“القريش”.. آخر وجبة قبل طي “الكريش” والصيام في الكويت!!
28.06.2014
“عادة ترسخت بمرور السنوات، وأضحت جزء من ذاكرة الشعب الكويتي وإن ترك عليها العصر الحديث بعض بصماته.. تقرب بين الأهل وتعمق الروابط الأسرية والاجتماعية”.. إنه “يوم القريش” الذي يصادف يوم الـ29 من شعبان من كل عام هجري.
واعتاد الكويتيون على احياء “يوم القريش”، الذي يتناولون فيه بشكل رمزي، أخر وجبة قبل بداية شهر الصوم، للاحتفاء والاستعداد لبدء شهر رمضان المبارك.
وقال الكاتب والإعلامي طارق الدريس، لوكالة الأناضول، إن الكويتيين يقيمون (القريش) في يوم رؤية هلال شهر رمضان المبارك (29 شعبان) سواء صادف آخر أيام شعبان بالفعل أم لم يصادفه”.وأضاف أن كلمة (القريش) تعني باللغة العربية السخاء “فيقرقش الإنسان أي يسمع صوت النقود في جيبه”، ولفت إلى أنه يقال أيضا أن كلمة القريش “تدل على صغر حجم الوجبة أو قيمتها المادية ومن هنا جاءت التسمية”، موضحا “كل أسرة تجود أو تقرقش بما لديها من طعام وشراب”.
وبحسب الدريس، أوجد النسوة هذه العادة بسبب الخوف من تلف الطعام المتبقي للغد في آخر أيام شعبان، حيث اعتاد الكويتيون قديما، على تناول ما يتبقى من طعام في صباح اليوم التالي خوفا من تلفه نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وعدم وجود ثلاجات لحفظ الأطعمة، وهو ما لا يحدث في أيام الصوم.
وأردف “من هنا جاءت هذه الفكرة للاستفادة من جميع الأطعمة قبل بدء الصوم من ناحية ومن ناحية أخرى للالتقاء بباقي أفراد العائلة”، مبينا أن “التجمع يكون في منزل كبير العائلة يوم القريش”.
وبسؤال الدريس عن طبيعة الوجبات التي يتم تناولها في “القريش”، قال “الأسماك كانت الوجبة الرئيسية في مثل تلك الولائم لأن الجميع عادة ما يمتنعون عن تناولها طيلة أيام الشهر الفضيل حتى يمكنهم تحمل العطش، لاعتقادهم أن أكل الأسماك يزيد من احساسهم بالعطش”.
وأضاف في هذا اليوم يستذكر الكويتيون المقولة الشعبية الشهيرة “اليوم القريش.. وباكر نطوي الكريش (الكرش)”.وعما إذا اختلف الاحتفال بالقريش في الماضي عن العصر الحالي، أوضح الدريس إن “عادة الاحتفال مازالت موجودة لكنها أخذت أشكالا جديدة فلم تعد مقتصرة على بقايا الطعام بل أضحت مناسبة يجهزون لها الطعام من مختلف الأنواع، مشيرا إلى ان اهم ما يميزها هو اجتماع الأسرة الكبيرة وإحضار أطباق الأطعمة المنوعة والحلويات والأحاديث الودية”.
من جانبها، عرفت الإعلامية هبة الطويل القريش، بأنه “آخر وجبة يتناولها أهل البيت قبل بداية شهر رمضان المبارك، وأوضحت أنها تتكون من بقايا الأكل الموجود في المنزل الذي لا يصلح للتناول في رمضان مثل السمك المجفف والتمر القديم والأرز″.
و قالت لـ”الأناضول” إن “النسوة يأتين إلى بيت كبير العائلة وهن يحملن الأكلات المتوافرة من بيوتهن للاحتفال بقدوم الشهر الفضيل من ناحية وللقاء بقية أفراد الأسرة والأهل والأصدقاء من ناحية ثانية”.
وتابعت أن “القريش يكون نهارا وتبدأ فترات التجمع بعد الساعة العاشرة صباحا ويطلق على هذه الفترة الضحى الكبير وتبقى النساء إلى ما بعد الغداء لأن الأكل يكون على فترتين الأولى فترة الضحى والثانية فترة وقت الغداء”.
وعما إذا كانت تلك العادة تمارس اليوم بتفاصيلها السابقة، قالت الطويل الأمر يختلف حاليا من أسرة لأخرى فالبعض قد يقيم الحفل في إحدى الصالات أو الفنادق ويكون الأكل على شكل بوفيه مع فرق شعبية ودعوات خاصة تذكر بالأعراس من حيث الاستعداد المضني لها حتى أنها فقدت رونقها وشعبيتها باستبدال الأكلات الشعبية ببوفيه.
www.deyaralnagab.com
|