logo
1 2 3 41135
مقهى “الشجرة”.. ملتقى الثوار والنخبة جنوبي اليمن!!
19.03.2014

منذ أن أسسه الحاج عبده مكرد عام 1952، ومقهى “الشجرة”، واحدا من أبرز المقاهي الشعبية التاريخية، في عدن جنوبي اليمن، حيث يمثل ملتقى عاما للمناضلين، والسياسيين، والأدباء، والمثقفين، خاصة في سنوات الثورة على الاستعمار البريطاني (1967-1963).
ويرتبط مقهى “الشجرة” (مقهى عبده مكرد سابقا)، بشهرة واسعة على مستوى اليمن، بفضل ارتباطه بأسماء وطنية تاريخية عديدة كانت ترتاد المقهى، مثل رئيس اليمن الأسبق سالم ربيع، والشعراء محمد جرادة، وإدريس حنبلة، والهمداني، والصريمي، وعدد من الفنانين على رأسهم محمد مرشد ناجي، والعطروش، والعزاني، فضلا عن مجموعة كبيرة من الفنانين والمبدعين في مختلف المجالات.
رضوان محسن “58 عاما”، أحد زبائن المقهى منذ أكثر من عشرين عاما، قال للأناضول: “المقهى بالنسبة لنا ملتقى أدبي، وثقافي، وسياسي، وهو متعدد الأغراض، والفوائد، دائما نلتقي هنا، وننتظر بقية رفاقنا الذين يلتحقون بنا بعد صلاة العصر، لتداول الحديث في مختلف القضايا والموضوعات، وتناقل الأخبار المحلية، والعربية، والعالمية”.
وعن العوامل التي تميز المقهى، التى سميت “الشجرة”، نسبة إلى شجرة بجوارها، قال رضوان لوكالة الأناضول: “المقهى يجمع الشخصيات العامة، ونخبة المجتمع، من مختلف الأطياف، فضلا عن موقعه الذي يتوسط منطقة الشيخ عثمان، التي تعد من أكثر المناطق حيوية، ونشاطا على مستوى محافظة عدن، إضافة لنظافة المكان، وهدوئه، ورمزيته التاريخية، المرتبطة بفترة الكفاح ضد الاحتلال الأجنبي، فهو دائما يمثل مأوى الثوار في اليمن”.
أما عادل عبده مكرد نجل مؤسس المقهى، وأحد مديريه فقال للأناضول: “المقهى يفتح أبوابه فجرا، ويغلق في التاسعة مساء، وهو لا يزال يحتفظ بشهرته، والناس يرتادونه في جميع الأوقات، لتناول الشاي، وأحيانا الخبز، ومتابعة الأخبار، وتبادل الأحاديث فيما بينهم، وهو يدر دخلا جيدا، لكنه ليس بمستوى شهرته التاريخية التي يفخر بها”.
عادل (40 عاما)، يحتفظ جيدا بتفاصيل طفولته التي قضى معظمها في المقهى، كما يتذكر تفاصيل أخرى نقلا عن والده الذي أسس المقهى بعد مجيئه من شمال اليمن منتصف القرن الماضي، واستقر في مقهاه إلى أن وافته المنية قبل يوم واحد من إعلان الوحدة اليمنية، بين شمال الوطن وجنوبه في 22 مايو/أيار 1990، أو شقيقه الأكبر، د.أحمد عبده مكرد الذي يدير المقهى حاليا.
وعن سنوات العمل الأولى في المقهى، قال عادل: “والدي جهز المكان بمبنى صغير، من الحجر، يطل على شارعين من أهم شوارع الشيخ عثمان، مضافا إليه مساحة تقدر بنحو 3 أمتار باتجاه الشارع العام، كانت مسقوفة بمادة من الصفيح، قبل أن تستبدل بالحديد، والأخشاب.
وعن علاقة المقهى وارتباطه بمقاومة الاستعمار البريطاني قال عادل: “أكثر ما جعل المقهى على صلة وثيقة بالثوار، موقعه القريب من المبنى التاريخي للشرطة البريطانية، الذي كان يلتقي فيه كبار القادة البريطانيين في عدن، ومنه يتحركون لتنفيذ المهام الموكلة إليهم”.
وبحسب مكرد، فإن ما زاد من شعبية المقهى، في بداية تأسيسه، “هو جهاز الراديو، الذي اشتراه والدي، حيث كان الناس يأتون لسماع إذاعة صوت العرب التي تبث من القاهرة، وكثيرا ما استهوتهم برامجها الإذاعية”.
ويتذكر “مكرد” بدايات المقهي بقوله “بعد ما وصلت اليمن أجهزة التسجيل، (أجهزة تسجيل الصوت)، صار للمقهى واحد منها، وكان مخصصا لبث خطابات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والأغاني المصرية، لعدد من الفنانين، مثل سيد مكاوي، وسيد درويش، ومحمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، قبل أن يبدأ بعد ذلك في بث الأغاني اليمنية.


www.deyaralnagab.com