الرقص جريمة تهدد حياة الفنانات على المسرح في البصرة !!
20.02.2019
تواجه الفنانات العراقيات بالفرقة الوطنية للفنون الشعبية في البصرة تحديات كبرى يغلب عليها الخوف من الموت كل لحظة على المسرح خلال عروض الفرقة التي يحاول أعضاؤها المحافظة على الفتيات بالاقتصار على تقديم لوحات ذكورية راقصة فقط أمام الجمهور البصري.
البصرة (العراق) - تشعر الفنانة العراقية نور صدقي في كل مرة تؤدي فيها عرضا على المسرح في مدينتها البصرة (أقصى جنوب العراق)، أنه قد يكون العرض الأخير لها.
وأوضحت الفنانة البالغة من العمر 28 عاما، وهي عضو بالفرقة الوطنية للفنون الشعبية في البصرة، أن السبب في ذلك عائد إلى بيئة العمل غير المواتية جنوب العراق لعدم احترام وفهم الفن.
ويأتي الفن والثقافة في المدينة التي تتصدر العشائر والطوائف الدينية المشهد فيها، في الدرجة الثانية.
وأكدت صدقي، وهي تتدرب مع فرقتها المؤلفة من 14 عضوا في قاعة عتبة بن غزوان، مسرح محلي عادة ما تؤدي فيه الفرقة عروضها التجريبية، أنه “ليس في مقدور كل فنانة اعتلاء المسرح وتأدية هذه الحركات، لأننا هنا بالبصرة نفتقد لهذه الثقافة، في المقابل لدينا عشائر أكثر، لا تحترم مثل هذه الفنون وعلى رأسها الرقص، وتعتبرها من المنبوذات، ولهذا السبب لا نستطيع العمل”.
وتأسست الفرقة عام 1976 وهي تابعة لوزارة الثقافة العراقية، وتقدم عروضها في أنحاء البلاد جالبة أنواعا مختلفة من الرقص والموسيقى للجمهور المحلي. كما أنها قدمت عروضا في الخارج، في كل من روسيا وفرنسا إضافة إلى بلدان عربية.
لكن مدرّب الفرقة خميس عباس قال إن الوقت الذي كان فيه الفن موضع تقدير ولى منذ زمن. وأضاف “كل العالم يراني عندما أشارك في العديد من العروض والمهرجانات، أشعر بفخر كبير، يخبو بمجرد أن أكون بالعراق حيث لا أحد يتقبل فكرة رقصي”.
ويحصل أعضاء الفرقة على رواتبهم من وزارة الثقافة، علما وأن الفرقة ضمت ذات يوم أعضاء أجانب لاسيما من روسيا وسوريا.
وكانت البصرة، التي تقع عند ملتقى نهري دجلة والفرات بالقرب من الخليج، على مدى قرون بوتقة تدمج العرب والفرس والأتراك والهنود واليونانيين الذين تركوا فيها بصمات ثقافية. ولكن، عقب الإطاحة بصدام حسين، هيمنت أحزاب محافظة يقودها شيعة على السلطة في البصرة، جالبة معها نمط حياة تهيمن عليه قيود دينية.
وأوضح عباس أن راقصات الفرقة لا يستطعن الآن المشاركة في العروض التي تقدم بالبصرة حاليا خوفا من تعرضهن للانتقاد أو الاعتداء.
وتابعت صدقي “حياتي مهددة يمكن في أي لحظة أن يأتوا إلى المسرح ويقومون بقتلي، لكننا إجمالا لا نفكر بالعواقب بقدر ما نفكر في أن ما نقوم به واجب علينا”.
لكن عندما تسافر الفرقة لتقديم عروض في بغداد أو في مدن أخرى أو بالخارج تشارك راقصاتها في العروض.
وأفاد عباس “لا نقدم الفتيات خلال عروضنا بالبصرة فقط نقدم الشبان، لأن البنات عزيزات علينا ويعز علينا تعريضهن لأي خطر، فهن قدمن وضحين كثيرا من أجل الفن، لذلك لابد من حمايتهن”.
وتابع “بمجرد أن نسافر إلى بغداد أو أي محافظات أخرى نسمح لهن بالمشاركة في العروض، لكن في البصرة لا، لأن نظرة البصريين للفن ليست جيدة بالمرة، فهم يصرون على أن الفنانة راقصة وكل ما تقوم به رقص لا فن"!!
www.deyaralnagab.com
|