logo
1 2 3 41135
الحمام الزاجل يعاني من سباقات الموت في الفلبين !!
22.05.2019

مانيلا - تمتد الرحلة على 600 كيلومتر ويهلك خلالها 90 بالمئة من المشاركين بسبب التعب والحر والموج وحيوانات قانصة لا ترحم… سباق ماك آرثر للحمام في الفلبين وهو الأطول في البلاد، يصيب مربي هذه الطيور بالتوتر كذلك.
ويتعرض هذا السباق لانتقادات جمعيات الرفق بالحيوان بسبب نفوق عدد كبير من الطيور خلاله، يضاف إلى ذلك تلك التي يلقى القبض عليها لكي يعاد بيعها بطريقة غير شرعية.
ويقول خايمي ليم، وهو أشهر مربي الحمام في البلاد، “بالمقارنة مع أوروبا والولايات المتحدة لدينا الكثير من الحيوانات القانصة هنا والكثير من الأشخاص الذين يصطادون هذه الحيوانات”.
ويضيف صاحب الإمبراطورية العقارية البالغ 68 عاما “تنصب الشباك في الجبال للقبض على الطيور. إنها مشكلة كبيرة”.
ويعتبر من يربي الحمام الزاجل في دول شرق آسيا التي اشتهر فيها هذا السباق محظوظا، فهو يوفر مالا وفيرا بعد أن أصبحت الجوائز خيالية. وقد تصل قيمة الحمام الزاجل الذي يستخدم في السباقات إلى الآلاف من الدولارات، لكن بعض التجار غير الشرعيين يعيدون بيع الطيور التي يلقون القبض عليها بسعر 14 دولارا أحيانا فقط، على ما يؤكد ليم.
وهذه هي ضريبة النجاح في هذا النشاط الذي يحظى بشعبية واسعة في الفلبين التي تضم ما لا يقل عن 300 ناد فيها الآلاف من الأعضاء.
وتقليد سباقات الحمام الزاجل متجذر في بلجيكا وهولندا وشمال فرنسا وهو يعود إلى القرن التاسع عشر، وقد كانت اليابان سباقة إليه في شرق آسيا في وقت مبكر من القرن الماضي وأصبحت بعد ذلك رياضة للمقامرة والربح السريح في الدول المجاورة مثل الفلبين وتايوان والصين، فأعطت لهذا النشاط زخما جديدا بعد أن بدأ يسجل تراجعا في أوروبا.
في مارس، دفع مستثمر صيني مبلغا قياسيا قدره 1.25 مليون يورو خلال مزاد علني لشراء طير حمام زاجل مشهور في مجال السباقات يدعى “آماندو” تلقى تدريبه في بلجيكا.
وترى ماري غرايس سان خوسيه (38 عاما) من حي توندو الفقير في مانيلا أن شعبية وسيلة الترفيه هذه عائدة إلى كونها في متناول الجميع. وتؤكد “المهم هو القدرة على توفير الطعام لها. قد لا نقدر على تقديم ما يقدمه الأثرياء لها لكن هذا ليس بالأمر المهم”.
ويقول إيدي نوبل المسؤول في نادي “ميترو مانيلا” لمربي الحمام الذي يضم نحو ألف عضو، السبب الأول لشعبية هذه السباقات هو الافتتان “بموهبة هذه الطيور الهائلة في التعرف على طريقها”.
وهي موهبة لم يقدر العلم بعد على تفسيرها بشكل ملموس لكنه قد يكون مرتبطا بتلقف هذه الطيور لحقول الأرض المغناطيسية وقدرتها على الاستفادة منها لمعرفة وجهتها.
ويشكل الكسب المادي أيضا حافزا لبعض مالكي هذه الطيور. ويوضح نوبل “إن إمكانية المراهنة عبر الإنترنت تدخل في الاعتبار أيضا”. وخلال سباق ماك آرثر تخضع هذه الطيور لاختبار قاس.
ويوضح ويلسون تشوا مدير هذا السباق الذي يقام أواخر مارس وينطلق من ماك آرثر على جزيرة لييتي في وسط الفلبين وينتهي في ضاحية مانيلا “في أفضل الحالات تكمل 10 بالمئة من الطيور المشاركة” في السباق.
ويضيف “نعتبر أن 50 إلى 70 بالمئة من الطيور تقع في الشباك أو تقتل أو تقع ضحية حيوانات قانصة”.
ولتجنب أن ينصب التجار غير الشرعيين شباكهم يبقى موعد انطلاق السباق سريا لأطول مدة ممكنة على ما يوضح ليم. وقد انطلق السباق هذه السنة في 30 مارس.
وتنفق غالبية الحمام جراء التعب المرتبط بالحر في الفلبين أو تنفق في البحر أو جراء العواصف.
وتقطع أسرع هذه الطيور مسافة السباق في حوالي عشر ساعات، وما إن يعود الطير إلى الديار سالما، على صاحبه أن يأخذ الشيفرة الموضوعة على إحدى قوائمه والاتصال بالمنظمين الذين يمكنهم عندها أن يضعوا التصنيف النهائي.
وتقول آشلي فرنو من جمعية “بيتا” للدفاع عن الحيوانات إن أكثر الضحايا تقع خلال ثلاثة أجزاء من السباق فوق البحر.
وتضيف “ما من جانب رياضي أبدا في إرغام طيور على المجازفة بحياتها والنفوق أحيانا لكي يفوز الشخص بجائزة ولقب وبالمال”. وتفيد بأن طيور الحمام لتجنب الهواء، تحلق بالقرب من سطح مياه البحر فتجرف الأمواج الكثير منها.
ويؤكد مربو الحمام أنهم لا يستهترون بالمخاطر المحدقة بالطيور مشددين على أن وطأة انتظار عودتها لا تطاق في غالب الأحيان.
وتقول سان خوسيه “قد تستغرق العودة أحيانا بضعة أيام لكنها تعود إلا في حال وقعت في الشباك. وقد اختبرت هذا الأمر شخصيا إذ إن طيري حمام من التي أطلقتها في سباق ماك آرثر الأخير لم يعودا”.


www.deyaralnagab.com