«زامور قلقيلية» الفلسطينية: مدفع رمضان الغائب!!
25.05.2018
قلقيلية (فلسطين) – من قيس أبو سمرة: يفطر ويمسك الصائمون في مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة، دون غيرها على صوت زامور، يعود تاريخه إلى أربعينيات القرن الماضي، حتى بات جزءا من تراث ارتبط بشهر الصيام.
وتزامنا مع صوت آذان المغرب وآذان الفجر، يطلق موظف تابع لبلدية قلقيلية الزامور معلنا موعدي الإفطار والإمساك. ويقول السكان إن «الزامور» مرتبط بشهر الصيام، يفرح لصوته الصغار والكبار، وبات تراثا، ويسد مكان مدفع رمضان.
و«الزامور»، عبارة عن جهاز الكتروني، مزود بمكبرات صوت كبيرة، موجهة في كافة الاتجاهات.
مفتي قلقيلية السابق، الشيخ صلاح صبري يقول إن «الزامور» تراث يعود تاريخه لما قبل الاحتلال الإسرائيلي، حتى بات جزءا من تراث المدينة.
وعن حكاية الزامور، يقول: «في أربعينيات القرن الماضي كان عدد سكان قلقيلية نحو 5 آلاف نسمة، وكانت تتبع قضاء نابلس قبل الاحتلال الإسرائيلي، وحينها توافقت عائلات على شراء الزامور لإعلان موعد الإفطار والإمساك عن الطعام وقت السحور».
وأَضاف:«الزامور القديم كان يعمل يدويا، ووضع في بداية الأمر وسط البلدة (كانت بلدة في حينه) على سطح مسجد السوق، ثم نقل لسطح مبنى البلدية ومن ثم نقل على مئذنة مسجد آخر، حتى استقر به الأمر اليوم في مشروع الكهرباء التابع لبلدية قلقيلية».
وتابع:«استخدم الزامور لتنبيه الثوار للدفاع عن البلدات المجاورة من هجمات العصابات الصهيونية عام 1948».
وقلقيلية، مدينة تقع على الحدود بين الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948.
وأشار «صبري» إلى أن الزامور كان يعمل بمثابة «مدفع رمضان». وتطور الزامور في قلقيلية من العمل يدويا إلى الكهربائي المزوّد بمكبرات صوت من شأنه أن يُسمع كل سكان المدينة، التي باتت محافظة منذ قدوم السلطة الفلسطينية وتسلمها للمدينة. وأِشار المفتي السابق إلى أن «الأطفال يحتفلون بالزامور وأنشدوا له».
ومن الأناشيد التي رددها أطفال قلقيلية «زمرها يا أبو ياسين بدنا نوكل جوعانين»، في إشارة للموظف المختص بتشغيل الزامور.
وبين «صبري» أن الهدف الأساسي للزامور منذ يومه الأول الإبلاغ عن موعدي الإفطار والإمساك، ورغم التطور ووصول صوت الأذان لكل السكان، إلا أن أهالي المدينة يرفضون التخلي عن «الزامور» باعتباره جزءا من تراث المدينة.
وتقع مدينة قلقيلية في شمالي الضفة الغربية، وهي المدينة الوحيدة التي يحيط بها جدار الفصل الإسرائيلي، ويخنقها ببوابات يتحكم بها متى يشاء.
ويسكن المدينة نحو 51 ألف نسمة، يعملون في الوظائف الحكومية والزراعة والتجارة.
ويحيط بالمدينة عدد من المستوطنات الإسرائيلية، يسعى ساكنوها لوأد «الزامور» بحجة الإزعاج تارة، وبحجة أن صوته يشبه إلى حد كبير صوت صفارات الإنذار في الحروب، حسب رئيس بلدية قلقيلية هاشم المصري.
وقال «المصري»، إن السلطات الإسرائيلية طلبت غير مرة عدم استخدام الزامور، بحجة الإزعاج، وبحجة أن صوته يشبه صفارات الإنذار.
وأضاف «رفضنا الطلبات الإسرائيلية المتكررة، فالزامور جزء من تراث المدينة المرتبط بشهر رمضان المبارك».
وبين أن الزامور أُسكِت لمرة واحدة في شهر رمضان منذ العام 1967، إبان حرب الخليج عام 1991، حيث قصف الجيش العراقي في حينه المدن الإسرائيلية بالصواريخ.
وأشار إلى أن الاحتلال هدد في حينه بمصادرته حيث كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن نظام الطوارئ في الأراضي الفلسطينية.
وقال رئيس البلدية: «لرمضان أجواء خاصة في كل مدينة، وفي قلقيلية أجواء خاصة بها تنفرد عن باقي مدن الضفة الغربية، مشيرا إلى أن «الزامور» يستخدم فقط في قلقيلية.
ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967 يمنع الفلسطينيين من إطلاق مدفع رمضان، الذي كان يعمل في عدد من المدن الكبيرة كنابلس (شـمال)، والخليل (جـنوب(!!
www.deyaralnagab.com
|