أهالي المدينة المنوّرة يتشبثون بعادات الأجداد في إفطار الصائمين!!
23.05.2018
المدينة المنورة– يقضي أهالي المدينة المنوّرة (غرب المملكة العربية السعودية) ساعات يوميا في إعداد موائد الطعام قبيل غروب شمس أيام شهر رمضان، ضمن عادات خاصة بشهر الصوم عنوانها التنافس على إطعام الصائمين عند الإفطار.
وفي هذه العادات المتوارثة منذ أجيال بالمدينة الملقبة من قبل المسلمين بـ”طيبة الطيبة”، يتوجه جميع الذكور كبارا وصغارا بعد صلاة العصر إلى ساحات المسجد النبوي لإعداد هذه الموائد الرمضانية، وتحضير الأكلات التقليدية لتقديمها مع رفع الأذان عند غروب الشمس.
وقال رضا زيتوني، صانع أكلات شعبية “أهل المدينة، بكبيرهم وصغيرهم، يتوجهون نحو الحرم المدني. سكان الأحياء يتجمّعون ويفرشون موائدهم (…) وبعض الموائد يتجاوز عمرها المئة عام”.
وأضاف زيتوني (51 عاما) أنه “مشهد يجعل كل مسلم يفرح بما يراه، وهذا الأمر ليس بجديد على أهل المدينة”.
ويزور المدينة المنورة الملايين من المسلمين الآتين من أصقاع الأرض، ومنهم من يستقر فيها فينقل معه تراثه وأكلات موطنه، لتمتزج مع الأكلات التقليدية في المدينة.
تحرص العائلات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية على إحياء عادات الأجداد والآباء في التنافس على إفطار الصائمين الوافدين من كافة أنحاء العالم للاعتمار خلال شهر رمضان
وأبرز ما يقدم للصائمين حساء الحب، والتمر المديني، و”السمبوسة” المقلية، والأرز مع اللحم أو الدجاج ضمن نكهات مختلفة تسمى بـ”الكابلي”، و”السليق”، و”البخاري”.
وأظهر تقرير مصور نشرته صحيفة “اليوم” المحلية، عددا من الأسر في المدينة المنورة، من التي واظبت خلال سنوات طويلة على تقديم الإفطار لزوار المسجد النبوي (أحد أكبر المساجد في العالم وثاني أقدس موقع في الإسلام بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة)، متناقلة هذه العادة من جيل إلى آخر.
ووفقا لما ورد بالصحيفة، قال أحد المواطنين ويدعى سالم بن عاطف إنه يخدم مع أسرته في إفطار الصائمين بالمسجد النبوي منذ 20 عاما، ولا يقتصر ذلك على شهر رمضان فقط، بل يقدمون وجبات الإفطار للصائمين في أيام الاثنين والخميس، والأيام البيض، والعشر من ذي الحجة.
وأوضح المواطن بدر الشيخ، أنه أخذ عادة تقديم الإفطار للصائمين في المسجد النبوي من آبائه وأجداده، وسيرثها أبناؤه من بعده، معبرا عن اعتزازه بالخدمة التي يقدمونها لزوار المسجد النبوي في الشهر الفضيل.
ويشهد الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة ازدحاما كبيرا في هذه الأيام، حيث يتسابق المسلمون من مختلف أنحاء العالم لتأدية عمرة شهر رمضان المبارك، ليحوزوا ثوابها الكبير، ويعكف معظمهم في الحرمين أغلب أوقات اليوم، ليحضروا الصلوات الخمس في مواعيدها، ولئلا تفوتهم صلاتا القيام والتهجد.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة مكة المكرمة تشهد أيضا حركة مستمرة لا تنقطع للآلاف من العمال والمتطوعين الذين انتشروا استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن من المعتمرين والزوار. وتمتد موائد الإفطار طوال الشهر الفضيل والتي تُعرف بأكبر مائدة رمضانية في العالم، حيث يتناول الإفطار في المسجد الحرام يوميا قرابة نصف مليون مصل ومعتمر، ويرتفع هذا العدد يومي الخميس والجمعة.
وتساهم المؤسسات الخيرية والعائلات المكية في تجهيز موائد الإفطار التي تمتد داخل وخارج أروقة الحرم المكي، بل وتمتد إلى الشوارع المتفرعة.
ومن المعروف أن موائد الرحمن تنتشر في مكة المكرمة بكثرة، وتتحول إلى مزيج ثقافي رائع، وتجمع الصائمين من مختلف الجنسيات والأعراق.
www.deyaralnagab.com
|