البتراء مدينة تبوح بأسرارها الوردية لعشاق العجائب السبع !!
11.07.2018
عمّان - لم يُسعف اختيار البتراء إحدى عجائب الدنيا السبع، في حيازتها موقعا متقدما على خارطة السياحة المحلية والدولية، وهو ما تعكسه الأرقام الرسمية التي تظهر مدّا وجزرا في المعطى السياحي، الذي يشكل 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
ففي الذكرى الحادية عشرة لتتويجها عجيبة، تبدو المدينة الوردية اليوم في انتظار ترويج مختلف يليق بمكانتها ويرفع إسهامها في الدخل السياحي بالأردن.
يقول رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء فلاح العموش لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن سمة تدفق السياحة إلى البتراء منذ العام 2007 كانت متفاوتة بين ارتفاع وانخفاض، وهو ما يرتبط إلى حدّ بعيد بالأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تلعب دورا مهما في تنشيط السياحة، مبينا أن المدينة الوردية شهدت في العامين الأخيرين زيادة في أعداد السياح، إذ ارتفع عدد الزائرين للمدينة 60 ألفا في العام الماضي، فيما شهد النصف الأول من العام الحالي زيادة بنحو 50 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتوقع العموش أن يشهد الموسم الحالي، حركة سياحية نشيطة حسب الحجوزات الأولية في فنادق البتراء.
وبمناسبة الذكرى الـ11 لاختيارها إحدى عجائب الدنيا السبع، تحوّل ليل البتراء نهارا بآلاف الشموع التي بددت ظلمة ليل مدينة الأنباط، التي لم يختلف عدد زائريها في يوم الاحتفال عن سواه. وقد زار 2100 سائح المدينة الأثرية التي أضيئت ممراتها بـ15 ألف شمعة.
ودعا العموش الأردنيين إلى زيارة البتراء، لافتا إلى أن السلطة تنفذ حاليا مشاريع استثمارية في الإقليم لتعزيز تنافسية المدينة في السياحية العالمية.
وتتميز بطبيعة معمارها المنحوت في الصخر الوردي الذي يحتوي على مزيج من الفنون المعمارية القديمة التي تنتمي إلى حضارات متنوعة وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون.
وكانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي دامت في ما بين 400 ق.م وحتى 106م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربا وحتى صحراء بلاد الشام شرقا.
أوابد نبطية تحتاج إلى الترويج السياحي أوابد نبطية تحتاج إلى الترويج السياحي
وعلى مقربة من المدينة يوجد جبل هارون الذي يعتقد أنه يضم قبر النبي هارون والينابيع السبعة التي تفجرت حين ضرب موسى بعصاه الصخر.
ومن شمال دمشق وحتى البحر الأحمر جنوبا شكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية اقتصادية كبيرة، فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والأواني الزجاجية من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي.
ومن أهم الرسومات التي اشتهرت بها البتراء كانت الليثوغرافيا، التي رسمها ديفيد روبرتس للبتراء ومنطقة وادي موسى أثناء زيارته عام 1839 والتي تجاوز عددها عشرين لوحة ليثوغرافية وقد طبع العديد منها مما أعطى البتراء شهرة عالمية.
وأطلق اللسان الأردني على الأوابد النبطية في المدينة المدهشة، أوصافا ومسميات من بينها، “المدينة الوردية” و”السلع” و”مدينة الأنباط”، وقد أُدرجت على لائحة التراث العالمي لدى اليونيسكو في العام 1985 لتبدأ مشوارها العالمي، الذي توّج في العام 2007 بصفتها إحدى عجائب الدنيا السبع، غداة تنافس مع 21 موقعا عالميا مميزا، لتحجز الموقع الثاني على قائمة اختيار المقترعين في المنافسة تلك.
رسميا، سجل العدد الإجمالي للسياح القادمين إلى الأردن خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي بنسبة 14.3 بالمئة وفقا لأرقام وزارة السياحة والآثار.
وبلغ إجمالي عدد السياح القادمين إلى المملكة خلال الربع الأول من العام الحالي 1.135 مليون سائح مقارنة مع 993 ألف سائح خلال العام الماضي.
ووفقا للإحصائية، فإن معظم المواقع الأثرية والسياحية في المملكة شهدت ارتفاعا ملموسا لأعداد الزوار، وقد ارتفع عدد زوار مدينه البتراء خلال الربع الأول بنسبة 47.2 بالمئة.
وكانت وزيرة السياحة والآثار لينا عناب قد أوضحت أن القطاع السياحي الأردني حقق العديد من المؤشرات الإيجابية والمشجعة خلال العام 2017 مقارنة مع 2016، وذلك نتيجة لمجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة وهيئة تنشيط السياحة، لتنشيط حركة السياحة المحلية والوافدة.
www.deyaralnagab.com
|