نواعير العراق تدور لترسم اسمها على لائحة اليونسكو !!
01.08.2019
هيت (العراق) – تدور النواعير (السواقي) التي ترفع المياه من نهر الفرات غربي الأنبار لترسم صورة رائعة ومشهدا خلابا في مدينة هيت العراقية، يستمتع به الناظرون على ضفاف النهر أو هواة السباحة في مياهه.
وتنتشر النواعير على ضفاف نهر الفرات داخل محافظة الأنبار وتتمركز في الحديثة وهيت والبغدادي وراوه وعنّه القديمة والقائم، إلا أن أغلب هذه النواعير اندثرت بسبب انحسار المياه في نهر الفرات نتيجة إنشاء سد القادسية فضلا عن عوامل عديدة أخرى.
وتوقفت النواعير عن الدوران في سبعينات القرن الماضي بعد أن كانت مصدرا رئيسيا للري على مدى قرون في الموقع القديم الذي يعود تاريخه إلى 2300 عام قبل الميلاد.
وقبل ثلاثة أشهر فقط، تم تجديد الموقع وإقامة نواعير جديدة، وإعادة توصيفه كموقع للزيارة.
وقال ثامر عبدالمجيد حمودي مسؤول النواعير، “لقد أمضينا ثلاثة أشهر في إعادة تأهيل المشروع الذي يعمل الآن بشكل جيد. تم إنجاز المشروع وتعمل النواعير كما ترى. وسنقوم قريبا بتكسية وترميم شاطئ النهر من النواعير إلى جسر هيت”.
وأشاد أهالي هيت بالمبادرة التي تهتم بتراثهم، وأبدوا استعدادهم للتعاون مع المنفذين لإتمام العمل، داعين إلى السعي لتأهيل قلعة هيت من أجل ضمها إلى لائحة التراث.
وتحدث عمر عادل وهو مواطن من الرمادي عن النواعير، قائلا “إنه مكان لطيف للغاية والجو رائع. المشهد المطل على الفرات جميل جدا. آمل أن يزور جميع الناس هذا الموقع”.
ولسكان تلك المناطق قصص وذكريات كثيرة مع النواعير، ولا يزالون، حتّى الآن، ينسجون أغاني ومواويل عنها وعن صوتها الذي لا يتوقف ما دام النهر جاريا.
من جانبه يقول عثمان طه وهو نجار يعمل في صنع النواعير “هذه النواعير متكونة من شجر التوت وتتكون الواحدة من 28 عودا.. نبدأ في صناعة النواعير بالطوق المربوطة عليها أوان تسمى القوق مصنوعة من الفخار تحمل المياه من أسفل إلى أعلى ثم تسكبها”.
واستعان النجارون بخبرات كبار السن في طرق صنع النواعير، وتركيب قطعها الخشبية وبناء هيكلها الخارجي، وذلك لأن للنواعير روحا لا يعرف التعامل معها إلا من عاش معها، وتعامل مع دورانها وصوتها ومائها.
وتدور النواعير مدفوعة بقوة تيار الماء أو باستخدام حيوانات تجرها، وتُعلق في النواعير أوان صغيرة مصنوعة من الفخار تحمل الماء من النهر إلى مجرى أصغر، وكانت لها أهمية كبيرة في الماضي إذ كانت تُستخدم في نقل المياه إلى المجتمعات والتجمعات السكنية البعيدة عن النهر. وكان للنواعير صوت مميز جدا كصوت الأنين وكان يتغزل بهذا الصوت كل شخص أضاع حبيبته.
وقال عبدالقادر الجميلي مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة والسياحة، إن العراق يأمل في إدراج النواعير وقلعة هيت على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
وأضاف “هناك العديد من المواقع الأثرية والتراثية التي لم يتم تحديدها بعد في قائمة التراث العالمي. لذلك، تعمل وزارة الثقافة العراقية جاهدة على إدراج النواعير وقلعة هيت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي“. وفي وقت سابق من شهر يوليو، أُدرج موقع بابل الأثري العراقي على قائمة التراث العالمي في تصويت جرى بعد محاولات وجهود عراقية في هذا الاتجاه على مدار عقود.
ويوجد بالعراق الآلاف من المواقع الأثرية، التي دمرها تنظيم الدولة الإسلامية ونهب الكثير منها خلال فترة تمدده في أجزاء من العراق لنحو ثلاث سنوات قبل هزيمته.
www.deyaralnagab.com
|