حكومة اردوغان تشعل غضب العلمانيين والنساء خاصة بعد مطالبة المراة بعدم الضحك علنا!!
07.08.2014
اسطنبول ـ أ ف ب ـ قد تكون الحركة الاحتجاجية ضد رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان هدأت، ولكن تصريحات نائبه حول الواجب الاخلاقي للمراة بعدم الضحك في العلن تحولت الى قضية جديدة للعلمانيين الاتراك الذين يخشون حكم اردوغان الاسلامي المحافظ.وبرغم ذلك يبقى اردوغان الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية الاحد بفضل قاعدة شعبية اسلامية محافظة ازدهرت كثيرا خلال فترة حكمه المستمرة منذ حوالى عقد من الزمن.ويخشى الكثير من الاتراك ان يكون حزب العدالة والتنمية الحاكم يسعى الى تحويل تركيا العلمانية تدريجيا نحو النظام الاسلامي المحافظ. هذه الدولة التي بنيت على المبادئ العلمانية البحتة منذ تاسيسها في العام 1923 على يد مصطفى كمال اتاتورك.
وظهر غضب العلمانيين في احتجاجات ايار/مايو 2013 التي اثارتها خطة حكومية لبناء تجمع مكان حديقة جيزي في وسط اسطنبول.وجاءت تصريحات نائب رئيس الحكومة بولت ارينتش احد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، لتصب الزيت على النار وتشعل غضب العلمانيين مرة جديدة وتشكل قضية اخرى لهم قبل ايام على الانتخابات الرئاسية.وفي خطاب الاسبوع الماضي قال ارينتش ان “على الرجل ان يتمتع بالاخلاق ولكن على النساء ايضا ان يتمتعن بالاخلاق، عليهنّ ان يفرقن بين ما هو لائق وما هو غير لائق”.وتابع ان “العفة ضرورية جدا (…) عليها (المرأة) الا تضحك بصوت عال امام العالم كله كما عليها ان تحافظ على لياقتها في كافة الاوقات”.
وسرعان ما قوبلت تصريحات ارينتش بحملة واسعة على موقع تويتر حيث عمدت آلاف النساء الاتراك الى نشر صورهن وهن يضحكن بطريقة هيستيرية. وانتشرت الحملة بشكل واسع في تركيا وخارجها تحت هاشتاغ او وسم “الضحك في تركيا” و”قاوم الضحك” ويذكر الوسم الاخير بشعار “قاوم” الذي اطلق خلال تظاهرات حديقة جيزي.وكانت تظاهرات العام الماضي امتدت سريعا من اسطنبول الى مدن اخرى من بينها العاصمة انقرة ضد حكم اردوغان الذي وصف بالاستبدادي. وبين المتظاهرين العديد من الليبراليين والعلمانيين والنساء، الذين خرجوا جميعا الى الشوارع للمطالبة بحقوقهم في مواجهة القيود على الحريات من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم.ومن بين القضايا التي تثير غضب هذا الجزء من الشعب التركي اقتراح اردوغان الحد من عمليات الاجهاض وتشديد القيود على مبيعات حبوب منع الحمل والكحول، بالاضافة الى اقتراح قدمه حول انجاب المراة لثلاثة اطفال على الاقل.وساهمت سياسات اردوغان في توسيع الانقسام بين العلمانيين الاتراك من جهة وانصاره من جهة ثانية بعدما وصف المتظاهرين بـ”السكيرين”، مؤكدا انه لا يتلقى تعليماته “سوى من الله”، كما ادعى ان متظاهرين اعتدوا على امراة محجبة في وسط اسطنبول.ونفرت الطبقة الوسطى العلمانية اكثر من اردوغان بسبب خطابه المتعنت، وفرضه لقوانين تقيد الانترنت واخرى على مبيعات الكحول وحثه الحكومة لمنع المهاجع المشتركة بين الجنسين في الجامعات.
وخلال حملته الانتخابية منذ اسبوعين زار اردوغان مهجعا للبنات حيث نصح الشابات بارتداء الحجاب، والا تكن “متطلبات” اثناء بحثهن عن ازواج. وقال “تزوجن حين يتقدم لكنّ”.وردا على تصريحات المسؤولين الاتراك، قالت دينيز بيرم من جمعية اسطنبول النسائية ان “ليس هناك حكومة هاجمت واهانت النساء الاتراك بهذه الطريقة”.واضافت في حديث الى وكالة فرانس برس “ليست صدفة ان يطلق ارينتش تلك التصريحات في الوقت الحالي. انها رسالة واضحة بان الحكومة تريد ان يكون لها قول في تصرفات النساء واجسادهن وقراراتهن خلال السنوات العديدة المقبلة”.اما ميلدا اونور النائبة عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، فاعتبرت ان تصريحات ارينتش تظهر الضحك على انه تصرف غير اخلاقي ما قد يعرض النساء للعنف.وتقدمت منظمات تركية معنية بحقوق المراة الاثنين بشكوى ضد ارينتش بتهمة “التمييز″ و”القدح” و”التحريض على الكراهية”.وتشارك نساء في اسطنبول الجمعة في تحرك بعنوان “اعتصام الضحك”.وبالرغم من التقدم الذي شهدته تركيا خلال السنوات الماضية الا ان جرائم الشرف والعنف الاسري وزواج القاصرات ما زالت قضايا خطيرة في البلاد.وبحسب منظمات غير حكومية فان اكثر من مئة امراة قتلن نتيجة العف الاسري في تركيا خلال النصف الاول من العام 2014.
وخلصت بيرم بالقول ان “سياسيينا يريدون القول فقط ان النساء يستحقن الاغتصاب والضرب والتعذيب والقتل وخسارة اطفالهن فضلا عن الحياة البائسة اذا لم يتصرفن على نحو لائق”.
www.deyaralnagab.com
|