logo
1 2 3 41134
البشر يخططون لهجرة الأرض بعد أن تستحيل الحياة عليها!!
23.01.2018

كوكب الأرض الذي احتضن البشر خلال الملايين من السنين أصبح مهددا بالفناء لأسباب عديدة ذكرها العلماء، من بينها على سبيل المثال اصطدامه بنيزك كبير، إضافة إلى استهلاك الإنسان موارد الأرض، هذا إلى جانب التوقعات بالتغيّرات المناخية وعوامل البيئة واختلاف الطقس على سطح الأرض. كل هذه العوامل جعلت العلماء يبحثون عن كوكب يعيش فيه الإنسان بحيث يتشابه مع الأرض في سماته ومقوماته، ووجدوا أن كوكب المريخ يمكن أن يكون الحلم الأقرب بعد أن نزلت مركبة “روفيرز” على سطحه وأثبتت وجود مياه متجمدة فيه.
ليمريك (أيرلندا) - في المستقبل دون تحديد عدد السنوات المتبقية على ذلك، سيطير الإنسان إلى كوكب المريخ ليعيش ويعمل ويحب ويتزوج ويعزف الموسيقى، ليس فيلما من الخيال العلمي، بل هو سعي حقيقي يعمل عليه الباحثون لتصبح الحياة هناك ممكنة على الرغم من الصعوبات التي مازالت مطروحة.
من خلال هذه البحوث الجديدة طوّر علماء النبات بذورا خاصة لأنواع من الخضار بإمكانها النمو في ظروف تربة كوكب المريخ، بعد أن أكد العلماء وجود الماء هناك، والماء هو أساس الحياة، لكنه لا يكفي لإقامة البشر على الكوكب الأحمر وتخفيف العبء على أرض تئن من الاكتظاظ البشري والتلوث.
على سطح كوكب المريخ لا يوجد غاز الأوكسجين الذي يحتاجه الإنسان للحياة، فإذا نزع الإنسان هناك قناع الأوكسجين، سيموت خلال بضعة دقائق، كما أنه عمليا ليس هناك ضغط للهواء، فالغلاف الجوي رقيق، والجو أبرد من القطب الجنوبي في الأرض، إضافة إلى كميات الإشعاع المتدفق من الفضاء باتجاه سطح المريخ، كما أن التربة سامة ولا يمكن استخدامها للزراعة قبل أن تمر بعمليات إزالة التلوث.
الفراولة المريخية للتحلية بعيدا عن الأرض
رغم كل هذه العوائق، لم يقف العلماء مكتوفي الأيدي، بل هم يكافحون باستمرار على فتح أبواب المستحيل الموصدة، فأصبحت مشكلة الأوكسجين سهلة الحل من خلال تطوير جهاز “موكسي” الذي يستطيع ضخ الأوكسجين في الغلاف الجوي بشكل دائم، وهو الأمر الذي ستجربه “ناسا” خلال مهمتها القادمة في المريخ عام 2020.
وهم يعملون أيضا كل حسب اختصاصه على توفير سبل الحياة بعيدا عن كوكب الأرض الذي قد يتوقف يوما عن توفير الطعام لسكانه، ويعتزم باحثون من جامعة ليمريك التكنولوجية إرسال بعض الخضروات التي تم زرعها خصيصا إلى القارة القطبية الجنوية، لإجراء المزيد من البحوث عليها في درجات الحرارة المنخفضة التي تشبه حرارة كوكب المريخ.
وستخضع بذور وشتلات البندورة والخيار والخس والسبانخ والفراولة “المريخية” لكل أنواع اختبارات التحمّل، لتحديد القصور في هذه البذور الجديدة.
وتتصف هذه الخضروات بالقدرة على النمو بأقل قدر ممكن من استهلاك المواد المغذية والطاقة، فهي لا تحتاج إلا إلى القليل من المياه، ولا تحتاج إلى تربة معينة، وتنمو أيضا في درجات حرارة منخفضة جدا.
إصرار العلماء على توفير بديل زراعي لكوكب الأرض يأتي من الفرضيات التي تتزايد كل يوم حول اختفاء كل الموارد الطبيعية في كوكبنا وعجزه المفترض على توفير الطعام لهذه المليارات من البشرية التي تتزايد يوميا.
سنة 2015 استطاع رواد الفضاء تناول أول خسة تمت زراعتها على متن محطة الفضاء الدولية
في سنة 2015 استطاع رواد الفضاء تناول أول خسة تمت زراعتها على متن محطة الفضاء الدولية والتي جعلت لذتها الأمر قريبا من تحقيق ما فعله مارك واتني، حين قام بالزراعة في تربة كوكب المريخ في فيلم المريخي “ذي مارتيان”.
تجربة الباحثين في جامعة ليمريك التكنولوجية لم تكن هي الأولى فقد سبقتها تجارب أخرى منها تلك التي استطاع من خلالها العلماء حصاد عشرة محاصيل من ضمنها الطماطم والبازلاء والجاودار (الجاودار نبات من عائلة القمح والشعير شبيه جدا بهما ويصنع منه الخبز وغذاء الحيوانات) في تربة تحاكي الظروف على كوكب المريخ.
العلماء أخذوا أحد مشاهد فيلم المريخي “ذي مارتيان” التي تُبين سهولة نمو الخضروات على سطح الكوكب الأحمر، وتحويله إلى تجربة عملية. وفي الفيلم استغل البطل خبراته في مجال الزراعة والنباتات، من أجل زراعة البطاطس في تربة المريخ.
باحثون في هولندا تمكنوا من محاكاة ما جاء في الفيلم بالفعل عبر زراعة بعض الخضروات في تربة مشابهة تماما لتربة كوكب المريخ، والتي قُدمت لهم من خلال وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وتهدف التجربة إلى معرفة كيفية النمو المحتملة للخضروات على سطح الكوكب الأحمر.
ويشير الباحثون إلى أن كمية المنتج التي حصلوا عليها تعني أن إمكانية إنشاء مستعمرة مريخية بات أمرا يمكن تحقيقه، لأن المستعمرين الأوائل سيتمكنون من زراعة ما يحتاجونه في تغذيتهم دون مشاكل كبيرة. هذا الأمر يقرب أحلام الكثير من العلماء الذين يتمنون إنشاء أول مستعمرة مريخية للبشر.
وعلى الرغم من أن التربة المماثلة لتربة المريخ أنتجت محاصيل بشكل أقل مما تنتجه التربة العادية لكوكب الأرض في كل التجارب، إلا أن الفرق لم يكن كبيرا، يقول ويجر ويملينك وهو باحث في جامعة ومركز أبحاث فانغنغن في هولندا، “إن الكتلة الحيوية الناتجة في التربة المحاكية لتربة المريخ، كانت أقل مما أنتجته تربة الأرض، ولكن هذا الفرق كان ثانويا ونتج عن أحد الأحواض التي لم تنمُ فيه النبتات كما يجب”. ويضيف، “كانت هذه مفاجأة حقيقية لنا، هذا يظهر إمكانيات جيدة للتربة المماثلة لتربة المريخ، إذا تمت تهيئتها وريّها بالشكل المناسب”.
وتمت زراعة هذه المحاصيل “المريخية” في بيت زجاجي ضمن نطاق الغلاف الجوي للكرة الأرضية، مع وجود ظروف رطوبة وإضاءة وحرارة ثابتة، ويوضح ويملينك هذا الأمر قائلا “نتوقع أن ينمو أول محصول على القمر أو المريخ في غرف تحت الأرض، وذلك لحماية النباتات من البيئة القاسية”.
ما يقوله واملينك يبين أن الطعام الذي يحتاجه الإنسان على سطح المريخ أصبح ممكنا، وعلى الرغم من مظهر المريخ الخارجي الجاف، إلا أنه يحتوي على كميات كبيرة من الماء، فتربته وحدها تتكون مما نسبته 60 بالمئة من المياه، إضافة إلى وجود طبقة ثلجية مباشرة تحت تربة المريخ وعدد من الأنهار الجليدية والمياه الباطنية، يجعل الكوكب الجديد مناسبا للبدء في إنشاء مستعمرات جديدة للإنسان، كما يمكن له زراعة طعامه من خلال تقنية الزراعة المائية، لكن هل ستجبر طبيعة كوكب المريخ الإنسان على عودته إلى نمط الحياة البدائية؟ سؤال قد تهزمه التكنولوجيا المتطورة التي تعتمد عليها الحياة في العالم الجديد!!


www.deyaralnagab.com