logo
1 2 3 47744
غزة : ثمار مسيرات العودة : الطائرات الورقية تحرق الغابات وقلوب المزارعين الإسرائيليين!!
01.05.2018

منذ ثلاثة أسابيع يتم إرسال الطائرات الورقية المحترقة من جهة غزة إلى أراضي 48 ، وتعتبرها جهات إسرائيلية « إرهابا زراعيا « لأنها تتسبب بتدمير مئات الدونمات من الحقول والغابات.ويقوم سكان غزة بإطلاق الطائرات الورقية، بشكل رئيسي، في فترة ما بعد الظهيرة، عندما تهب الرياح من الغرب، وتسبب حرائق في المناطق الزراعية. وحسب مصادر إسرائيلية تم حتى الآن احتراق عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية ولحقت أضرار بغابات قديمة من أشجار الكينا والصنوبر القائمة على أنقاض القرى الفلسطينية المهجرة في محيط غزة. ونقلت صحيفة « يسرائيل هيوم « المقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن أفنير يونا، وهو مزارع من مستوطنة «ناحال عوز» قوله إنه يقف بجوار الحقل الذي تعرض للإحتراق مرة أخرى قبل بضعة أيام ويحاول هضم القدر الجديد. ويتابع بغضب: «وصلنا إلى وضع يحرقون فيه الأراضي ولا نعرف كيف نتعامل مع ذلك. نحن نعيش على الزراعة، وعندما يحترق مثل هذا الحقل، فهذا يسبب ضررا كبيرا. وتكلف زراعة كل دونم 700 شيكل (200 دولار) وفي هذا الحقل تم إحراق 80 دونماً «. وقالت « يسرائيل هيوم « إنه رغم فشل حماس في زيادة عدد المشاركين في مسيرات العودة إلا أنها تمكنت من تعطيل حياة السكان على الجانب الآخر من الحدود.ويقول يونا: «لدينا الكثير من الحقول المحاذية للسياج والجيش يمنعنا من دخولها، لكننا ما زلنا ندخل ونخوض المخاطر، ونحن نقف أمام المتظاهرين هناك. هذا مخيف جدا، لدينا حقول بطاطا مصابة بأمراض، ولا تستطيع الطائرة رشها بالأدوية لأنها قريبة من الحدود، هناك مواقع لحماس، وهم يجلسون فيها مع الأسلحة. هذا أمر مخيف «. وفي منطقة مستوطنة باري يمكن مشاهدة الأشجار والحقول المحترقة وتقوم دوريات إسرائيلية بالمراقبة والعمل في حالة نشوب حريق. كما تقول « يسرائيل هيوم « إن أفيغدور خلفا، مدير الزراعة في القرى الزراعية في النقب، ينظر بأسى إلى 300 دونم من القمح المحترق ويشرح بأن الضرر يتجاوز الخسائر المالية. ويتابع «كمزارع، أنت تشاهد ما زرعته، ورافقت كل مرحلة من مراحل نموه. أنتجت شيئاً طوال الموسم، وتعتبره مثل طفلك. وها هو يحترق ويحرق قلبك». وتوضح صحيفة «يديعوت أحرونوت» في هذا الصدد، أن المزارعين الإسرائيليين في مستوطنات « غلاف غزة» بدأوا بحصد حقول القمح بعد أن فهموا بأنهم إذا لم يسارعوا إلى ذلك، فلن يتبقى لديهم ما يحصدونه، بعد أن تم إحراق مئات الدونمات. ووفقا للصحيفة فقد تم، أيضا، إحراق أكثر من 200 دونم من الغابات. وقال المزارع رؤوبين نير للصحيفة: «لا نملك القدرة على مواجهة ذلك. في البداية دخلنا بأنفسنا لإخماد الحرائق، لكن الظاهرة اتسعت. مئات الدونمات من القمح احترقت هذا العام، وهذه خسارة كبيرة. لقد مررنا بتجارب كبيرة هنا في غلاف غزة، اجتزنا كل شيء، الصواريخ والأنفاق والعمليات العسكرية، لكن هذه الظاهرة لا يمكننا تحملها».وفي سياق متصل رفض الجيش الإسرائيلي كشف ماهية أوامر فتح النار على المتظاهرين على طول حدود قطاع غزة، خلال رده على التماس قدمته منظمات حقوق الإنسان للمحكمة العليا. وجاء في رد الدولة أن «أوامر إطلاق النار في منطقة الحاجز الأمني في قطاع غزة سرية». كما جاء في الرد أنه إذا طلب من الدولة كشف الأوامر في المحكمة فستفعل ذلك بحضور ممثلها فقط ووراء أبواب مغلقة وستنظر المحكمة العليا في الالتماس لاحقا.وتطالب المنظمات التي قدمت الالتماس بإلغاء الأوامر التي تسمح للجنود بإطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين على حدود غزة، إذا لم يشكلوا تهديدًا حقيقيًا وفوريًا لحياة الإنسان. وبالإضافة إلى ذلك، تطلب المنظمات من المحكمة العليا التحديد بأن أوامر فتح النار خلال المظاهرات غير قانونية. وقدمت الالتماس منظمات «يش دين» (يوجد قانون)، «جمعية حقوق المواطن في إسرائيل»، «غيشاه» (مسلك)، «هموكيد: مركز الدفاع عن الأفراد»، «عدالة» و»مركز الميزان لحقوق الإنسان» في غزة. وجاء في رد الدولة أن «صيغة أوامر فتح النار تمت الموافقة عليها من قبل النائب العسكري والمستشار القانوني للحكومة»، وأنها «تتفق مع القانون الإسرائيلي ومع القانون الدولي». وفيما يتعلق بالمظاهرات التي تجرى في الأسابيع الأخيرة في قطاع غزة، زعم مندوب الجيش الإسرائيلي أن «الأحداث تشكل جزءا من الصراع المسلح بين منظمة حماس الإرهابية وإسرائيل، بكل ما يعنيه الأمر».وعلى خلفية ما يجري يعتبر البروفسور الإسرائيلي أيال زيسر في جريدة «يسرائيل هيوم»، أنه من أسبوع لآخر، يتناقص عدد سكان غزة المستعدين للمشاركة في الاضطرابات على طول السياج. زيسر المعروف بتوجهاته اليمينية المتشددة يزعم أن حماس لم تعد تخفي أن الغرض من المظاهرات ليس مسيرات احتجاج سلمية، وإنما خلفية لمحاولات الهجوم، فضلاً عن تخريب وتدمير السياج الحدودي والمرافق العسكرية والمدنية في الجانب الإسرائيلي. ويرجح أنه في شهر أيار، وحتى الخامس عشر من الشهر، سيتم تسخين الحدود وستحاول حماس تحفيز السكان على الخروج في «مسيرة العودة» وتذكير إسرائيل والعالم بأن الفلسطينيين ما زالوا ملتزمين بحلم العودة، الذي يعني عمليا القضاء على إسرائيل!!


www.deyaralnagab.com