نطاح الثيران في الفجيرة متعة كل الأجيال!!
18.04.2016
صراع الثيران، أو ما يعرف في بعض البلدان بـ”المناطحة”، يعد أحد أبرز اللعب التي يمارسها أهل الفجيرة منذ القدم وتوارثتها الأجيال المتتالية لتصبح تقليدا أسبوعيا يتنافس عليه مربو الثيران لتتويج الثور الأقوى، وهي لعبة شعبية تحظى بمتابعة الكثير من المواطنين والمقيمين والسياح، ولا تشبه صراع الثيران في أسبانيا.
الفجيرة (الإمارات)- على كورنيش إمارة الفجيرة تلتقي جماهير غفيرة من الإماراتيين والمقيمين والسياح عصر كل جمعة في حلبة مناطحة الثيران، حيث يقتاد المشاركون ثيرانهم ليقدموا المتعة للجمهور الذي يحضر للتشجيع ورؤية أقوى ثور في النزال الدائر.
وتقيم إمارة الفجيرة كل عام مهرجانا تشارك فيه أشرس الثيران بحضور جمهور غفير من محبي هذه اللعبة تحت عنوان “مهرجان مصارعة الثيران الشعبي”.
ويقول حمدان سلطان، أحد المسؤولين عن تنظيم الحدث الأسبوعي، “تقام مناطحة الثيران في الفجيرة كل جمعة وأحيانا تقام السبت بحسب الحضور وعدد الثيران الجاهزة”، مضيفا أن الأهالي يصرون على المحافظة على هذه المصارعة وعدم تضييعها وسط اللعب الكثيرة التي يمارسها الشباب.
ويبدأ تدريب الثيران على المصارعة مبكرا، حيث لا يتعدى عمر الواحد منها ستة أشهر، ثم تدخل الثيران حلبة المصارعة بمعدل أعمار يتراوح بين عامين وخمسة أعوام. ويتمّ تدريبها في البحر لشحذ طاقتها وقدرتها على التحمل حتّى لا تكلّ سريعا، ويقول أصحابها “إنّ التدريب في الماء يقوّي عضلات الصدر”.
وتخضع مصارعة الثيران للكثير من القوانين، حيث أن لها لجنة خاصة يرأسها شخص يسمى العقيد وتضم الحاجزين اللذين يشكلهما ثمانية أو تسعة أشخاص داخل الحلبة مهمتهم الفصل بين الثيران عند انتهاء الوقت المحدد للمصارعة وإعلان الفائز.
ومهمة لجنة التحكيم ليست فقط مراقبة المباراة بين الثورين وإنما توكل إليها أيضا مهمة اختيار الثورين المؤهلين للنزال والمقارنة بين إمكانياتهما، وكل ذلك يتم بحسب معايير دقيقة للغاية، اعتمادا على الفصيلة والوزن والحجم، إضافة إلى أخذ موافقة أصحاب الثيران على برنامج المناطحة وذلك لضمان الحياد.
وتُربط الثيران بشكل دائري حول الحلبة ويتم إدخال الثورين المتسابقين إلى أرض الحلبة، حيث يتقابلان بعد أن يتم إطلاق الحبل من يد الشخص المكلف بإدارة المباراة عند هجوم أحد الثورين باتجاه الخصم.
وفي اللقاء الساخن يتقدم كل من الثورين المدربين على الصراع والحركة السريعة باتجاه الآخر، فتشتبك قرونهما وتتدافع، وترتفع صيحات التشجيع من أصحاب الثيران والمشاهدين، ومع تراجع أو هروب أحد الثورين تتم حمايتهما بهدف عدم إيذاء أحدهما الآخر، حيث يستمر النزال بينهما إلى أن يجبر أحد الثورين على التراجع، حيث يركض الثور المهزوم بسرعة، جالبا الخيبة لنفسه ولصاحبه. ويقرر العقيد الذي يراقب المباراة إنهاءها عندما يتضح أن أحد الثورين قد فاز أو تعادلهما، ولا يسمح للثيران بإصابة بعضها البعض إصابة بالغة.
وهناك خلاف بشأن أصول هذه االلعبة ونشأتها، فالبعض يعتقد أنها نشأت منذ استأنس سكان الفجيرة القدامى تربية الثيران وسخروها لحراثة حقولهم وري مزارعهم، في حين يعتقد آخرون وجود صلة مباشرة بين مناطحة الثيران في الإمارات ومصارعة الثيران في أسبانيا والبرتغال، لكن نطاح الثيران في الفجيرة لا يشبه إلى حد كبير مصارعة الثيران في أسبانيا، حيث يلتقي في مناطحة الفجيرة ثوران في حين أن من الثوابت الأساسية للمصارعة الأسبانية تواجد ثور ومصارع.
ويقول أحد المتابعين للمناطحة بين الثيران في الفجيرة، إن أهم ما يميز هذه الرياضة أنها بسيطة وليست دموية، كما أنها مفتوحة لمن يريد أن يشاهد من الجمهور أو يشارك من أصحاب الثيران، خاصة أنها تتم في أجواء مليئة بالمنافسة الودية. وتغيب عن أجواء المصارعة التي تدور في الفجيرة أي جوائز مالية، حيث تظل الثيران استثمارا في حدّ ذاتها، إذ ترتفع قيمتها كلّما خرجت منتصرة من الصراع.
ويقول أحد المشاركين إنه لا يستهدف من وراء مشاركته جني المال، بل يجني في حال فوز ثوره شهرة وسمعة بالإضافة إلى ارتفاع قيمة الثور المالية، أما الثور المهزوم فيفقد في الغالب سعره، هذا عدا حالة الكره التي تنشب بين الثور المهزوم وصاحبه الذي يشعر بالألم جراء ما ألحق به ثوره من خزيّ أمام الجماهير .
ويقول سعيد السماحي، مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار “مصارعة الثيران من الفعاليات التي يحبها السياح والمواطنون، حيث أن ساحة الميدان الواقعة غرب كورنيش الفجيرة والتي تقام فيها الفعاليات تشهد ازدحاما شديدا كل جمعة بعد صلاة العصر من قبل السياح والزوار العرب والأجانب الذين يأتون من مختلف إمارات الدولة لرؤية هذا الحدث التراثي”.
www.deyaralnagab.com
|