logo
1 2 3 47740
غزة : “صول باند” فرقة غناء شبابية من غزة أعادت الغناء الثوري والفلكلوري وقوبلت بفتوى تحريم دينية جائرة ومتخلفة ...شاهد فيديو!!
27.11.2019

لم تمض سوى أيام قليلة على الشهرة التي حصلت عليها الفرقة الموسيقية “صول باند”، والتي يعزف أفرادها الشبان الموسيقى ويصدحون بترديد أغاني الثورة الوطنية الحماسية القديمة في ساحات عامة، حتى أثارت جدلا، بفتوى من رجل دين أفتى بـ”تحريم” عملها، بدعوى أنها تدعو لـ”السفور والتبرج والاختلاط”، وهو ما أثار حفيظة متابعيها، الذين دافعوا عنها وشبهوها بأنها تعمل في صلب العمل المقاوم للاحتلال.فبعد بث حلقتين لهذه الفرقة الشبابية الناشئة في غزة على التلفزيون الفلسطيني الرسمي، صدح فيها أعضاء الفرقة الفنية، وعددهم ستة أفراد وبينهم فتاة، بأغاني ثورية قديمة، من وسط ميادين عامة، الأولى من مدينة رفح أقصى جنوبي القطاع، والثانية من ميدان الجندي المجهول بمدينة غزة، خرجت تلك الفتوى التي “تحرم” عمل هذه الفرقة الموسيقية، التي خرجت من تحت الركام والحصار الذي يلف سكان غزة من جميع الاتجاهات.وتقوم فكرة الحلقة الواحدة باسم “وصلة” لهذه الفرقة الموسيقية، على قيام أعضائها بالحديث عن إحدى الأغاني الثورية أو الفلكلورية القديمة، فاختاروا في الحلقة الأولى “فرقة العاشقين” التي ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي ولا تزال، من خلال غناء أجمل أغاني الثورة الفلسطينية، فتحدثت عن تاريخها ونشأتها، واختارت فرقة “صول” أن تغني لـ”العاشقين” أغنية “هبت النار”، بأسلوب جديد، فظهر أفراد الفرقة في “ساحة النجمة” بمدينة رفح، وسط جمهور من المواطنين، وأدوا الأغنية الثورية، فيما اختاروا في الحلقة الثانية أغنية “جفرا” الشهيرة، وأدتها الفرقة بعد الحديث عن تاريخ الأغنية عبر معلومات قدمها أفراد الفريق، في “ساحة الجندي المجهول” بمدينة غزة.وظهر الحماس واضحا على الشبان خلال العزف والغناء، خاصة في أغنية “هبت النار” وهي أغنية فلسطينية وطنية شهيرة، ألهبت حماس الفلسطينيين ولا تزال، فيما ينتظر أن تغني الفرقة الموسيقية “صول باند” أغاني ثورية خالدة لفنانين فلسطينيين وعرب، وبدا واضحا أن سلطات غزة المختصة، التي تديرها حركة حماس الإسلامية، لا تمانع عمل الفرقة وتسجيل برنامجها الغنائي، وهو أمر ظهر في عملها في الأماكن العامة، غير أن ذلك الأمر لم يرق لأحد رجالات الدين، الذي أفتى بـ”التحريم”.وعلى حسابه على موقع “فيس بوك” نشر الدكتور محمد سلمان الفرا، المحاضر في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، فتوى التحريم التي جاء فيها: “فرقةُ صول الغنائيّةُ، التي تجُوب قطاعَ غزّة مِن شَمالِه إلى جنوبِه، تنتهكُ حرماتِ اللهِ، بالترويج للتبرجِ والسفورِ، وتزين الاختلاطَ، وتدعو بأفعالها إلى تمييعِ الشباب، والتشجيع على المأثم، وفعلها منكر ظاهر، ومنعها واجب في حق صاحبِ السلطان”.ورأى في الفتوى أيضا أن “التساهل معهَا يفضِي إلى فساد كبير، وشر مستطير، وينتج عنهُ انحرافٌ سلوكي وفكري لدى الشبابِ”. وقال الفرا وهو يشير إلى موافقة حركة حماس على عملها: “ما كانت هذهِ الفرقةُ لتجاهِرَ بمخالفةِ موروثنا القيمي، وتعاليمِ الإسلامِ في مُجتمعِنا المحافظِ، لولا السّكوتِ أو الرضا عن أفعالِها من بعضِ الجهاتِ السياديّةِ”.وقد حرم في الفتوى “الترويج للفرقة أو الاستماع إلى أغانيها، ولو كانت وطنية”، وختم الفتوى بقوله: “ليحذر الشباب من تقليدِهِم في فجورهِم وانحلالِهم، وحب الأوطانِ لا يكون بالتّبرجِ والاختلاطِ المُحرّمِ”.وظهر أعضاء من هذه الفرقة الموسيقية بعد الفتوى في مدينة إسطنبول التركية، وبثوا على صفحة الفرقة على “فيس بوك” مقطعا مصورا، أكدوا فيه بعد سعادتهم عن نجاح برنامج “وصلة”. وقال حمادة نصر الله، أحد أفراد الفرقة، إن سبب وجودهم في تركيا هو لمتابعة أعمال لهم في الخارج، وإنهم سوف يعودون مجددا لغزة بعد ذلك، ودعا المشاهدين لمتابعة الـ 28 حلقة المتبقية التي جرى تسجيلها قبل السفر من عدة أماكن في غزة، على شاشة تلفزيون فلسطين.وقوبلت الفتوى الدينية بـ”تحريم” عمل الفرقة الفنية بسخط كبير من الحقوقيين ومن جمهور متابعيها ومثقفين كثر من قطاع غزة، الذي يفتقر بحكم الظروف التي يعيشها لانتشار الفنون على خلاف المنطقة المحيطة.وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الفتوى أثارت “جدلاً واسعاً” في أوساط الفلسطينيين، ورأى أن من شأن مثل هذه الفتوى “خلق مناخ من التحريض على الفرقة وأعضائها في المجتمع، قد يرقى إلى خطاب كراهية”، وأكد على أن حرية الرأي والتعبير هي حقوق مكفولة بموجب القوانين المحلية والدولية، وأن من واجب السلطات في غزة توفير الحماية لها، وضمان تمتع المواطنين بها دون مضايقة من أحد، مشددا على “حرمة خطاب الكراهية بناء على أسس دينية”، وقد حمل السلطات في قطاع غزة المسؤولية عن حياة وسلامة فرقة “صول”، وتوفير الحماية لهم، وطالب الجهات المسؤولة في قطاع غزة بالخروج بموقف واضح ورافض لهذه التصريحات.وعلى موقع “فيس بوك” كتب محمد أبو صلاح تدوينة جاء فيها: “صول باند أتمنى أن يُعاد المشهد الغنائي الجميل بكل شارع من شوارع غزة.. فنحن نحتاج من يزرع فينا الأمل والفرح”، فيما كتبت الصحافية نور عودة: “أعزائي في فرقة صول باند لا تلتفتوا لهذيان الداعشيين بيننا.. لا تعترفوا بما ينشرون من تخلف ولا تلتفتوا لخطاب كراهيتهم الذي يسمونه فتاوى”.فيما نشر عماد أبو شاويش صورة لمجموعات من المقاومة وأخرى لفرقة “صول باند”، وكتب يقول: “بين الصورة الأولى والثانية، حكاية وطن، تاريخ وقصة نرويها لأطفالنا وأحفادنا (..) الأول اختار أن يأخذ حقه بطريقته، والثاني أراد أن يجعل العالم يرى كل الأوجه المختلفة”، وختم يقول: “فإذا كان لا بد للريح تصيح، فهي من جعل النار تهب”.وكتب الروائي يسري الغول يقول: “فرقة صول باند وغيرها من الفرق الفنية والمسرحية والسينمائية والأدبية أدوات فاعلة في مواجهة الاحتلال، وهي عوامل نهضة في مواجهة الرجعية”.!!








www.deyaralnagab.com