الزفاف نهارا يقضي على ليلة العمر في السودان!!
15.12.2014
السودانيون يلجأون لحفلات الزفاف النهارية التي يختزلون من خلالها كل الطقوس في ساعتين فقط هروبا من إنفاق أموال طائلة.
الخرطوم- تزايدت في الآونة الأخيرة حفلات الزفاف النهارية على حساب الحفلات الليلية في العاصمة السودانية الخرطوم، لدرجة يمكن أن تقضي مستقبلا على مصطلح “ليلة العمر”.
في أحد شوارع الخرطوم الرئيسية، كان المارة يحدقون بتعجب نحو زفة لعروسين قوامها سبع سيارات في كامل زينتها ولم تكن هذه الزفة لتلفت انتباه أحد لولا أنها كانت في وضح النهار وهي تشير إلى آخر صيحات الموضة ممثلة في حفلات زفاف نهارية يرى البعض أن دوافعها اقتصادية.
ويقول محمد بابكر الذي أنهى مراسم زفافه النهاري الشهر الماضي أن الهدف الرئيسي من وراء انتشار ظاهرة حفلات الزفاف النهارية هو تقليل كلفة الزواج الباهظة جدا في السودان. ورغم أن نحو 50 بالمئة من سكان السودان يعيشون تحت خط الفقر طبقا لإحصائيات رسمية، إلا أن البذخ هو السمة الغالبة في مراسم الزواج.وتبدأ هذه المراسم بطقس “الشيلة” وهي عبارة عن هدايا العريس التي يحملها أهله إلى أهل العروس وتتكون من ملابس وعطور وحلى ذهبية وأموال بكميات يصفها بابكر بأنها “مبالغ فيها”. وبالمقابل فإن أهل العروس يأتون بهدايا أيضا إلى العريس في حفلة “الحنة”، والتي عادة ما تسبق حفل الزفاف بيومين وهي حفلة مصغرة يتم فيها تخضيب يدي وقدمي العريس بالحناء.
وبعدها تبدأ المرحلة الثالثة حيث يقيم أهل العريس وليمة ضخمة في منزلهم يتحركون بعدها إلى أهل العروس الذين يقيمون وليمة أيضا يستقبلون بها الضيوف حيث تتم عندهم مراسم عقد القران.وعادة ما تكون الوليمتان بعد الظهر في ذات اليوم ويسبقهما طقس “فطور العريس” وهي وجبة إفطار متعددة الأصناف يحملها أهل العروس عند الصباح إلى أهل العريس.وبعدها يتجمع أهل العروسين ليلا في أحد الأندية المخصصة لحفلات الزفاف، والذي يعقبه طقس آخر هو “الجرتق” يقام في منزل أهل العروس ويتم خلاله تعميد للعروسين تستخدم فيه ملابس وعطور شعبية تختتم به مراسم زواجهما.ويضيف بابكر أن الناس يلجأون للحفلات النهارية التي يختزلون من خلالها كل هذه الطقوس في ساعتين فقط، هروبا من إنفاق أموال طائلة. ويرى أغلب السودانيين أن الحفل النهاري يقلل النفقات لكن النزعة إلى الموضة هي التي تغلب عليه.
www.deyaralnagab.com
|