أشجان يوسف.. طفلة سودانية اغتصبت تحت غطاء الزواج!!
19.10.2014
تداولت الأوساط السودانية خبر طلاق الطفلة “أشجان”، ذات الثمانية أعوام التي تم زواجها وهي في الخامسة من العمر، بردود متفاوتة بين الذهول والاستهجان، بأعتباره قضية “رأي عام”، وسرعان ما انتشر الخبر في وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، كونه يجسد أفظع أشكال العنف ضد المرأة في المجتمع السوداني.وكان مركز حماية حقوق الطفل والمرأة أعلن، في وقتٍ سابق، أن محكمة أم درمان، أبطلت زواج طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات “استنادا إلى نص المادة 40 من قانون الأحوال الشخصية السوداني الذي يحظر زواج الفتيات قبل أن يبلغن سن العاشرة”.
هي “أشجان يوسف”، صبية عمرها ثمانية أعوام؛ لم تكن تعلم أن والدها الحداد المتجول في مدينة الضعين،غرب السودان، قد عقد قرانها لرجل يبلغ من العمر 43 عاماً قبل 3 سنوات عندما كانت في الخامسة من عمرها، حيث استلم الأب ألفي جنيه “250 دولار” مهراً لتلك الزيجة.ويقول خال الطفلة رجب الجيلي لوسائل إعلام محلية: “كثرت مطالبات الرجل بتسليمه زوجته، لكن أمها لم توافق، وأحياناً كان يأتي في منتصف الليل محاولاً خطفها، لكن أمها كانت تستيقظ وتتصدى له فيتركها ويهرب”.وأوضح الجيلي أنه عندما تكررت محاولات الزوج قرر أخذ الطفلة والسفر بها إلى حيث توجد عائلته في كوستي، جنوب الخرطوم، واتصل بمركز “سيما” المتخصص في الدفاع عن حقوق الطفل والمرأة.
وأثارت قضية فسخ زواج أشجان ردود فعل واسعة في السودان وخارجه لأسباب عدة، من بينها القانون المعمول به في البلاد والذي يجيز زواج القاصرات في سن العاشرة، ما يجعل من أشجان واحدة من بين آلاف الطفلات اللواتي يعانين بسبب تشريعات تغتصب حقهن في الطفولة.وتقول “أشجان”، في مقابلة مع إحدى الفضائيات العربية، إنها “عرفت بزواجها فقط بعدما اغتصبها زوجها الذي كانت تعتقد أنه قريبها”، وذلك رغم تعهده بعدم معاشرتها حتى تبلغ سن الرشد وتنهي دراستها.وخلال المقابلة أعلنت أشجان عن عزمها واصرارها على إكمال دراستها بالرغم من المعاناة التي تعرضت لها، لتكافح ضد زواج القاصرات والزواج المبكر.
ويرى مختصون في هذا الشأن أن زواج الطفلات او القاصرات واحدة من أكبر إشكالات العنف ضد المرأة في المجتمع السوداني، وبحسب المسح الأسري في السودان للعام 2010، كانت النتيجة في المناطق الريفية أكثر من 42% والحضرية 28% وتبلغ نسبة النساء الائي يتزوجن دون الـ18 وتركن مقاعد الدراسة 24%.ويرجح المراقبون أن من اكبر أسباب زواج الطفلات هو “فقه السترة”، وهو مصطلح متعارف عليه في في المجتمع السوداني، باعتبار أن السترة للفتيات ولشرف الأسرة بجانب الأعراف والتقاليد.
وبحسب تقارير صحفية، فإن الكثير من الفتيات اللاتي تم استطلاعهن، أكدن أنهن “تعرضن لضغوض وإكراه من قبل أسرهن للزواج في سن صغيرة لأن في ذلك سترة لهن”.وفي السياق نفسه قالت أمينة مجلس الطفولة في ولاية نهر النيل، كوثر محمد إبراهيم، إن “الولاية تشهد ارتفاع ملحوظ في زواج القاصرات وصلت إلى 27% من بين النساء المتزوجات”، وأكدت أنه لا يمكن القضاء على ظاهرة زواج القاصرات دون إتاحة فرصة التعليم للنساء في الولاية.وحمل ناشطون ومهتمون بالطفولة والأمومة الدولة مسؤولية حماية الضحايا زواج القاصرات، وطالبوا بتوفير غطاء قانوني يحد من انتشار الظاهرة، وأشاروا إلى أن “نسبة كبيرة من الزيجات في المجتمع السوداني لا يندرج فيها التكافؤ العمري لصبيات قاصرات يتزوجن من رجال كبار السن”.
www.deyaralnagab.com
|