"بطوطة".. مبادرة ترحال لتوعية الأجيال بتاريخ غزة!!
07.09.2019
كتبت..جمانة عماد..لم تطأ قدم "ريم الفلا" تلة أم عامر الأثرية وسط قطاع غزة، التي تحتوي على آلاف القطع الأثرية، ويزيد عمرها على 1750 عاما، ولم تقم بزيارة مقام الخضر عليه السلام في مدينة دير البلح، فهي لم تكن على دراية بالكثير من الأماكن التاريخية والأثرية في قطاع غزة.
وبعد مشاركتها في مبادرة "بطوطة" للترحال تمكنت ريم من زيارة الكثير من الأماكن التاريخية والأثرية والصناعية والزراعية في قطاع غزة، التي لم تكن على علم سابق بها، وأصبح لديها كم هائل من المعلومات عن تلك الأماكن.
عراقة وأصالة غزة
تقول للجزيرة نت "بعد الإعلان عن مبادرة "بطوطة" للترحال كنت من أول المسجلين بها للتعرف على الأماكن الأثرية والتاريخية التي لم أعرف عنها شيئا، وبالفعل تجولت في الكثير من الأماكن بالقطاع وتعرفت عليها، وعلى تاريخها، فاكتشفت أن غزة مكان ثري مليء بالكنوز الأثرية والأماكن التاريخية التي تدل على عراقتها وأصالتها".
وتشير إلى أن عدم زيارتها الأماكن التاريخية في قطاع غزة من قبل، لعدم وجود مبادرين يشجعونها على زيارتها، والتجول داخلها كما فعل القائمون على مبادرة "بطوطة"، الذين أتاحوا الفرصة لها ولغيرها، للتعرف على تاريخ غزة القديم.
وتوضح لبنى المدني (إحدى المشاركات في مبادرة "بطوطة" للترحال) أن "تلك المبادرة منحتني شعور السائح المحروم من السفر، لكن داخل وطنه، فقد روت شغفي بمعرفة تاريخ الأماكن الأثرية وأسرارها من قِبل المسؤولين عنها، إضافة إلى معرفة أشخاص جدد من مختلف الأماكن في قطاع غزة".
الهوية والحضارة
وتقول منسقة المبادرة إيمان أبو واكد إن مبادرة "بطوطة" للترحال والتجوال الأولى على مستوى قطاع غزة، وتسعى إلى توعية الأجيال الناشئة بالأماكن الأثرية القائمة منذ العهود الإسلامية وغير الإسلامية، التي تعكس هويتنا وحضارتنا المتجذرة في الأراضي الفلسطينية، كما تسعى إلى تشجيع المنتجات المحلية الصناعية والزراعية الغذائية وغير الغذائية".
وتضيف للجزيرة نت "سُمّيت بطوطة بهذا الاسم تيّمنا بشيخ الرحالة ابن بطوطة المبادر الأول بالترحال والتجول في ضواحي العالم الإسلامي، وسعينا للكشف عن أسرار الأماكن الأثرية الكامنة في قطاع غزة، وأسرار استمرارية ونجاح عمل المصانع والمزارع في إنتاج منتجات غذائية وغير غذائية، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع".
وتواصل حديثها "وتهدف مبادرة بطوطة لتوليد دافع حب الاستكشاف والمعرفة، وتوسيع أفق أحلام الشباب المستقبلية نحو ما يخدمهم ويخدم بلادهم، ويرفع شأنهم، وليس ما يرهقهم في التفكير في الوضعين السياسي والاقتصادي القائمين بشراستهما حتى اللحظة، إضافة إلى أنها توجه أنظارهم نحو ما يعكس صورة تراثنا وتاريخنا وحضارتنا، التي يجب حفظها أبد الدهر رغم كل الجهود المبذولة من قبل المحتل الإسرائيلي لقمعها وطمسها".
وتوضح أبو واكد أن المشاركين لم يسمعوا عن مجموعة من الأماكن الأثرية، بالإضافة إلى افتقار الفريق لمجموعة من المعلومات المتعلقة بالأماكن المألوفة، وذلك لعدم وجود ثقافة التجوال في القطاع وزيارة تلك الأماكن التي يزورها كثيرون منها للمرة الأولى.
الاستعانة بالمرشدين السياحيين
وتبين منسقة المبادرة أنهم قبل زيارة كل مكان يبحثون عن معلومات متعلقة بالمكان المتاح للزيارة، مع الأخذ بعين الاعتبار ما قاله المؤرخون السابقون عن ملامح المكان، والتنسيق مع مجموعة من المرشدين السياحيين المسؤولين عن مجموعة من الأماكن الأثرية، لأنهم على علم بالتفاصيل الدقيقة لتاريخ المكان القائم.
إحدى المشاركات في مبادرة بطوطة توثق لحظاتها بأحد الأماكن الأثرية في غزة (مبادرة بطوطة/الجزيرة)
وتلفت أبو واكد إلى أنهم يسعون لأن تكون هذه المبادرة مستدامة، بإطلاق دفعة تلو الأخرى، وتعظيم فريق بطوطة الراغب في توثيق محطات التجوال والترحال، من أجل نقل حضارة وثقافة الشعب الفلسطيني للدول العربية والغربية، ومن أجل إيصال صرخة للعالم أجمع: "آن للقيد أن ينكسر".
*المصدر : الجزيرة نت
www.deyaralnagab.com
|