logo
1 2 3 41134
الفلسطينيون يدعمون الاسكتلنديين بالعزف على القربة!!
18.09.2014

عازفون فلسطينيون في كشافة بلدة بيت جالا يرون أن تاريخ مزمار القربة وارتباطه بالتراث الاسكتلندي يتوافق تماما مع تطلعات بلدهم للحصول على استقلاله
بيت جالا (فلسطين) – وجد مؤيدو استقلال إسكتلندا مصدر دعم غير متوقع بتاتا قبل الاستفتاء المقرر اليوم الخميس حول الانفصال عن بريطانيا من عدمه، يتمثل في مجموعة من عازفي مزمار القربة الفلسطينيين.تتدرب مجموعة من عازفي مزمار القربة الفلسطينيين في قاعة صغيرة جنوب الضفة الغربية المحتلة بعيدا عن الجدل القائم حول مصير إسكتلندا، إلا أنهم يؤكدون جميعا دعمهم لحصولها على استقلالها من بريطانيا.ويقول العازفون الفلسطينيون، الأعضاء في كشافة بلدة بيت جالا ذات الغالبية المسيحية، إن تاريخ مزمار القربة وارتباطه بالتراث الإسكتلندي يتوافق تماما مع تطلعات الفلسطينيين إلى الحصول على استقلالهم ودولة خاصة بهم.ويقول مجيد قنقر البالغ من العمر 31 عاما: “كان الإسكتلنديون يجلبون القربة إلى ساحة القتال، لهذا أعتبرها جزءا من المقاومة”.وانضم الشاب إلى الكشافة المحلية في سن العاشرة وبدأ في عزف القربة عندما كان مراهقا.ويضيف “بصفتي عازفا للقربة وعلى اطلاع على تاريخ الآلة، فأنا أفضل تسميتها بآلة الحرب”.ويؤكد أعضاء الكشافة أنه طالما يتطلع الفلسطينيون إلى دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل فإنهم يدعمون الذين يسعون للانفصال عن بريطانيا.ويوضح عازف قربة آخر يدعى عيسى مسلم، يبلغ من العمر 23 عاما، أن “كل شخص يتمنى أن يكون قادرا على تقرير مصيره. وإن كانوا يريدون الانفصال عن المملكة المتحدة، فأنا أدعمهم بالتأكيد”.ويسخر قائد الكشافة خالد قسيس من مفارقة قيام الاستعمار البريطاني بإدخال آلة القربة وتقليد الكشافة إلى فلسطين.ويقول ضاحكا “نعم، هناك الكثير من الأشياء التي خلفتها الإمبراطورية البريطانية هنا”.وقد أرسى البريطانيون خلال فترة انتدابهم على فلسطين الذي امتد من العام 1920 إلى العام 1948 ، فرق الكشافة.
ويعرض قسيس بفخر في مكتبه نسخة من رسالة تعود إلى العام 1933 أرسلها مؤسس حركة الكشافة روبرت بادن باول إلى المفوض السامي البريطاني في فلسطين في ذلك الوقت، مشيدا بالكشافة الفلسطينية.وثمة صور لفرق الكشافة القديمة معلقة على جدران قاعة التدريب.وتصر “كشافة بيت جالا للروم الأرثوذكس”″ على أن موسيقاها وجهودها وأنشطتها هي وطنية فلسطينية.فخلال إضراب عن الطعام خاضه أسرى فلسطينيون في السجون الإسرائيلية لفترة طويلة، قامت الكشافة بإضراب تضامني معهم.وتشعر الفرقة بقيود الحركة والتنقل التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي في كل مرة تريد فيها الذهاب إلى مدينة أخرى للعزف.ويؤكد قنقر “من الصعب التنقل بحرية. عندما نرغب في الذهاب للعزف في القدس في تجمعات الكشافة أو إلى الناصرة، علينا المرور بحواجز عسكرية إسرائيلية الأمر الذي قد يتسغرق ساعات بعد تفتيشنا”.ويهدد الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة باقتطاع مساحات من الأراضي التابعة لسكان بلدة بيت جالا.وتمنح فرقة الكشافة وموسيقاها نوعا من الانتماء إلى سكان البلدة المسيحية.ويقدر قنقر أن ثمة 800 عضو في الكشافة من جميع الأعمار في بيت جالا وحدها من أصل 16 ألف نسمة.
ويتجمع أعضاء الكشافة في عيد الميلاد وعيد الفصح في مدينة بيت لحم القريبة للاحتفال بالأعياد المسيحية.ويشاهد أطفال البلدة التدريب آملين أن ينضموا يوما ما إلى هذه الفرقة المرموقة.ويقول جورج غوالي البالغ من العمر 20 عاما والذي يعزف الطبل مبتسما “بعد تدريب مكثف يرغب كل عضو في الكشافة في الانضمام إلى عازفي القربة ولكن الأمر ليس سهلا، ثمة منافسة كبيرة”.وردا على سؤال حول التراث الغربي للموسيقى، يصر غوالي على أن الموسيقى التي تعزفها الكشافة “فلسطينية”.وبينما تستعد إسكتلندا للاستفتاء الذي يحدد مصيرها، ثمة شعور بالتضامن مع الاسكتلنديين في الضفة الغربية.ويؤكد قسيس “كفلسطيني، مثل غيري، نريد دولتنا”.ويضيف “الإسكتلنديون يريدون استقلالهم ليعيشوا في دولة لهم، لهم وحدهم”.يذكر أن موسيقى مزمار القِربة الإسكتلندية أو الموسيقى العسكرية كما يسميها البعض، يتم العزف بها عن طريق النفخ.ويعود تاريخ تلك الآلة إلى عصر الإمبراطورية الرومانية، حيث وصلت إلى الإسكتلنديين من جزر البلقان ومنطقة آسيا الصغرى.


www.deyaralnagab.com