الأهوار العراقية مهددة بالخروج من لائحة اليونسكو!!
10.12.2016
الأهوار العراقية حضارة تعود جذورها إلى السومريين، وهو ما أثبتته العديد من الدراسات، ما جعل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) تدرجها ضمن لائحة التراث العالمي لعام 2016، غير أنها مهددة بالشطب من اللائحة بسبب إخلال الحكومة العراقية بتعهداتها.
بغداد - “الأهوار على لائحة التراث العالمي، لم تعد قصة حضارة منسية، لم تعد حلقة جافة بين الماضي السومري والحاضر العراقي”، هذا ما ظنه العراقيون وما أكدته منظمة اليونيسكو، في يوليو الماضي، وخلف فرحة وسط العراقيين، وكأنهم استردوا خمسة آلاف سنة من الحضارة، وهي عمر الأهوار العراقية.
غير أن رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، فرات التميمي، قال إن عدم تأمين تخصيصات مشروع إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي، البالغة خمسة مليارات دينار عراقي ( حوالي 6 ملايين دولار) سيجهض جميع الجهود.
وذكر التميمي “طالبنا بتخصيص خمسة مليارات دينار عراقي من أجل إنجاز ملف إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي، لكن لم يتم تخصيص هذا المبلغ في الموازنة”.
وقال إن “العراق أمام التزام دولي مع اليونيسكو وعدم توفير المبالغ سيخل بهذا الالتزام، ومن الممكن ان تخرج الأهوار لائحة من التراث العالمي في حال الإخلال بالالتزام”.
وصوت مجلس النواب في جلسته الاعتيادية، الأربعاء، على قانون الموازنة العامة لجمهورية العراق للسنة المالية 2017.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) قررت إدراج منطقة الأهوار الوسطى والأهوار الجنوبية، ومواقع أور وأريدو والوركاء، ضمن لائحة التراث العالمي لعام 2016.
والأهوار هي أكبر نظام بيئي لا مثيل له في الشرق الأوسط وغربي آسيا بمسطحاته المائية العذبة الممتدة على ثلاث محافظات عراقية جنوب العراق هي ميسان، ذي قار، والبصرة، بين نهري دجلة والفرات على مساحة تقدر بنحو 16 ألف كيلو متر مربع تفوق مساحة لبنان. وعلى مدى هذه المساحة، يؤمن هذا النظام البيئي الفريد الحياة لما يقارب 81 نوعا من الطيور، منها طائر الثرثار العراقي وطائر المغرد لقصب البصرة، وأبومنجل المقدس.
كما تعتبر محطة توقف مهمة للطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا، بالإضافة إلى أنواع نادرة من أسماك الماء العذب والحيوانات البرية والأبقار والجاموس.
ومن الطبيعي أن يوفر هذا التنوع البيئي أيضا الظروف الملائمة لمهنة أهل الأهوار الأساسية وهي زراعة العديد من المحاصيل، التي تحتاج ريّا غزيرا مثل الرز والتبغ والقصب البردي، الذي يبنون به بيوتهم كما بناها أجدادهم السومريون قبل خمسة آلاف عام.
وتتميز الأهوار بمنازلها المبنية من قصب البردي، التي تسبح وسط المياه وتحتوي على حياة متكاملة ويعتمد سكانها في غذائهم بصورة أساسية على الأسماك وتربية الجاموس.
ولا يأتي احتفاء العراقيين بهذا الإعلان من فراغ، فالأهوار حضارة تعود جذورها إلى السومريين، وهو ما أثبتته العديد من الدراسات.
وكان عدد سكان الأهوار يقدر بحوالي 400 ألف نسمة تقلص عددهم إلى 85 ألفا.
وتتعهد الأمم المتحدة بهذا الإعلان، وتشترك معها الدول الأعضاء، بالحماية والحفاظ على الأهوار للأجيال القادمة، فمنسوب الأهوار المائي سيبقى ثابتا وتحت الرقابة بموجب اتفاقات دولية. كما ستخصص أموال لمشاريع تنموية للسكان الأصليين وإعادة السكان المهاجرين، وتحويل الأهوار نفسها إلى موقع سياحي يقصده السياح من أنحاء العالم كافة، لكنها تبقى برغم كل ذلك، ملكا للدولة العراقية التي تقع ضمن حدودها.
www.deyaralnagab.com
|