الغزيون في رمضان.. العرقسوس مشروبا والملوخية إفطارا!!
04.07.2014
غزة.. نور أبو عيشة..بعد أن استضافت موائد سكان غزة في الفترة الأخيرة أنواعاً مختلفة من الوجبات الغربية، أعادت الأجواء الرمضانية للمائدة الغزية شعبيتها، حيث تميل أغلب العائلات سيما في أول أيام شهر الصوم، إلى تقديم الأكلات القديمة المتوارثة عن الأجداد، كطبقٍ رمضاني أساسي.
وترى المواطنة ريما فايز (26 عاماً)، أن الأكلات الشعبية تنافس الأكلات الأجنبية على الموائد الرمضانية، بحيث يتمسك الغزيون بتقديم الوجبات القديمة كأطباق رئيسية في شهر رمضان، بشكل يعيد رائحة الماضي.
وفي حديث مع وكالة الأناضول، تعتبر ريما “الملوخية” من الأكلات ذوات “الكعب الأخضر” نسبة إلى لونها الأخضر، قائلة: “إنها تبشر بأيام مستقبلية جميلة كخضارها، وتشجع للتفاؤل بالخير”.
ريما التي تحتفظ بعادة تقديم طبق الملوخية كعادة توارثتها عن والدتها، كونها وجبة غذائية تقي الجسم من الأمراض، تقول إن هذه الأكلة “غنية بالحديد تقي من مرض فقر الدم، كما تحتوي على الكالسيوم المذاب المهم في بناء عظام الجسد”.
وتضيف “كما أن هذه الأكلة غير مكلفة اقتصادياً، وتتماشى مع الوضع الاقتصادي المتردي للغزيين”.
ويبلغ سعر كيلو الملوخية في قطاع غزة شيقل واحد أي ما يقارب ربع دولار أمريكي.
ويعيش نحو 1.8 مليون مواطن، في قطاع غزة واقعاً اقتصادياً وإنسانياً قاسياً، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي، والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية، بين مصر وغزة، من قبل السلطات المصرية.
آلاء رضوان (38) عاماً، تنوع مائدتها بالأكلات الشعبية القديمة، بحيث يتضمن الأسبوع الأول من الشهر الفضيل أكلة “المسخن” الفلسطيني مرتين على الأقل.
والمسخن، هي أكلةٌ فلسطينية تراثية، تشتهر بها فلسطين والشام، وتتوسط موائد الأسر “ميسورة الحال”، نظراً لارتفاع تكلفتها، وتتكون من خبز بلدي (الطابون)، وبعضاً من البصل، وزيت الزيتون والسمّاق (نوع من البهارات) الفلسطيني والدجاج.
وتقول آلاء للأناضول “تعتبر أكلة المسخن أحد الطقوس الرمضانية لدى عائلتنا، واعتدتنا على تقديمها في الشهر الفضيل”.
وتبلغ تكلفة وجبة المسخن لعائلة عدد أفرادها 7 ما يقارب الـ 60 شيقل، أي نحو 17 دولاراً أمريكياً، في حين يكلف ساندويش المسخّن 10 شواقل أي ما يقارب 2.8 دولار أمريكي.
وتختلف العادات الغزية من عائلة إلى أخرى في نوعية الوجبة الرئيسية المقدمة في الأيام الأولى من شهر رمضان، حيث تفضل سعاد عبد ربه (42عاماً)، تقديم أكلة “السماقية” في تلك الأيام كطبق رئيسي، لما تعتقد أنها “سهلة الهضم”، إلى جانب أطباق لوجبات، تقول إنها خفيفة.
وتقول سعاد للأناضول “في الأيام الأولى من شهر رمضان، لا تكون المعدة معتادة على هضم الطعام بسرعة، نظراً لطول فترة الصيام، فأكلة السماقية تحتوي على كافة العناصر الغذائية المفيدة للجسم، ناهيك عن أنها أكلة خفيفة على المعدة، وسهلة الهضم، كما أنها تساعد على فتح الشهية”.
وتعتبر السماقية أكلة شعبية، تشتهر بها أغلب المدن الفلسطينية سيّما قطاع غزة، ويتم إعدادها في المناسبات والمآتم والأفراح والأعياد، وتتكون عناصرها من البصل، واللحم، والحمص، والطحينة الحمراء، والدقيق.
سهيل العالول (27 عاماً)،تقول للأناضول،إن عائلتها داومت على تقديم المشروبات والعصائر الرمضانية إلى جانب الأكلات الشعبية، مشيرةً إلى أن المائدة الرمضانية لا تخلو من عصير “العرقسوس″ الذي له فوائد طبية كثيرة، فهو يزيل الاكتئاب، ويمدّ الجسم بالطاقة”.
كما يمثل مشروب “التمر الهندي”، أحد الطقوس الرمضانية، التي يداوم عليها الغزيون، وعن هذا المشروب يقول محمد عارف (22 عاماً)، إنه “يزيل حر الصيف، كما أنه يسهّل عملية هضم الطعام”.
www.deyaralnagab.com
|