logo
1 2 3 41134
موريتانيا :فقر وغرائب: غربلة القمح المتساقط من الشاحنات.. وقصّ الأظفار.. وبيع المسواك!!
17.04.2014

نواكشوط ـ عبد الله مولود: لكل مدينة غرائبها وأحياؤها الغريبة أيضا، وبخاصة في أفريقيا القارة التي سكنها الفقر وخيم فيها التخلف وبلغت فيها البدائية أطنابها..وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط المدينة الستينية موقعها الذي تشاهد فيه غرائبها بحق؛ إنه دوار بوليكلنيك الذي يتوسط العاصمة ويرى فيه المار كل شيء: مختلف الجنسيات، مختلف المعروضات، غرائب من كل نوع..
غير أن ما لفت نظرنا خلال جولة تصبب خلالها المندوب عرقا، في زحمة هذا الدوار، كان المهن الغريبة التي يعتاش عليها أشخاص وتقوم على ريعها أسر بكاملها.
تجلس على حافة الشارع امباركة بنت اسويلم عارضة العيش الموريتاني وهو عصيدة مصنوعة من القمح، مضافة لحليب البقر شكلت لزمن طويل الوجبة الرئيسة في هذا البلد.
لم تكن الغرابة في بيع العيش الموريتاني لكن الغرابة في الطريقة التي تحصل بها هذه السيدة على قمحها.. تقول امباركة ‘نحن مجموعة من نساء شريحة الحراطين ‘الأرقاء السابقون’ حكم علينا الفقر بأن نطارد الشاحنات التي تحمل القمح من الميناء إلى مخازن مفوضية أمن الغذاء الحكومية..فنلتقط ما ينكب من هذه الشاحنات من قمح نأخذه ممزوجا بالحجارة ونقوم بغربلته على مدى اليوم لنحصل منه على كمية قمح نطحنها ونعد منها هذا العيش الذي بين يديك’.
غير بعيد عن هذه المهنة الغريبة يجلس كهل عبر السبعين، تتناظر أمامه مجموعة من المقصات والشفرات وقبضة قطن متسخة..إنه همت جولا صاحب مهنة قص الأظفار..
عندما رأى استغرابي للمهنة ولطابور الساعين لقص اظفارهم، بدأ يحدثني: مهنة قص الأظفار ورثتها من آبائي الذين قصوا أظفار أجيال كثيرة.. وتجد مهنتي هذه سرها في أن الكثيرين لا يتقنون قص أظافرهم لعدم المهارة، ومنهم من يحول ضعف البصر بينه وبين إتقان قص الاظفار..من هنا أصبح الجميع يتردد علينا فنتقن له قص الأظفار ولدينا مبارد صغيرة ودهانات تجعل الأظفار مريحة بعد القص’.
مهنة أخرى لفتت النظر هي مهنة بيع أعواد المسواك التي لم تقض عليها فرشاة الأسنان ولا المعاجين المصنعة بالملايين وبشتى الألوان والأشكال.
يقول زين ولد امعيليم بائع المسواك ‘أنه يسافر كل يومين خارج العاصمة لجلب بضاعته من الأشجار التي أنعم الله عليه بها..وهو يبيع بالأساس أعواد شجرة ‘آدرس′ (البشام) المفضلة لدى الموريتانيين الذين ألزمتهم السنة النبوية بالاستياك فهم يستاكون بالعيدان مع الفرشاة وبدونها غالبا.
بدت هذه المهن أغرب ما صادفناه مع أن هناك مهنا أخرى في هذا الدوار لديها قسطها من الغرابة ومنها بيع جلود الأفاعي وعظام القردة وأدوات السحر..ويمارس سوريون أيضا في نفس الدوار مهنة الحجامة وقلع الأضراس وتغليف الأسنان بمذهبات ومفضضات…وفي الدوار عجائب وعجائب أخرى.


www.deyaralnagab.com