logo
1 2 3 41135
لباس بحر إسلامي يغزو أوروبا وسط جدال ساخن!!
04.04.2016

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، يكون البحر قبلة أغلب الناس، للتمتع بمناظره الرائعة، والاسترخاء بعيدا عن ضغوط العمل والدراسة، وما ميز هذه السنوات الأخيرة هو إقبال العديد من المحجبات على السباحة، خاصة مع ظهور المايوه الإسلامي أو ما يسمى بـالبوركيني الذي يلاقي العديد من الانتقادات أيضا.
تعرض علامة “ماركس آند سبنسر” مايوهات إسلامية تسمى “البوركيني” عبر موقعها الإلكتروني الخاص في بريطانيا، وقريبا في الأسواق بجميع أنحاء أوروبا.
وما يميّز هذا المايوه رقبته العالية، وأكمامه الطويلة وتنورته القصيرة التي تلبس فوق سروال طويل، بالإضافة إلى أن له غطاء مضادا للماء. وتقول دار الأزياء ماركس آند سبنسر إنه خفيف الوزن ويعطي الكثير من الراحة أثناء السباحة ويحقق مبدأ الاحتشام الذي تسعى إليه المرأة المسلمة.
وتقوم شركة ماركس آند سبنسر ببيع لونين حاليا هما الأزرق والأسود، مع بعض الرسومات البسيطة على كليهما، إلا أن هذا المايوه أثار الكثير من الجدل بعد الإعلان عنه عبر الموقع الإلكتروني للشركة، حيث فرح البعض باهتمام الشركة بالنساء المسلمات، وعارض البعض الآخر، فهم مقتنعون أن مصممي هذا الزي يدعمون بهذه الطريقة فكرة “اضطهاد المرأة في الإسلام”.
ويرى أحد المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه من غير العادل أن تذهب المرأة للسباحة مرتدية زيا يشبه “الضفادع البشرية”، في حين يذهب الرجال بقطعة صغيرة فقط من الملابس، وعلق آخر قائلا إن هذا المايوه الذي يغطي الجسد من الرأس حتى أخمص القدمين يظهر مدى الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة.
وانتقد البعض من الكتاب في الصحافة البريطانية ما يسمى بالبكيني الإسلامي أمثال بيير بيرغي، ولورانس روسنجول، ووزيرة حقوق المرأة الفرنسية التي هاجمت وبشدة دار أزياء ماركس آند سبينسر لأنها تجرأت وعرضت البوركيني في مجموعة أزياء السباحة الجديدة للعام 2016.
من جهتها قالت الكاتبة ريمونا علي في صحيفة “الغارديان” إن الموضة لا ينبغي أن تكون لها قوانين فالأمر له علاقة بالإبداع وتنوع الأذواق.
وعلى المستوى العالمي أنفقت المسلمات ما يقرب من 266 مليار دولار على الملابس، والأحذية عام 2013 في بريطانيا وفقا لآخر تقرير صادر عن مؤسستي ثومسون رويترز، ودينار ستاندارد.
وأضافت الكاتبة أن المسلمات في الولايات المتحدة الأميركية أنفقن في المقابل 395 مليار دولار على الملابس عام 2013، بالتالي فالمستهلكات المسلمات يصنعن سوقا في حدّ ذواتهن خاصة، وأن الإنفاق العالمي لدى المسلمات من المتوقع أن يتزايد على الموضة إلى ما يقرب من 484 مليار دولار في عام 2019.
وانتقدت وزيرة حقوق النساء في فرنسا إقدام العشرات من العلامات التجارية العالمية على تصنيع الملابس الإسلامية، معتبرة أن هذا التطور يصب في خانة الاستغلال التجاري والترويج لاستعباد أجساد النساء.
وقالت لورانس روسينول في لقاء صحافي “حين تقوم العلامات بالاستثمار في سوق الملابس الإسلامية، فقط لكونها سوقا مربحة، فإنها تحيد بذلك عن مسؤولياتها الاجتماعية، ووفقا لرأي البعض فهي تروج بذلك لاستعباد أجسام النساء”.
وقال بيير بيرغ أحد أقطاب الموضة وشريك أسطورة الموضة الراحل إيف سان لوران “أشعر بالصدمة، فلا يتعين على المصممين أن يقدموا أي شيء للموضة الإسلامية. حيث أن مهمتهم الأساسية هي جعل السيدات أكثر جمالا ومنحهن قدرا أكبر من الحرية”.
وقال وزير داخلية ولاية برلين إرهارت كورتنغ مع بداية انتشار البوركيني سنة 2008 إن “ارتداء المسلمات لهذا الزي له جانب إيجابي وآخر سلبي”. وأضاف أنه “يفتح من ناحية سبلا جديدة للاندماج ويمكّن المسلمات من السباحة، ولكنه من ناحية أخرى قد يستخدم كوسيلة ضغط من قبل الأزواج الذين قد يرغمون زوجاتهم على التوقف عن ارتداء المايوه العادي واستبداله بهذا الزي”.
يذكر ان نايجلا أشهر طباخة في بريطانيا قد ارتدت البوركينو كما فعلت الفنانة العالمية مادونا.
ولم تكن تلك التجربة الأولى في العالم لدار الأزياء ماركس آند سبنس، حيث قامت من قبل بطرح المايوه الإسلامي في العالم العربي منذ ثلاث سنوات بفروعها بليبيا والإمارات، وبعد تحقيقه نجاحا كبيرا ها هو الآن يصل أوروبا.
وبالإضافة إلى المسلمات في بريطانيا، تستهدف الشركة بهذا التصميم أيضا النساء اللاتي يخفن من التعرض لتأثير الشمس القوي على الجلد، فبعدما أثارت الإعلامية البريطانية أنجيلا لاوسون الكثير من الجدل بارتدائها مايوها يغطي جسدها بالكامل على أحد الشواطئ الأسترالية في العام 2011، قالت لاوسون إن الأمر يبدو مريحا بالنسبة إليها، وهو أفضل من المستحضرات التي تحميها من الشمس.


www.deyaralnagab.com