logo
1 2 3 41134
دم مراق ونبيذ سوري على طاولات مطاعم لندن وباريس!!
12.09.2014

الصراع في سوريا لم يُثن أصحاب معامل تقطير النبيذ من مواصلة تصدير منتوجهم ليقدّم في أفخر المطاعم وأرقى الفنادق العالمية.
بيروت (لبنان)/ اللاذقية (سوريا)- رغم هول الحرب والدمار لا يزال السوريون يجتهدون في ايصال منتوجاتهم إلى العالم، حيث يكافح أصحاب معمل لتقطير النبيذ لمواصلة تصدير منتوجهم إلى أرقى المطاعم والفنادق في لندن وباريس.يكافح أصحاب معمل “دومين دو بارجيلوس” لإبقائه مفتوحا رغم ظروف الحرب في سوريا.وبدأ ساندرو سعادة وشقيقه كريم اللذان ينتميان إلى عائلة مسيحية لها جذور في لبنان يزرعان الكروم فوق الجبال في اللاذقية منذ عام 2003 في نفس البقعة التي كانت تنتج عنب النبيذ الفاخر لموائد قياصرة الرومان قبل ألفي عام. وبدأ معمل بارجيلوس ينتج النبيذ في عام 2006.وتنتشر في اللاذقية قوات المعارضة من مختلف الفصائل، وبدأت العام الماضي تحقق مكاسب على حساب قوات الجيش السوري في المحافظة المطلة على البحر المتوسط.وكانت معظم معامل تقطير النبيذ في سوريا صغيرة الحجم، وكان الكثير منها ملحقا بكنائس وأديرة ويقتصر على بيع إنتاجه إلى السوق المحلية.
وكان المسيحيون قبل الحرب نحو عشرة في المئة من سكان سوريا الذين يبلغ عددهم 22 مليون نسمة. لكن عدد المسيحيين الباقين في سوريا تراجع إلى حد بعيد بسبب أعمال العنف كما تراجع أيضا إنتاج النبيذ.ووصل القتال بين قوات الجيش وقوات المعارضة في سوريا العام الماضي إلى مسافة مئة متر من كرمة الأخوين سعادة ووقعت فيها بضعة انفجارات، لكن الضرر كان محدودا وأصبح القتال منذ ذلك الحين يدور بعيدا عن البستان.وقال ساندرو سعادة في العاصمة اللبنانية بيروت: “من حسن الحظ أن الصراع ليس قريبا جدا من منطقتنا في اللاذقية. لكن في بعض الأحيان قبل نحو خمسة أشهر وقبل نحو 12 شهرا على ما أظن، وقع إطلاق للنار بالقرب من الكرمة على مدى بضعة أيام. نلنا نصيبنا الصغير من الصراع. لكننا كنا أفضل حظا من مناطق أخرى في سوريا فلم يستمر الصراع على الدوام قرب أرضنا".لكن الحرب دفعت الأخوين للرحيل عن سوريا شأنهما شأن ملايين آخرين من مواطنيهما وأصبحا يديران المعمل من بيروت.ورغم الحرب يواصل العاملون السوريون في المعمل جمع الكروم وعصرها وتقطير النبيذ في اللاذقية.
ومنذ انتقل الأخوان سعادة للإقامة في لبنان يرسل إليهما العاملون في المعمل عينات من الكروم مرتين شهريا خلال فصل الصيف قبل موسم جمع العنب. وفي بيروت يتذوق العنب صانع النبيذ الفرنسي ستيفان دورينونكور الذي يعمل مع الأخوين منذ إنشاء مصنع النبيذ.
وتنقل العينات في سيارة أجرة تقطع مسافة الرحلة من اللاذقية إلى بيروت عبر الحدود في ست ساعات.وقال دورينونكور خلال اجتماع التذوق في بيروت “المكان رائع لإنتاج النبيذ والفريق يعشق العمل حيث قرر البقاء في المزرعة. أصبح السفر إلى سوريا محفوفا بالمخاطر بعد أن كنت أذهب إلى هناك خمس أو ست مرات في العام قبل الحرب.”ويصمم الأخوان سعادة وفريق العاملين في معمل النبيذ على الاستمرار رغم اتساع نطاق الحرب في سوريا.
وأضاف دورينونكور “نوع التربة رائع. لدينا نوعان من التربة. تربة طينية في كل مكان ومساحة كبيرة من الحجر الجيري وجزء آخر من الصوان. المكان هواؤه بارد والفارق كبير (في الحرارة) بين الصباح والمساء على هذا الارتفاع. كل ذلك ملائم جدا لإنتاج النبيذ.”
وتذوق دورينونكور العنب واختبر سمك الحبات بيده في بيروت قبل أن يقرر أن الوقت الملائم لجمع العنب الأحمر يبدأ بعد أسبوعين وبعد أسبوع واحد للعنب الأصفر.وذكر ساندرو سعادة أن ثمة صعوبة كبيرة في إدارة المعمل من خارج سوريا بسبب الحرب.
وقال “نحاول أن نفعل كل ما في وسعنا عن بعد. ليس الحصول على سيارة أجرة من سوريا إلى هنا أمرا سهلا في كل وقت. كنا نريد قبل أسبوع أن نتذوق العنب للمرة الثانية في الموسم الحالي ولم تتمكن سيارة الأجرة من عبور الحدود لأنها كانت مغلقة. حدود لبنان الشمالية مع سوريا مغلقة. نواجه مشاكل من هذا القبيل من حين لآخر لكن هذا أفضل كثيرا من ألا نستطيع تذوق الكروم مطلقا لأن ذلك سيكون كارثة. نحتاج إلى تذوقها قبل أن نقرر الموعد المناسب لجمعها”.ومن الفنادق والمطاعم التي يقدم فيها نبيذ دومين دو بارجيلوس في لندن “لاتولييه جويل روبيشون” و”كلاريدج” وفندق “دورتشستر”.


www.deyaralnagab.com