logo
1 2 3 47740
13عاماً من المعاناة.. غزة تدخل 2020 بحصار وتضييق وغياب للحل!!
01.01.2020

"قطاع غزة لن يكون صالحاً للعيش بحلول 2020"، كانت هذه الجملة هي الأبرز من تقرير سابق للأمم المتحدة، أطلقت فيه تحذيراً من سوء الأوضاع المعيشية لسكان القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل عليه منذ 13 عاماً، وعدم وجود أفق لرفعه، أو التخفيف من حدَّته.وتسبب الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع، عقب فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية عام 2006، في شل مختلف أشكال الحياة، وعدم قدرة المرضى على تلقي العلاج المناسب لهم، خاصةً مرضى السرطان والفشل الكلوي؛ وهو ما تسبب في وفاة عدد منهم، وفق إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.وإلى جانب الحصار، تعرَّض القطاع لثلاث حروب شنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كانت أولاها عام 2008، والثانية نهاية 2012، والثالثة في 2014 وهي الأكثر عنفاً، حيث استمرت 51 يوماً متواصلة، وتسببت جميعها في سقوط مئات الشهداء والجرحى، وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية، ومفاقمة سوء الحياة في غزة.ورغم مرور 13 عاماً على الحصار المفروض على غزة، لا توجد أي حلول عربياً أو دولياً لإنهائه ورفعه عن سكان قطاع غزة، مع اقتصار الاحتلال الإسرائيلي على التخفيف في بعض الأيام ثم العودة إلى التشديد أكثر.كذلك، تفرض السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، جملة من العقوبات على قطاع غزة، أبرزها تقليص كمية الكهرباء، وخصم نحو نصف رواتب موظفي السلطة، وإحالات إلى التقاعد بالجملة، فضلاً عن تقليص التحويلات الطبية للمرضى، وهو ما أسهم في زيادة الحصار وتشديد الخناق على السكان.كما أسهمت القيود التي تفرضها السلطات المصرية على معبر رفح، الوحيد المخصص للمسافرين، في زيادة الحصار على قطاع غزة، وفق تقرير الأمم المتحدة، وزيادة تفتُّت النسيج الاقتصادي والاجتماعي، ومنع حرية الوصول إلى العالم الخارجي.صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية نشرت تقريراً تتبَّع ما توقعته الأمم المتحدة لقطاع غزة، مع نشر تقرير لموفدها في قطاع غزة دونالد ماكنتر، حول الشباب الفلسطيني الذين يحاولون الهجرة من القطاع.وذكر ماكنتاير في تقريره، أن "الشاب محمد ناصر، البالغ من العمر 28 عاماً، كان في المعبر الحدودي برفح يستعد لدخول مصر ومنها إلى تركيا، حيث كان قد جهز 650 دولاراً؛ لتقديمها إلى مسؤولين، ليضمنوا له مكاناً في أول الطابور".وينقل الكاتب عن ناصر، الذي يستخدم مصطلح الهجرة رغم حصوله على تأشيرة سياحة إلى تركيا، قوله: "لن أعود إلى غزة مرة أخرى، فهنا حتى لو كنتَ خبيراً في عملك لا تجد العمل المناسب أبداً".وأضاف الكاتب أن ناصر، الذي يعمل فنياً كهربائياً، يرجو أن تلحق به زوجته وأطفاله الثلاثة يوماً ما، حيث يأمل أن يعقد صفقة مع مهربين؛ لنقله إلى اليونان ومنها إلى السويد.وأشار إلى أن سكان القطاع مشغولون بالسعي وراء أرزاقهم يومياً أكثر من خوفهم من هجوم إسرائيلي جديد، مؤكداً أن نسبة البطالة عام 2012 كانت تقدَّر بنحو 29% من السكان، في حين تبلغ حالياً 53%، وترتفع إلى 69% بين الشباب.أرقام صادمة ..النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، يسرد أرقاماً مخيفة في قطاع غزة، أبرزها وجود 300 ألف عاطل عن العمل، وإغلاق 600 منشأة اقتصادية، إضافة إلى محلات وشركات تجارية يومياً.وعن الحديث الأممي والدولي عن عدم صلاحية قطاع غزة للعيش، يؤكد الخضري في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن القطاع بالفعل لن يكون صالحاً للعيش في عام 2020، بسبب عدة مؤشرات، أبرزها إغلاق 80% من المصانع، ووقف التصدير بشكل شبه كامل، وعدم وجود حرية لحركة الأفراد، خاصةً المرضى للعلاج خارج القطاع.وتوقفت العجلة الاقتصادية في غزة عن الدوران بفعل الحصار الإسرائيلي، وفق الخضري، إذ أصبح الجمود الاقتصادي سمة غالبة في قطاعات الاقتصاد، والسياحة، والمقاولات، والزراعة، حيث تبلغ الخسائر الشهرية لها 100 مليون دولار أمريكي.وتعمل "إسرائيل" على منع دخول المواد الخام الخاصة بالمصانع؛ وهو ما تسبب في شل عملها بقطاع غزة، وارتفاع نسب البطالة، وعدد العاطلين عن العمل، وغياب وجود السيولة النقدية مع المواطنين، وفق الخضري.وخلال الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، ازداد عدد سكان القطاع إلى نصف مليون نسمة دون أي زيادة في الخدمات الأساسية، أو المستشفيات والمدارس الجديدة، وهو ما يسهم في تضييق الحالة المعيشية بالقطاع وجعله غير صالح للعيش، كما يؤكد رئيس اللجنة الدولية لمواجهة الحصار.كما يعد عدم قدرة المريض على العلاج أو تلقيه خارج القطاع، حسب الخضري، أحد الأسباب التي تجعل غزة غير صالحة للعيش، إضافة إلى عدم توافر الأدوية العلاجية في المستشفيات، وعدم اتخاذ إجراءات عملية على الأرض تنقذ الوضع الإنساني، وتمنع الانهيار الاقتصادي.ويستدرك الخضري بالقول: "أمام خطورة ما وصلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ناشدته فيها إنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، بسبب الحصار الاسرائيلي الممتد للعام الـ13 على التوالي".وبإمكان سكان قطاع غزة العيش بحياة كريمة، في حال تم فتح المعابر كافة، وأُدخلت البضائع والمواد الخام اللازمة للصناعات دون قوائم ممنوعات، وتم تشغيل الممر الآمن، وسُمح بِحرية الحركة للأفراد والبضائع، إلى جانب إقامة مشروعات تشغيلية للعمال، وإغاثة الأمور الحياتية من انقطاع الكهرباء والمياه وخدمات القطاعات الإنسانية، حسب حديث الخضري لـ"الخليج أونلاين".ويصف رئيس اللجنة الدولية لمواجهة الحصار، عامَ 2019 بأنه "الأسوأ اقتصادياً على غزة بسبب الحصار، الذي طالت تأثيراته مناحي الحياة كافة، خاصة مع تدمير 20% من المنازل كلياً بفعل العُدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، وعدم إيفاء المانحين بوعود ببنائها.وأمام انسداد أفق الحل وعدم توافر فرص عمل، عمد عدد كبير من الفلسطينيين إلى مغادرة قطاع غزة والهجرة إلى أوروبا، مستخدمين "قوارب الموت"، إذ قُدِّر عدد المهاجرين بنحو 35 ألف فلسطيني، خرجوا من القطاع ولم يعودوا بسبب الحصار، وفق تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في أبريل الماضي... *المصدر : الخليج اونلاين!!


www.deyaralnagab.com