logo
1 2 3 41134
أطفال الشوارع في غزة… اكتئاب ويأس وحرمان من المستقبل!!
29.03.2014

طفولة معذبة كتبَ عليهم المشقة وهم في سن الصغر ،حرموا من بهجةِ أحلى أيام عمرهم وحلت الدموع مكان الابتسامة ، لعل هذا الوصف ما يُخلص الأوضاع المأساوية التي يعيشها معظم الأطفال القابعين تحت ظروف الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات ،أدي إلى ظهور شريحة من المجتمع يطلقون الناس عليها “أطفال الشوارع″المنتشرة علي مفترقات الطرق والأسواق وغيرها من اجل كسبِ قوت رزقهم لتوفيرها لأسرهم المحتاجة .تجد على مفترق السرايا بشارع عمر المختار بغزة ،فتاةٌ صغيرة ملامحها تنطقُ من شدةِ الحرمان والفقر تمدُ يدها إلى الناس من خلال نافذة السيارة ليشتروا منها ، تكادُ الدمعةَ تخرج من عينها لو لم يشتري منها أحد لكنها رفضت التحدث معي أو الكشف عن هويتها خوفا من أسرتها أن تقوم بضربها .
محمد ذو العشر أعوام من عمرهِ يحملُ الحلوى على رأسهِ المعدة بالبيت ليقوم ببيعها على أبواب المدارس كان أكثر جرأة من غيرهِ من الأطفال ليتحدث معي “إن ظروف المعشية الصعبة هي التي دفعتني لإقبال على العمل” هذا ما قاله محمد ، موضحا أن والدهُ مصابٌ بشلل ويحتاج للعلاج بين الحين والأخر حيث أن تكاليف علاجهِ باهظة الثمن ، وأنه البكر بين أخوته وهو المسئول عن احتياجات البيت ، وولدته تعيلَ الأسرة على مكينة الخياطة تقوم بمساعدتهِ في الإنفاق على مصاريف المنزل .
أما الحالة الأكثر حزنا ..هو أن يعمل ليوفر ثمن السجائر لأبيهِ وإلا كان جزءَ من الضرب المبرح، يقول مصعب يبلغ الحادي عشر من عمرهِ في بداية الأمر سرقت أكثر من مرة وكل مرة أسرق النقود لأبي أشعر بالندم على فعلِ ذلك ،وعندما أعود إلي البيت بدون نقوض أتعرض للضرب الشديد والحرمان من الأكل والنوم في المنزل ،ويتابع مصعب كنت من المتفوقين في المدرسة وبسبب تضيق والدي علية تركت المدرسة ،فأبى قتل حلم حياتي وكل يوم يقتل كل شيء حلو بحياتي بدأت العمل بأكثر من مهنة ،المهم أن أعود ومعي نقود ولا يهمَ من أين وكيف حصلتُ عليه.
وفي ذات السياق أوضح أ. محمد عيسي الأخصائي الاجتماعي ، بأنه في الآونةِ الأخيرةَ انتشرت ظاهرة عمالة وتسول الأطفال وتفاقمت بشكل ملحوظ ، “لا تخلو إشارة مرور أو سوق من هؤلاء الأطفال ” هذا ما وصفه أ. محمد عيسي الأخصائي الاجتماعي ، حيث ذادت من حدة هذه الظاهرة في المجتمع الغزى نظرة للظروف المعشية الصعبة والفقر والانقسام الداخلي ، في ظل وجود مؤسسات المجتمع المحلى والخاصة التي تهتم بالطفولة فهي لا تعمل إلا في جوانب معينة مقتصرة على الترفيه وتقديم الدعم النفسي لهم .
من جانبه قال د. عاطف الأغا أستاذ علم النفس بالجامعة الإسلامية بغزة ،على أن ظاهرة عمالة الأطفال موجودة منذ فترة طويلة وزادت أكثر بعد الحصار الذي يفرضه الاحتلال الاسرائلي على قطاع غزة ، نظرة لتفشي ظاهرة البطالة لدي أفراد المجتمع ، فمنهم من قام بترك المدرسة من اجل التسول أو البيع أمام إشارات المرور موضحا الأثر النفسي ومدي خطورته على المدى البعيد ،وكيف يؤثر ذلك في انحطاط القيم والعادات الاجتماعية فلا يشعر الأطفال بطفولتهم وينتقلون من مرحلة عمرية لآخري بهذه الأجواء والظروف والمواقف الصعبة ، مما يؤدي لإصابة الطفل بالقلق والتوتر واكتئاب واليأس من المستقبل!!


www.deyaralnagab.com