خريف تونس أحمر بلون فاكهة الجنة!!
31.10.2018
*ككل خريف، ينتشر على طول الطرقات المؤدية إلى المحافظات التونسية في الشمال الغربي والوسط والجنوب باعة الرمان. إنه موسم جني الرمان الذي يلون خريف تونس بلون أحمر كل عام.
قابس (تونس)- تحتفل مدن تونسية هذه الأيام بذروة موسم جني محاصيل فاكهة الرمان التي يطلق عليها اسم “فاكهة الجنة”. وتعيش مدينة تستور من محافظة باجة (شمال غرب) هذه الأيام على وقع مهرجان الرمان في دورته الثالثة. وقد حوّل المهرجان المدينة إلى وجهة مصدّرة للرمان.
وقبل أيام اُختتم مهرجان كتانة للرمان في محافظة قابس. وأقامت منطقة كتّانة من محافظة قابس -جنوب شرقي تونس، وعلى بعد نحو 500 كيلومتر عن تونس العاصمة- مهرجاناً للرّمان، عاشت خلالة عرسها السنوي.
وتجاوزت شهرة هذا المهرجان تلك القرية الصغيرة، لتبلغ أغلب الجهات التونسية، حيث تحضر أعداد كبيرة من الزائرين، للتزوّد برمان كتّانة الشّهيّ، ولمشاهدة العروض الرائعة، ذات العلاقة بتراث الجهة الريفي. يتجاوز أعداد أشجار الرمان فى تونس الـ5 ملايين شجرة موزعة على العديد من المناطق من الشمال إلى الجنوب.
وتتميز مدينة تستور الواقعة في محافظة باجة والتي هاجر إليها الأندلسيون قبل قرون بمسجدها ذي العمارة الأندلسية المميزة ومبانيها التي تمتزج فيها البصمات الإسبانية بالبصمات المحلية، والمعروفة بأراضيها الزراعية الخصبة الملائمة لإنتاج فاكهة الرمان.
وعلى مساحة 1100 هكتار تمتد ضيعات الرمان في مدينة تستور التي تبعد حوالي 70 كيلومترًا عن العاصمة التونسية. وتنتج تستور سنويا نحو 13 ألف طن وتأتي في المرتبة الثانية. وتعتبر محافظة قابس أول منتج للرمان في تونس بمعدل 30 ألف طن سنوياً أي حوالي 35 بالمئة من إجمالي إنتاج البلاد.
كما تحتل قابس المرتبة الأولى في غراسته من حيث مساحة الأراضي المغروسة، 3000 هكتار، أي تقريبا ربع المساحة الجملية وتنتج 25 ألف طن، تليها من حيث المساحة محافظة القيروان بـ2000 هكتار وتنتج 9.6 آلاف طن. وتبلغ المساحة الجملية لغراسة الرمّان في تونس 12.600 هكتار، تنتج ما بين 75 ألفا إلى 85 ألف طن سنويا.
تونس من أهم منتجي الرمان في العالمتونس من أهم منتجي الرمان في العالم
وتعـود غراسة الرمّان في تونس إلى العهد الفينيقي ويتمّ جني الرمّان عادة انطلاقا من منتصف سبتمبر. وهناك عدّة أصناف مـن الرمّان تتجاوز عشرين صنفا وهي كلّها أصناف محليّة وأشهرها “الزهري” الذي يوجد تقليديا بالوسط والشمال الشرقي وكذلك بتستور، و”القابسي” الذي هو صنف يتوفّر بكثرة في الجنوب التونسي، و”القلعي” الذي يوجد خاصّة في منطقة الساحل، وأيضا “الشلفي” وهو صنف متوفّر في الشمال الشرقي وفي منطقة تستور، و”التونسي” الذي يوجد خاصّة في منطقة تستور وجهة الجنوب الغربي، و”الجبالي”، وهو صنف موجود بكثرة في الشمال الشرقي.
ويوجد في العالم أكثر من 1100 نوع من الرمان. وللحصول على إنتاج جيّد من الرّمان، يجب أن يتم ريّه بصفة منتظمة، من بداية ظهور الأوراق إلى نضج الثمار، أي من بداية شهر مارس إلى شهر أكتوبر، مع تكثيف الريّ في شهر يوليو. ويجب أن يكون ريّ الرّمان بصفة منتظمة لتفادي تشقّق الثمار.
ويقع ترويج الرمان بين سبتمبر وفبراير ويمكن خزنه في درجات حرارة عادية لمدة 3 أسابيع. ويعتبر الرمان من الفواكه المُفضّلة للكثير من الناس، لما له من طعم رائع، وشكل مغر، كما يمكن تناوله بطرق مختلفة، لكن فوائده تتعدى مجرد شكله و طعمه الرائعين، فهو يُستخدم في الطب البديل لعلاج الكثير من الأمراض منذ سنوات.
تحتوي بذور الرمّان على مواد مضادة للأكسدة، وتحمي جدار الشرايين من المواد الضارة، كما تمنع أكسدة الكوليسترول، وبالتالي تقي من تصلّب الشرايين. يحتوي الرمان على مواد تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، ومواد تقلل من الكوليسترول والدهون أيضاً مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ووجدت بعض الدراسات أن عصير الرمّان يساعد على القضاء على الخلايا السرطانية والوقاية من أنواع مختلفة من السرطان، كـسرطان الثدي والرئة.
ومن فوائد الرمان أيضا أنه يعزّز عملية الهضم لاحتوائه على الألياف الغذائية، لذلك تناول الرمّان يومياً من شأنه أن يحسّن صحة الجهاز الهضمي. جنت تونس عائدات بقيمة 3.8 ملايين دينار (1.4 مليون دولار) من تصدير الرمان منذ بداية موسم التصدير أواخر سبتمبر الماضي وسط توقعات بإنتاج 85 ألف طن من هذه المادة هذا العام.
وأشارت بيانات نشرتها وزارة الفلاحة إلى أن محصول موسم 2018-2019 شهد تحسنا طفيفا، علما وأن 25 ألف طن ستنتجها محافظة قابس. وصدّرت تونس زهاء 2648 طنا إلى السوق الليبية.
هناك عدّة أصناف مـن الرمّان تتجاوز عشرين صنفا وهي كلّها أصناف محليّةهناك عدّة أصناف مـن الرمّان تتجاوز عشرين صنفا وهي كلّها أصناف محليّة
وعلى الرغم من أن تونس من أهم منتجي الرمان في العالم، إلا أن صادراتها منه متواضعة مقارنة بدول رائدة في تصديره مثل إسبانيا وتركيا وحتى إسرائيل. وأنتجت تونس العام الماضي 83 ألف طن، وفق إحصائيات وزارة الزراعة، بعضها صُدّر بالأساس إلى السوق الليبية والبلدان الأوروبية، أما أغلب المنتوج فتم تسويقه داخل تونس للاستهلاك المحلي.
وفي 2014 صدرت تونس نحو 2300 طن من الرمان مقابل نحو 4500 طن في 2015 وفق وزارة الفلاحة. وتتطور مبيعات الرمان في دول أوروبية بفضل سمعة هذه الفاكهة الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة.
وتعدّ تركيا وإسبانيا من أهمّ الدول المنافسة لتونس في الأسواق الخليجية والأوروبية، في حين يبقى تصدير الرّمان التونسي مرتبطا أكثر بالسوق الليبية رغم تقلّباتها، نتيجة الأوضاع الأمنية الصّعبة في هذا البلد.
وكان مدير إدارة الأشجار المثمرة والزراعات الورقية في الإدارة العامة للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة لطفي بن محمد، أكد أن 4 منتوجات تونسية ستدخل قريبا إلى قائمة المنتوجات الحاصلة على علامة الانتماء الجغرافي “أي.جي” مما يرفع عدد هذه المنتوجات في تونس إلى 18 منتجا.
وبيّن بن محمد، أن قائمة المنتوجات الجديدة تضم كلا من دقلة نور نفزاوة ورمان قابس وزيت المصطكي (العناب) بمقعد وعسل جبال خمير (شمال غرب البلاد التونسية). وتعرف المنظمة العالمية للملكية الفكرية علامة الانتماء الجغرافي “أي.جي” بأنها تمثل علامة للمنتوج الذي له موقع جغرافي واضح ويمتلك جودة واسما وخصائص أساسية تعود إلى أصله الجغرافي.
ولفت بن محمد خلال ندوة حول علامة الانتماء الجغرافي إلى وجود زهاء 10 آلاف منتوج في العالم يحمل هذه العلامة. ويوجد في تونس 415 منتوجا يتوفر على إمكانيات للحصول على هذه العلامة الجغرافية من بينها 220 منتوجا قادرا على نيل العلامة بشكل حيني.
www.deyaralnagab.com
|