مصارعة الثيران في الفجيرة دون دماء !!
08.11.2014
*الثيران تتناطح في نزال لا يستمر أكثر من أربع دقائق والذي يشبه صراع مقاتلي السومو اليابانيين الشهير، وينتهي الصراع عادة دون إراقة للدماء.
الفجيرة (الإمارات) –لا يتعلق الأمر بمصارعي ثيران بأزيائهم المزركشة أو بمساعديهم الذين يحاصرون الثور المستهدف بسهامهم، إنها مجرّد ثيران تتشابك قرونها في صراع يجتذب جماهير غفيرة إلى هذا النوع من المصارعة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
على بعد ساعة بالسيارة انطلاقا من قلب دبي المتلألئ، حيث نوافير المياه المضيئة الراقصة يتجمع المئات في إمارة الفجيرة الشرقية لمشاهدة مصارعة الثيران أو بطريقة أدق تناطح الرؤوس في صراع على الشرف لا المال.وعلى خلاف مصارعة الثيران الأسبانية التقليدية التي تضع رجلا في مواجهة حيوان، يقتصر الأمر في الإمارات على تناطح الثيران في نزال لا يستمر أكثر من ثلاث أو أربع دقائق يشبه كثيرا صراع مقاتلي السومو اليابانيين الشهير بأجسادهم القوية الضخمة والذي ينتهي عادة دون إراقة للدماء.
ويقول حمد بن حمدان المطروشي الذي يقتني 15 ثورا “طوال عشرين عاما كنت أتابع مصارعة الثيران. لم نضطر لقتل سوى ثورين”.ويقول إن الصراع لا يدوم عادة لفترة طويلة بما يسمح لثور بإصابة الآخر بجروح خطيرة، لكن قرون الثور الحادة تؤدي رغم ذلك إلى إصابات وجروح.ويقول فهد محمد الذي يملك ستة ثيران “في أحيان تصاب رؤوسها بجروح وتنزف دماء في المصارعة”. لكن المشاهدين يحرصون على الفصل بين الثيران إذا اشتد الصراع.
ويمكن أن تنطوي مصارعة الثيران على مخاطر بالنسبة للمشاهدين، لذلك يجلس الرجال والصبية على مقاعد من البلاستيك في حلبة المصارعة على أهبة الاستعداد للركض سريعا إلى برّ الأمان، لأنه لا يوجد ما يحول دون اندفاع الثيران نحو مقاعدهم.
وقال محمد البالغ من العمر 29 عاما “يشعر الناس بالإثارة وهم يجلسون قرب الثيران. لكن إذا هاج الثور يصعب تهدئته. إنها تريد فقط أن تتقاتل ولا يهمّ من هو الغريم”.ويدور الصراع وفقا لأحكام، فالثور الذي يسحب قرونه من الاشتباك ويبتعد هو الخاسر. لكن إذا لم ينسحب أي منهما فيخرج الإثنان متعادلين، ويقوم نحو عشرة رجال بالفصل بينهما وجذب كل منهما في اتجاه وهو مقيد بالحبال.ويقول المطروشي البالغ من العمر 68 عاما، وهو من إمارة عجمان وشارك ستة من ثيرانه في مصارعة جرت مؤخرا في الفجيرة “في أسبانيا الأمر مختلف هم يقتلون الثور. أما هنا فالمسألة مسألة شرف. إذا جرى الثور حينها يصبح الآخر هو الفائز″.كما تغيب عن مصارعات الفجيرة أي جوائز مالية. لكن الثيران هي استثمار في حد ذاتها، إذ ترتفع قيمتها كلما خرجت منتصرة من الصراع.وقال المطروشي إن “أحد الرجال اشترى ثورين بمليون درهم (نحو 272 ألف دولار)”.
وهناك تجارة نشطة للثيران بين الفجيرة وسلطنة عمان، حيث توجد شعبية أكبر للرياضة وتتناثر في أرجاء السلطنة حلبات مصارعة الثيران.ويقول محمد إنه كسب 30 ألف درهم من وراء ثوره الأحول الذي يسميه الجمر، فهو اشتراه بمبلغ 90 ألف درهم وباعه بمئة وعشرين ألف درهم في عمان.وتتيح مصارعة الثيران في الفجيرة الفرصة لنشاط يمكن للأسر الاستمتاع به خلال العطلة الأسبوعية، حيث ينزل نحو 40 ثورا إلى حلبة الفجيرة مرة في الأسبوع. ويجلس المشاهدون -ومن بينهم نساء وأطفال- على مقاعدهم في حذر جوار الحلبة أو يجلسون في سياراتهم يتناولون البوظة (الأيس كريم) أو قطعا من المانغو التي تباع خلال المباراة.ويبدأ تدريب الثيران على المصارعة مبكرا حين لا يتعدى عمرها ستة أشهر. ثم تدخل الثيران إلى حلبة المصارعة وعمرها يتراوح بين عامين وخمسة أعوام.
ويتم تدريبها في البحر لشحذ طاقتها وقدرتها على التحمل حتى لا تكل سريعا. ويقول أصحاب الثيران إن التدريب في الماء يقوي عضلات الصدر.وهناك خلاف على أصل هذه الرياضة، فالبعض يقول إنها أخذت عن البرتغاليين الذين احتلوا مناطق من شبه الجزيرة العربية في القرن السادس عشر والبعض يقول إنها متواجدة قبل من الغزو البرتغالي.
www.deyaralnagab.com
|