أفغانيات يتحدين النظرة الذكورية بقيادة الحافلات !!
29.11.2019
تعمل مجموعة من أربع نساء، في المجتمع الأفغاني الذكوري الذي تندر فيه رؤية المرأة خلف مقود السيارة، سائقات حافلات ضمن برنامج يوظف نسوة فقط لنقل راكبات وأطفالهن في شوارع العاصمة الأفغانية.
كابول – تجلس بريسا حيدري خلف مقود حافلة صغيرة وتدوس بحذائها ذي الكعب العالي على دواسة السرعة لتنطلق بمركبتها التي تتسع لعشرة أشخاص بين الشوارع المكتظة في كابول في إطار عملها كسائقة حافلة مخصصة للنساء.
وقالت حيدري “نواجه ردود فعل مختلفة كثيرة. بعض السائقين يعيقون طريقنا، وآخرون يطلقون أبواق سياراتهم علينا، حتى أن البعض يواكبوننا بسياراتهم ويقودون بالسرعة عينها حتى عندما تكون الطريق سالكة بالكامل”.
وفي هذا المجتمع الذكوري الذي تندر فيه رؤية نساء خلف مقود السيارة، تنتمي حيدري إلى مجموعة من أربع نساء يقدن حافلات ضمن برنامج “بينك شاتل” الذي يوظف نسوة فقط لنقل راكبات وأطفالهن في شوارع العاصمة الأفغانية.
وأوضحت السائقة الأفغانية “أحب القيادة وأنا مهتمة بعملي. مكمن القلق الوحيد لدي هو الوضع الأمني. علينا تحدي الخوف”.
وجرى اختيار هذه المرأة البالغة 36 عاما التي عملت سابقا في مجال التزيين والصحافة التلفزيونية، مع زميلاتها الثلاث من بين مئة مرشحة.
وتساعد هذه الخدمة، وهي الأولى من نوعها، النساء على مواجهة التحديات التي يواجهنها في أنحاء كابول التي تعاني نقصا مزمنا في وسائل النقل إضافة إلى خطر التعرض لمضايقات خلال المشي في الشوارع.
وأفاد منسق المشروع عبيدالله أميري “لدينا مشكلات في النقل للنساء. في الواقع، لا وجود البتة للنقل المشترك خصوصا للنساء في كابول”، مشيرا إلى التوجه نحو توسيع المشروع التجريبي الذي انطلق في مايو.
وتدير المشروع منظمة “نوفي أونلوس” الإيطالية غير الحكومية المدعومة من مؤسسة “أونلي ذي برايف” التي أسسها مصمم الأزياء رينزو روسو.
ويقول قائد شرطة المرور في كابول خان محمد شينواراي إن عدد النساء اللواتي يقدن سيارات في العاصمة الأفغانية يسجل نموا مطردا مع منح 275 رخصة سوق لنسوة في النصف الأول من العام الحالي.
ويعكس هذا العدد ازديادا لافتا، ففي الفترة بين 2012 و2016 لم يتخط عدد رخص القيادة الممنوحة لنساء في كابول 1189 بحسب “نوفي أونلوس”.
ويرى شينواراي أن “رؤية نساء أفغانيات يقدن سيارات في كابول تغيير إيجابي. لا قيود على قيادة النساء للسيارات”.
وتشكل القيادة في شوارع كابول مهمة شاقة، إذ أن حركة المرور قد تشهد اختناقات لساعات في أي لحظة. وثمة غياب كامل للإشارات المرورية كما أن قلة من الشوارع تحمل أسماء وغالبا ما يقود السائقون في الاتجاه المعاكس للسير.
وازداد وضع حركة المرور سوءا في السنوات الأخيرة في ظل التدابير الأمنية المشددة التي جعلت الهامش المتاح للتنقل أضيق كما أن شوارع ومعالم برمتها اختفت خلف أسوار الحماية. وحين استولى متمردو طالبان على الحكم سنة 1996، أُرغمت النسوة على ملازمة المنازل ومُنعن من ممارسة أكثرية المهن كما حُرمن الحق في التعلم.
لكن إثر إطاحة حكم طالبان نهاية 2001 وتسلم حكومة مدعومة من الولايات المتحدة الحكم، جرى تكريس المساواة بين الجنسين في الدستور الأفغاني إلا أن التمييز لا يزال مستمرا على نطاق واسع.
وتقول فاطمة محمدي (31 عاما) المقيمة في كابول والتي تقود السيارة منذ نحو أربع سنوات، إنها سعيدة بحرية اقتناء سيارة لكنها لا تزال تواجه مضايقات على الطرق، مؤكدة “في العادة أبقي نوافذ السيارة مغلفة”.
www.deyaralnagab.com
|