مياه نهر الأردن مغطس المسيحيين للتطهر والغفران !!
21.01.2015
وادي الخرار (الأردن)- احتفل أبناء الطوائف المسيحية الشرقية بعيد الغطاس، وهو إحياء لذكرى تعمد السيد المسيح عليه السلام على يد يوحنّا المعمدان في مياه نهر الأردن.,احتفلت الطوائف المسيحية الشرقية، الاثنين، بعيد الغطاس المعروف بـ “عيد المعمودية” بمنطقة “المغطس” في نهر الأردن، حيث أقيم قداس وصلوات بمشاركة عدد كبير من رجال الدين والكهنة من الكنائس الأرثوذوكسية من مختلف أنحاء العالم.ويعتبر عيد الغطاس من الأعياد المهمة للطوائف المسيحية وختام أعياد الميلاد المجيدة، حيث يشارك فيه عدد كبير من المسيحيين في العالم الذين يأتون للتعمد في مياه نهر الأردن بعد أن تتم مباركتها من قبل رجال الدين، ويحتشد الناس في طوابير طويلة للظفر بمكان في برك المياه الباردة.ويقع المغطس في منطقة وادي الخرار التي سميت قديما ببيت عنيا، وهو المكان الذي تعمّد فيه السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، حسب معتقدات الديانة المسيحية.
وتشهد المملكة الأردنية خلال هذا الوقت من العام زيارات سياحية من أتباع الديانة المسيحية في دول عربية وأجنبية للمشاركة في عيد الغطاس، الذي يرمز إلى دخول الإنسان الحياة المسيحية عقب الاغتسال المعمد بالماء بطريقة أو بأخرى.ويعد سر المعمودية أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية.أما في مصر فلا يخلو بيت قبطي من القصب والقلقاس خلال عيد الغطاس، حيث يتبادل الأقباط المصريون التهاني خلال هذه المناسبة مرددين “عودين قصب وحلة قلقاس يكون أحلى غطاس”.وللقصب والقلقاس معان ورموز دينية وروحية كثيرة ويعتبر تناولهما عادة قبطية قديمة في كل البيوت المسيحية، ذلك لأن القصب نبات مستقيم وتشير استقامته إلى حياة الاستقامة مع الله.
كما يتسم نبات القصب باحتوائه على الكثير من الماء ذي المذاق الحلو في إشارة إلى ماء المعمودية الذي يعطي حياة جديدة لكل مسيحي بعد الاغتسال فيه.ويستخدم الأقباط في محافظات الصعيد الشمع لإضاءة القصب، وهو طقس يرمز إلى حياة النور التي يتحلى بها الشخص الذي يوطد علاقته مع الله، كما يزرع القصب عندما يغرس بشكل كامل في التربة ثم يصبح نباتا مستقيما وهذا يشير إلى الإنسان المسيحي قبل وبعد المعمودية أي أن حياته قبلها تكون لاشيء وبعد نوالها يعيش حياة جديدة.وتعتبر المعمودية جزءا هاما في أركان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويدعى الشخص القبطي مسيحيا بعد نوالها، وذلك بعد 40 يوما للطفل الذكر و80 يوما للأنثى بعد ميلادهما مباشرة، حسب طقوس الكنيسة القبطية.أما القلقاس فتوجد فيه مادة هلامية سامة عندما تختلط بالماء تصبح نافعة للإنسان مثل المسيحي الذي، عندما يتعمد بالماء، تتحول حياته إلى بداية جديدة ونقية مع الله.وفي أديس أبابا بدأ المسيحيون الإثيوبيون، منذ الأحد الماضي، احتفالاتهم بعيد الغطاس لتستمر ثلاثة أيام.
وخرج المسيحيون الإثيوبيون إلى الشوارع بمظهر احتفالي ديني مهيب وبهيج، وحد بينهم الزي الأبيض والشعارات الدينية. ويطلق المسيحيون الإثيوبيون على عيد الغطاس اسم “يوم كترا”.وخرجت مسيرة حافلة، الأحد، عزفت فيها المزامير بعد أن تم إخراج “التابوت” من الكنائس المختلفة إلى ساحة “جال ميدي” بوسط العاصمة.والتابوت هو عبارة عن صندوق كبير على شكل النعش توجد في داخله الوصايا الـ 10 وهي: لا تعبد غير الله، لا تعبد الأوثان، لا تسرق، لا تكذب، لا تزن، لاتزن بحليلة جارك، عليك بطاعة الوالدين، حب لأخيك ما تحب لنفسك، لا تشهد زورا، عليك احترام يوم الأحد وتقديسه. وهي مكتوبة بماء من الذهب على أوراق البردى.
ويمكث التابوت بعد خروجه إلى ساحة الاحتفال ليلة واحدة في خيام تنصب خصيصا للتابوت بساحة الاحتفال ويقضي المسيحيون من أتباع الكنائس ليلتهم في الصلوات والدعوات ليعودوا في اليوم التالي إلى الكنيسة في مسيرة حافلة بالمزامير للاحتفال بعيد الغطاس.وقالت إمابيت تسفاي، مصطحبة أطفالها الثلاثة إلى الكنيسة، إن “عيد الغطاس يعتبر يوم تعميد وغفران”. وأشارت تسفاي إلى أن اصطحابها لأطفالها إنما هو للتبرك باليوم المقدس ولتعليمهم الثقافة والتعاليم الدينية.
www.deyaralnagab.com
|