"الفزعة الشعبية" مبادرة ارتجالية لمواجهة الكوارث في الأردن!!
14.11.2018
متخصصون يحثون الحكومة الأردنية على صياغة مقاربة تساعد أفراد المجتمع على أن يصبحوا جزءا من إدارة الأزمات والكوارث للحد من الخسائر البشرية والمادية.
عمان - استلهم الأردنيون من قيمهم حافزا لإنقاذ العشرات من الأرواح في فاجعتين شهدتهما البلاد مؤخرا بسبب موجة طقس سيء وسيول جارفة في العديد من المناطق المختلفة من البلاد.
وخلفت السيول ضحايا أغلبهم من الأطفال، في أسوأ الكوارث الطبيعية التي حلت بالبلاد منذ عقود.
ويتصاعد الإلحاح غداة موجة السيول الأخيرة، على صياغة مفهوم إدارة للأزمة يستوعبه المجتمع، الذي يلعب حسن تصرفه واستجابته الواعية دورا مفصليا في خفض الكلفة البشرية والمادية خلال الأزمات والطوارئ.
وحث متخصصون الحكومة وأجهزة الدولة، خلال تصريحاتهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، على صياغة مقاربة وتصور يتم تعميمهما في المجتمعات المحلية، ليصبحا جزءا من إدارة الأزمات والكوارث، للحد من الخسائر البشرية والمادية، إذ تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن “90 بالمئة من الأرواح يجري إنقاذها في حالات الطوارئ بفضل أشخاص عاديين”.ويرى الكاتب الصحافي أحمد أبوخليل أن هبّة المواطنين لمساعدة وإنقاذ المتضررين من الحوادث والكوارث والفواجع تكون قبل وصول أجهزة الإنقاذ الرسمية التي تمتلك الأدوات اللازمة للإنقاذ والمساعدة على مواجهة الأزمات.وأضاف “أن الأردنيين عندما واجهوا كوارث أكبر من التي حصلت مؤخرا، أبدوا قدرا من التماسك للحفاظ على وطنهم”.
رئيسة قسم العلوم التربوية بجامعة البترا أسيل الشوارب، تعتقد أن إنشاء وحدة تعليمية في رياض الأطفال بعنوان “صحتي وسلامتي” لم يكن عبثا، بل بهدف تعليم الأطفال مبادئ الرعاية الصحية والتعرف على أهم القواعد العامة للمحافظة على الصحة واستخدام الأدوات بطريقة آمنة والوقاية من أسباب الأخطار بشكل عام.
90 بالمئة من الأرواح يجري إنقاذها في حالات الطوارئ بفضل أشخاص عاديين”.90 بالمئة من الأرواح يجري إنقاذها في حالات الطوارئ بفضل أشخاص عاديين
ودعت الشوارب إلى تعليم التلاميذ والطلبة بعض مهارات للبقاء على قيد الحياة حسب المرحلة العمرية، مثل تعلم كيفية التعامل مع الطوارئ وإطفاء الحرائق أو الإخلاء من أماكن الخطر، كما أنه من الضروري تعلم مهارات الإسعافات الأولية وتدريب الطلاب عليها ووجود إرشادات حقيقية للتعامل مع الأزمات الطارئة التي قد تحدث لهم في المدرسة.
أستاذ قسم الهندسة الصناعية في الجامعة الهاشمية هشام المومني، يرى أن “تحسن نظم الإنذار المبكر وقدرة المجتمعات المحلية على التكيف يحدان من آثار الكوارث بشكل كبير”.
وقال “غالبا ما يملك السكان معارف ومهارات وأساليب للبقاء كفيلة بمساعدتهم على النهوض من عثرتهم”. مضيفا أنه “من المهم للغاية أن يكون المجتمع جزءا من عملية إدارة الكوارث، إذ أن نجاح إدارة الكوارث (الفيضانات مثلا) يعتمد على وجود استجابة شعبية لأن المجتمع يعرف نفسه وبيئته بشكل أفضل”.
وأشار المومني إلى أن إسهام المتطوعين من المجتمع في حالات الكوارث أساسي، وله أثر كبير في تخفيف أثرها وحدتها، مما يقلل من عبء العمل على الأجهزة الرسمية التي تقدم المساعدة. وشدد على أهمية وجود أنظمة لإدارة الكوارث المجتمعية للحد من مخاطرها، على أن تكون صممت شعبيا لتشمل التدخلات، والتدابير، والأنشطة والمشاريع والبرامج للحدّ من مخاطر الكوارث، وتقوم على احتياجاتهم وقدراتهم، ذلك أن سرعة الاستجابة أثناء وقوع الكارثة باتباع إجراءات الطوارئ تحدّ من الضعف وتزيد من قدرات المجموعات والمجتمعات الضعيفة على التعامل مع الخسائر أو الأضرار في الأرواح والممتلكات. وقال “إن التجارب أثبتت أن أفراد المجتمع المسلح بالوعي والمعرفة العلمية، والمدرّب على منهجية الفعل الإيجابي بتخطيط مسبق، هو الأقدر على دعم أجهزة الإنقاذ الرسمية أثناء وقوع الكارثة على عكس ردة الفعل السلبية المبنية على الجهل والخوف وما يسمى الفزعة”.
وبين أنه يمكن تفعيل دور المجتمع المحلي في عمليات الإنقاذ بعد تحديد المناطق الأكثر عرضة للكوارث وكيفية التصدي لها من خلال تعزيز التدخل المسبق قبل الکوارث، وذلك بتحديد أماكن الأخطار المحتملة.
ورأى أن تشكيل لجان محلية متخصصة ذات إدارة مركزية لتنظيم برامج الخدمة التطوعية يساعد في تسريع الاستجابة والتنسيق مع الأجهزة المتخصصة وإسناد خطط الطوارئ مبكرا والتنسيق بين المتطوعين والأجهزة المختصة.
رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية إسماعيل الزيود، يرى أن إشاعة ثقافة التطوع تدعم عمل المؤسسات الرسمية، إضافة إلى التحديد المسبق للمناطق الخطرة التي تشهد عادة أمطارا غزيرة وسيولا جارفة، الأمر الذي يستدعي وجود مراكز للدفاع المدني بالقرب من هذه المناطق.
www.deyaralnagab.com
|