 47739
بيت لحم : الاستيطان والضم الصامت يتهددان كيسان الممتدة أراضيها حتى مشارف البحر الميت!!
26.08.2020

كتب نجيب فراج- يخشى أهالي قرية كيسان البدوية الواقعة على مسافة 25 كيلو متراً إلى الشرق من بيت لحم، من مخطط احتلالي لضم أراضيها بصمت.ويقول الناشط أحمد غزال إن سلطات الاحتلال تعتبر القرية المعزولة وأراضيها ضمن منطقة الاغوار، حيث تمتد الى مشارف البحر الميت، لافتاً إلى أن أكثر من ضابط في "الإدارة المدنية الاسرائيلية"، قالوا إن القرية تقع في المنطقة "ج"، وإن جزءاً من أراضيها يتبع منطقة الأغوار.وتتعرض القرية لعمليات استهداف دائمة، حيث نفذت جرافات الاحتلال على مدى الأسابيع الماضية، عمليات تجريف واسعة النطاق في الاراضي المحيطة بالقرية.وصباح أمس الثلاثاء، اقتحمت قوة عسكرية ترافقها ما تسمى "الادارة المدنية الاسرائيلية"، القرية، وسلمت رئيس المجلس حسين غزال إخطاراً بتدمير شارع داخلي في القرية يخدم السكان هناك، علماً أنه كان أنشيء في العام 2007.وناشد مجلس قروي كيسان، وأهالي القرية، المؤسسات الحكومية والدولية ومؤسسات حقوق الانسان التحرك لحماية الأراضي هناك، حيث يقوم الاحتلال بعمليات تهويد ونهب للاراضي، وتضييق الخناق على سكان القرية، وعزل المنطقة عن القرى المجاورة، بهدف ترحيل السكان وتهجيرهم من بيوتهم وأراضيهم.وتعتبر هذه الممارسات حلقة في سلسلة اعتداءات تستهدف ارضي القرية وسكانها، حيث سبق لقوات الاحتلال واقامت بوابة على مشارف القرية، تحول دون تمكن أي مواطن من الوصول الى منزله الا بتصريح من قوات الاحتلال.ووصف غزال القرية بأنها "منكوبة، وسكانها يعانون الويلات أمام الهجمة الاستيطانية المتواصلة منذ عام 2000، فعدا الاستيلاء المستمر على الأرض، يقوم الاحتلال بتجريف مئات الدونمات على مدخل القرية الرئيسي لإقامة مصانع على أراضيها، الأمر الذي سيعزلها نهائياً عن محيطها".وتقع قرية كيسان إلى الشرق من بيت لحم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 800 نسمه، واقيمت مستوطنتان على أراضها شرقا، هما معالي عاموس و آفي مناحيم، ونصف مساحة القرية الواقعة على كيلومترين مربعين تم الاستيلاء عليها لأغراض استيطانية، وتفتقر القرية لخدمات المواصلات، والكهرباء، ولا توجد فيها عيادة صحية، ما دفع رئيس المجلس القروي إلى دعوة كافة الجهات لدعم صمود السكان بوجه مخططات استيطانية ستبتلع مئات الدونمات.ويقول غزال إن الاحتلال مستمر في سرقة الأرض بمختلف الذرائع، وهو ما دفع 15 عائلة للرحيل والبحث عن مكان آخر للسكن، والأمر لا يقف عند حد منع البناء، فإخطارات الهدم للمنازل مستمرة، حتى تلك التي تم تشييدها منذ سنوات، لافتاً إلى أن 30 منزلاً مهددة بالهدم في السنوات الخمس الأخيرة فقط، بالرغم من وجود الأوراق الثبوتية الرسمية بالأرض.ويضيف: "الوضع العام أصبح لا يطاق في القرية، بفعل وجود 3 كسارات إسرائيلية تتسبب بالغبار الذي يغطي المنطقة كاملة، وتسبب بانتشار مرض الربو وضيق التنفس بين المواطنين، ما دفع كثيرين إلى ترك القرية بحثاً عن مكان صحي، عدا تأثيرة على المزروعات، والخسائر الجمة التي خلفها ذلك، إضافة إلى وجود مكب للنفايات قرب القرية أصبح يشكل مكرهة صحية، تزكم الأنوف على مدار الساعة".ويشير غزال إلى أن الاحتلال يتهدد السكان في مصادر رزقهم، حيث يعتمدون بالدرجة الأولى على تربية المواشي، التي باتت تواجه مخاطر جمة بسبب منع الاحتلال المزارعين من الوصول إلى المراعي في موقعي خلة القوار والسهل.ويشير إلى أن "هذه الانتهاكات قلصت الثروة الحيوانية من 3 آلاف رأس من الأغنام إلى ألفين فقط، والرقم مهدد بالتناقص أكثر وأكثر، مع تواصل الاعتداءات"، لافتاً إلى أنه ومع استمرار منع البناء في القرية، فإن الأهالي اضطروا إلى إغلاق روضة أطفال وتحويلها إلى مدرسة بمساحة 100 متر مربع، إلى جانب استئجار غرف ووضع بيوت متنقلة استخدمت كغرف صفية .ويؤكد أن صعوبات جمة تواجه الطلبة لدى إنهائهم الصف العاشر والتوجه إلى مدارس بلدة تقوع، حيث يضطرون صيفاً وشتاءً للسير 5 كيلومترات، عدا تهديد حياتهم من المستوطنين، وكان آخر التهديدات تعرض الطالب معاذ إسماعيل غزال للدهس من مستوطن.وكان معهد الأبحاث التطبيقية "اريج" أشار في تقرير له إلى أن المساحة العمرانية في قرية كيسان تشكل نسبة ضئيلة من المساحة الكلية، حيث يُمنع البناء فيها أو استصلاحها أو الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال، إلا بتصريح خاص من الاحتلال.وحسب معهد أريج، فإن القرية تعرضت لسلب المئات من الدونمات لبناء وتوسيع البؤر الاستيطانية، عدا شق طرق استيطانية مثل الشارع رقم 90 ورقم 3698 بطول 16.1 كيلومتر، إضافة إلى 428 دونماً لإقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية غرب مستوطنة "شاليم".ووفقاً للمعهد، فإن جدار الضم والتوسع العنصري في حالة الانتهاء منه سيسلب 87344 من أراضي القرية، أي ما نسبته 65.5% من أراضيها.... **المصدر : القدس


www.deyaralnagab.com